اخبار لايف

لأول مرة.. تونسي مدان بهجوم نيس الإرهابي يعترف بالوقائع


للمرة الأولى منذ بدء محاكمته في باريس، بتهمة قتل 3 أشخاص في 2020 في كاتدرائية نوتردام بمدينة نيس (جنوب شرق فرنسا) اعترف التونسي إبراهيم العويساوي، الإثنين، بارتكابه هذا الاعتداء.

وجاء اعترافه بعد محاولات متكررة للتنصل من الوقائع، متذرعًا بعدم تذكر تفاصيل الجريمة، لكنه في المقابل لم يتردد في تبرير دوافعه، زاعمًا أنه نفّذ الاعتداء «انتقامًا لمقتل مسلمين»، وفق قوله.

تفاصيل الهجوم المروّع

وقع الهجوم صباح 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، عندما اقتحم العويساوي الكاتدرائية مسلّحًا بسكين مطبخ، وذبح السيدة نادين فنسان، البالغة من العمر 60 عامًا.

قبل أن يوجه 24 طعنة للفرنسية-البرازيلية سيمون باريتو سيلفا (44 عامًا)، التي تمكنت من الفرار لكنها فارقت الحياة متأثرة بجراحها.

كما أقدم على ذبح الكاهن فنسان لوكيس (55 عامًا)، وهو أب لابنتين.

بعد تنفيذه للهجوم، أصيب العويساوي بجروح خطرة برصاص الشرطة الفرنسية، ومنذ ذلك الحين يدّعي فقدان ذاكرته بشأن تفاصيل الاعتداء. غير أن الفحوص الطبية لم تكشف عن أي إصابة دماغية لديه، كما خلص تقرير الصحة النفسية إلى عدم وجود اضطرابات عقلية تؤثر على قدرته على التمييز عند وقوع الجريمة.

إنكار للوقائع وتبرير للجرائم

أمام المحكمة، ورغم إقراره بارتكاب الهجوم، عاد العويساوي للتذرّع بعدم تذكره للتفاصيل، متجاهلًا الأسئلة المتعلقة بملابسات الجريمة. وعندما سأله رئيس المحكمة، كريستوف بيتيتو، عما إذا كان من الصواب قتل الناس عشوائيًا، أجاب بدون تردد: «نعم».

أما عن حيازته 3 سكاكين في حقيبته، أحدها بطول 17 سم، فأجاب مدّعيًا: «كانت للأكل، لتقطيع الخبز». وعندما عُرضت عليه صورة السكّين الملطخ بالدماء، أنكر معرفته به قائلًا: «لا أتذكر ذلك السكين».

ورغم مواجهته بالأدلة التي تثبت توجيهه ما بين 60 و70 طعنة لضحاياه خلال 10 دقائق فقط، وُاصل عويساوي ادعاء فقدان الذاكرة، في محاولة واضحة للتهرب من مسؤولية جرائمه الإرهابية.

ماذا نعرف عن العويساوي؟

وكان العويساوي وصل إلى فرنسا عشية الهجوم، وبحسب عائلته التي تقطن بصفاقس، تبدل حاله قبل عامين على الهجوم تقريبا. 

ويقول شقيقه ياسين “هذا غير عادي”، مبديا استغرابه من سرعة وصول إبراهيم وقيامه بالهجوم: “وصل فرنسا عشية الاعتداء.”

وتروي الأم قمرة باكية: “عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محل لإصلاح الدراجات النارية”.

ولد إبراهيم في عائلة تتكون من سبع بنات وثلاثة شبان في حيّ شعبي بالقرب من منطقة صناعية في محافظة صفاقس حيث البنية التحتية شبه معدومة.

وتؤكد قمرة أن ابنها “جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار (نحو 400 يورو) وأنشأ كشكا لبيع البنزين”، على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية.

حاول إبراهيم الهجرة بطريقة غير قانونية مرات عدة إلى أن نجح في ذلك، وعند وصوله إلى إيطاليا في محاولته الأخيرة قبل شهر ونصف الشهر أخبر العائلة أنه عمل في قطف الزيتون.

ويروي ياسين: “كان في إيطاليا وعمل في الزيتون ثم قرّر الذهاب إلى فرنسا بحثا عن عمل”.

وتؤكد العائلة أنها لم تكن على علم بمشاريع ابنها الذي وصل كغيره من آلاف التونسيين إلى جزيرة لامبيدوزا بطريقة غير قانونية بحثا عن مستقبل أفضل وهروبا من بطالة وأزمة اقتصادية في بلدهم.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==

جزيرة ام اند امز

US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى