اخبار لايف

«لجم» ترامب.. مهمة في عهدة الجمهوريين


بوصوله إلى سدة الحكم في انتخابات تاريخية حصد خلالها أصوات المجمع الانتخابي والأصوات الشعبية على السواء، باتت الهواجس

من أن يحيد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عن الطريق الديمقراطي قائمة. 

لكن السؤال الأهم في أروقة الحكم في واشنطن أصبح عمن يملك القدرة على لجم الزعيم.

في حين دافع بعض زعماء الحزب الجمهوري عن الديمقراطية في ولاية دونالد ترامب الأولى، فمن المرجح أن يجد العديد من زعماء الحزب صعوبة أكبر في معارضة الرئيس القادم هذه المرة.

بمجرد أن يؤدي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اليمين الدستورية للمرة الثانية كرئيس للبلاد، سيعمل الديمقراطيون لأسابيع وأشهر على استغلال كل فرصة لحشد الناخبين والتنسيق مع جماعات المجتمع المدني لإحباط الإجراءات المناهضة للديمقراطية واستعادة السلطة.

وسيصوت الديمقراطيون المنتخبون ضد التشريعات التي يقترحها ترامب ويحاولون منع أوامره التنفيذية في المحكمة وهي كلها أمور يُفترض أن تفعلها أحزاب المعارضة والمجتمعات المدنية ومع ذلك سيتحمل الجمهوريون المسؤولية الأساسية لحماية الديمقراطية.

إن الحصن الأهم ضد زعيم منتخب يقوض الديمقراطية يأتي من الحزب الحاكم وخاصة النخب القوية فيه وجهودهم لتقييد زعيمهم وذلك وفقا لما ذكرته مجلة “بوليتيكو” الأمريكية.

وإذا كان الافتراض الأساسي هو أن الضوابط والتوازنات الدستورية بما في ذلك صلاحيات الكونغرس والمحكمة العليا تلعب دورا رئيسيا في تقييد السلطة التنفيذية فإن هذه المؤسسات لا تقوم بذلك إلا إذا كان أعضاء حزب الرئيس داخلها على استعداد لاستخدام سلطتهم في مواجهة انتهاكات أو تجاوزات السلطة التنفيذية خاصة لو هيمن الزعيم على حزب سياسي.

وعندما تتسامح شخصيات الحزب البارزة أو تدعم تصرفات الزعيم المناهضة للديمقراطية، فإن هذا الأمر يعزز القبول العام لهذه التصرفات بين أنصار الحزب كما أن المستويات العالية من الاستقطاب والازدراء تؤدي إلى تفاقم الأمور، حيث يقبل الحزبيون إساءة استخدام السلطة لإبقاء الحزب الآخر خارج السلطة.

لرئيس ورؤساء الوزراء يستطيعون التصرف كما يحلو لهم.

وخلال ولايته الأولى، لم يسمح الجمهوريون لترامب بالتصرف كما يحلو له فعندما اقترح في يوليو/تموز 2020 تأجيل الانتخابات رفض العديد من الجمهوريين مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل وزعيم الأقلية في مجلس النواب كيفن مكارثي هذه الفكرة.

وبعد انتخابات 2020، رفض الجمهوريون المنتخبون في ولايات جورجيا وأريزونا وميشيغان، تزوير إحصاءات الأصوات لإبقاء ترامب في السلطة ورفض القائم بأعمال المدعي العام الذي اختاره ترامب بنفسه الالتماسات لاستحضار أدلة مزيفة على مخالفات التصويت.

كما أيد القضاة المعينون من قِبَل الجمهوريين في بنسلفانيا وويسكونسن والمحكمة العليا القانون في مواجهة محاولات ترامب التشبث بالسلطة.

وقد تكون الخطوة الأكثر أهمية لإنقاذ الديمقراطية كانت عندما رفض مايك بنس نائب الرئيس آنذاك طلب ترامب إلغاء الانتخابات خلال عملية التصديق على النتائج.

وفي حين دافع بعض الجمهوريين عن الديمقراطية في ولاية ترامب الأولى، فقد يجد العديد من قادة الحزب صعوبة أكبر في معارضة الرئيس المنتخب في ولايته الثانية بعدما شدد سيطرته على الحزب.

وكشفت عملية الانتخابات التمهيدية الجمهورية عن غياب قادة الحزب القادرين على الدفاع عن رؤية بديلة لمستقبل الحزب حيث نجح ترامب في إخراج منافسته الرئيسية، نيكي هيلي، في مثال على تكلفة معارضة الرئيس المنتخب.

في المقابل، فإن العديد من الجمهوريين في مجلس النواب يدينون لترامب بسبب دعمه لهم الأمر الذي ساعدهم في الفوز بمقاعدهم في انتخابات التجديد النصفي 2024 وهو ما يجعلهم أقل ميلا لمقاومة جهوده.

 كما عزز ترامب قبضته على الحزب من خلال تثبيت حلفاء وحتى أقارب في قيادة اللجنة الوطنية الجمهورية.

لذا، فإن عملية تأكيد اختيارات ترامب للمناصب الوزراية ستكون الاختبار الأول الحاسم للحزب فإذا فشل الجمهوريون في رفض الترشيحات المثيرة للجدل مثل بيت هيغسيث لوزارة الدفاع، وتولسي جابارد لرئاسة مجتمع الاستخبارات فإن ذلك يعني أنهم سيجدون أنه من الصعب مقاومة الرئيس في المستقبل.

بعبارة أخرى، فإن فشل الجمهوريين في الوقوف في وجه ترامب منذ البداية، يعني أن يكون الانزلاق نحو الاستبداد أكثر سرعة، وفق المجلة الأمريكية.

وبعيدا عن مجرد الدفاع عن المرشحين المؤهلين، يتعين على كبار قادة الحزب الجمهوري الاستعداد أيضا لإدانة أي تصرف لترامب قد يكون مناهضا للديمقراطية.

وإذا كان الناخبون هم الضمان المباشر للديمقراطية من خلال صناديق الاقتراع فإنهم قد يعيدون انتخاب الزعماء لأن النخبة الحزبية رفضت إدانة تصرفاتهم المناهضة للديمقراطية مما يرسل إشارة بأن الأمور على ما يرام وهو ما يؤدي إلى تغيير وجهة نظر أنصار الحزب بشأن معايير الديمقراطية.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى