لا جديد في غزة 2025.. نزيف فوق «ثنائية الحرب والهدنة»
منذ عام، يتزامن الحديث عن هدنة مع دوران عجلة الحرب بما تخلفه من ضحايا، دون أن تتوقف آلة القتل، أو يتحقق وعد التهدئة حتى الآن.
وقالت إسرائيل اليوم الجمعة، إنها شنت غارات جوية على عشرات الأهداف التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في هجمات قالت سلطات الصحة الفلسطينية إنها أسفرت عن مقتل ما يقرب من 100 شخص.
ويأتي تزايد العمليات العسكرية وارتفاع عدد القتلى والمصابين، وسط مساع جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه هذا الشهر.
وأرسلت إسرائيل وفدا تفاوضيا أمس الخميس، إلى العاصمة القطرية الدوحة، لاستئناف المحادثات التي تجري بوساطة من قطر ومصر.
وبالتزامن مع ذلك، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 27 شخصا قتلوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، وذلك بعد مقتل 71 شخصا في اليوم السابق بما في ذلك منطقة المواصي، وهي منطقة في وسط غزة أعلنتها السلطات الإسرائيلية في وقت سابق منطقة إنسانية آمنة.
فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف نحو 40 نقطة تجمع ومراكز قيادة وتحكم تابعة لحماس. وأضاف أنه اتخذ العديد من التدابير للحد من خطر إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الذخائر الدقيقة والمراقبة الجوية وغيرها.
وتتهم إسرائيل، حماس، الحركة التي كانت تدير قطاع غزة في السابق، بنشر مقاتلين في مناطق مدنية بما في ذلك المباني التي كانت تستخدم في السابق كمدارس. وتنفي حماس الاتهامات باستخدام السكان دروعا لحماية المقاتلين.
واليوم الجمعة، أمر الجيش المدنيين في منطقة البريج في وسط غزة بإخلاء منازلهم قبل عملية أمر بها في أعقاب هجمات صاروخية من المنطقة.
وقال إن السكان يجب أن ينتقلوا إلى المنطقة الإنسانية من أجل سلامتهم.
وشنت إسرائيل حربها على غزة ردا على هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما اقتحم مسلحون مناطق إسرائيلية قرب حدود غزة، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة وفقا للإحصاءات الإسرائيلية.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، والتي كان هدفها المعلن هو القضاء على حماس، إلى تدمير مساحات واسعة من القطاع، ودفعت معظم السكان إلى النزوح، وأسفرت عن مقتل 45581 فلسطينيا وفقا لوزارة الصحة في غزة.
جمود المساعي الدبلوماسية
وتحاول الولايات المتحدة ومصر وقطر التوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن منذ عام دون جدوى.
وتبذل الدول الثلاث جهودا هذا الشهر قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا في 20 يناير/كانون الثاني.
وتعثرت جهود وقف إطلاق النار مرارا بسبب خلاف جوهري حول كيفية إنهاء الصراع، فتقول حماس إنها لن تقبل باتفاق وإطلاق سراح الرهائن، إلا إذا التزمت إسرائيل بإنهاء الحرب. فيما تقول إسرائيل إنها لن توافق على وقف القتال إلا بعد القضاء على حماس.
ودأب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن على الدعوة إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. بينما هدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بأن “أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني.
ودخل الجيش الإسرائيلي جميع أنحاء قطاع غزة تقريبا، لكنه لا يزال يقاتل مسلحي حماس الذين يشنون حرب عصابات عبر أنقاض القطاع.
وخلال الخريف، استأنف الجيش الإسرائيلي القتال المكثف في شمال غزة حيث أمر جميع المدنيين عدة مرات بالمغادرة، بينما يواصل شن هجمات عنيفة في الجنوب.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز