اخبار لايف

كيكل إلى الصدارة.. رجل «أقصى اليمين» يحكم النمسا


“لم أتخذ هذه الخطوة بسهولة” كلمات رددها الرئيس النمساوي ألكسندر فادن دير بلين، وتعكس صعوبة صعود هيربرت كيكل إلى السلطة.

كيكل الذي التقى الرئيس في قصر “هوفبورغ” في فيينا، صباح الإثنين، خدم نفسه عندما حقق وحزبه “الحرية” المرتبة الأولى في انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي، وخدمته الظروف عندما أفشلت 3 أحزاب مناورة فان دير بلين، لتفادي حكومة يقودها أقصى اليمين.

وفي ظل الأزمة السياسية في البلاد كلف الرئيس كيكل، زعيم حزب الحرية “أقصى اليمين”، بتشكيل ائتلاف حاكم مع حزب الشعب (الحاكم حاليا)، بعد أن مر الأخير بساعات تعج بالدراما.

وأمام خطورة كيكل المتصورة على السياسة الداخلية وعلاقة النمسا بالاتحاد الأوروبي، لجأ فان دير بلين إلى مناورة سياسية عقب إعلان فوز حزب الحرية بالانتخابات الأخيرة، إذ دعا قادة كافة الأحزاب لمشاورات أولية، خرج منها بخلاصات واضحة عن رفضهم المشاركة في حكومة يقودها الرجل.

عندها، قرر الرئيس تكليف كارل نيهامر، حزب “حزب الشعب” الذي حل ثانيا في الانتخابات التشريعية، بتشكيل حكومة، لكن نيهامر فشل في تشكيل ائتلاف يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب نيوز الليبرالي، وأعلن استقالته من منصب المستشار ورئاسة حزبه.

هذه الظروف خدمت كيكل وأعادت مسؤولية تشكيل الحكومة إلى يديه، في ظل تخوف الأحزاب وربما الرئاسة من اللجوء إلى انتخابات جديدة، في ظل الصعود المستمر لحزب الحرية في استطلاعات الرأي.

من هو هيربرت كيكل؟

بعد تكليف اليوم بات كيكل (٥٧ عاما) أول زعيم لحزب من أقصى اليمين يُكلف بتشكيل حكومة في النمسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.

لكن الرجل ليس جديدا على الساحة السياسية، إذ شغل منصب وزير الداخلية في حكومة سبستيان كورتس الأولى بين عامي 2017 و2019، وعضوية البرلمان النمساوي منذ ٢٠١٧ وحتى الآن.

داخل الحزب لم يتوقف كيكل عن تسلق سلم القيادة منذ مشاركته في حكومة كورتس، إذ شغل منصب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب الحرية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، ورئيس الحزب منذ 2021.

وقبل ذلك، شغل منصب الأمين العام لحزب الحرية بين عامي 2005 و2017، وكان رئيس تحرير صحيفة “نويه فرايه تسايتونغ” المرتبطة بالحزب في الفترة نفسها.

فيما يتعلق بالتعليم، يملك كيكل شهادتين جامعيتين من جامعة فيينا، الأولى في الصحافة والعلوم السياسية، والثانية في الفلسفة والتاريخ، وفق الموقع الرسمي للبرلمان النمساوي.

وحقق الحزب تحت قيادته مكاسب قوية في استطلاعات الرأي منذ نهاية عام 2022، إذ لعبت قضايا مثل الهجرة والتضخم والموقف من روسيا دورا محوريا في هذا الصعود.

ويتبنى كيكل مواقف متشددة حيال الهجرة ودعم كييف، إلى درجة اتهامه من قبل الأحزاب الأخرى بأنه موالٍ لروسيا، كما تحوم شكوك حول التزامه بعضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي.

الأكثر من ذلك هناك تقارير تربط كيكل بحركة الهوية المتطرفة التي تلاحقها السلطات منذ سنوات، ويتهم بأنه نفذ عملية اقتحام الشرطة مقر الاستخبارات الداخلية إبان توليه وزارة الداخلية، لإخفاء وثائق مهمة.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى