اخبار لايف

لعنة فون دير لاين تطارد أوروبا.. طموحات كبيرة بلا ثقل سياسي أو مالي


طموحات كبيرة، لا تتوازى مع ثقل سياسي أو مالي، معضلة تطارد أوروبا، فيما بات يعرف بـ«لعنة فون دير لاين»، في إشارة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية الحالية.

تلك المعضلة، تعيد الذاكرة إلى تصريح سابق أطلقه جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في 2007، قائلا: “لا أعرف كيف أتحمل تكاليف الإصلاحات الاقتصادية”.

والآن، في عام 2025، فإن “لعنة يونكر” الجديدة في أوروبا تتمثل في أن ساستها يعرفون ما يتعين عليهم فعله، لكنهم لا يعرفون كيف يدفعون ثمنه، وهو ما يمكن أن نسميه “لعنة فون دير لاين”.

ففي العام الماضي، دعا العديد من التقارير الزعماء الأوروبيين إلى المضي قدما في تعميق تكامل السوق، وتعزيز الإبداع والاستثمار في القطاعات والتقنيات الحيوية، وبناء الاعتماد على الذات لمواجهة الأزمات والصراعات وفقا لما ذكره مقال رأي نشرته صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.

كلفة غير مسبوقة

لكن السعي إلى الرخاء والقوة والأمن يأتي بتكلفة غير مسبوقة، فمثلا يدعو رئيس البنك المركزي الأوروبي السابق ماريو دراغي إلى إنفاق إضافي قدره 800 مليار يورو سنويا، لكن: أين يمكن أن يجد الاتحاد الأوروبي هذا النوع من المال؟ وكيف يمكن حشد الإنفاق على هذا النطاق لدعم الأولويات المشتركة بدلا من التفضيلات الوطنية الضيقة؟

والحل هو مخططات الشراكة الضخمة بين القطاعين العام والخاص، وفي السيناريو المثالي، سيقدم الاتحاد الأوروبي، بالتعاون مع بنك الاستثمار الأوروبي، للمستثمرين ورجال الأعمال عروضاً لا يمكنهم رفضها تقوم على القدرة على المطالبة بحصة في المستقبل الاقتصادي والتكنولوجي للقارة مع ضمان الإنفاق الحكومي وإمكانات السوق المحمية كنموذج للإيرادات.

لكنّ تنسيق هذا الأمر عبر 27 دولة في الاتحاد الأوروبي سيكون “مهمة شاقة”، خاصة بعد فشل الدفاع الأوروبي المشترك، رغم الأهوال في أوكرانيا.

وهناك أيضا الضرائب، فالاتحاد الأوروبي الذي يرفع التعريفات الجمركية على الواردات، ورسوم الانبعاثات، وغير ذلك من الضرائب قادر على استثمار عشرات المليارات سنوياً، لكنّ الضرائب قد تكون غير مفيدة إذا ألحقت الضرر بالصناعة الأوروبية.

وما تبقى هو آليات الديون، لكن استقرار الاتحاد النقدي الأوروبي غير المكتمل يفرض انضباطاً مالياً وقائياً على الدول الأعضاء في التكتل، في حين يظل العجز في الاستثمارات الاستراتيجية ممكنا، لكنه يتطلب مفاوضات مع كل دولة على حدة.

عمليات بيروقراطية

وموارد الاتحاد الأوروبي ليست قليلة للغاية فحسب، بل إن التكتل لا يعرف أيضا كيف ينفق ما لديه بسرعة وكفاءة خاصة وأن العمليات بطيئة وبيروقراطية وغير شفافة.

ويتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتنافس مع الصين وروسيا والولايات المتحدة، فيما أصبح سباق تسلح عالمي للرأسمالية التجارية، إلا أن بروكسل لا تمتلك الثقل السياسي أو المالي للتنافس مع بكين أو موسكو أو واشنطن.

وإذا كان الاتحاد الأوروبي يريد حقا أن يرقى إلى مستوى طموحاته، فإن المنصة الحالية للمشاريع المهمة ذات المصلحة الأوروبية المشتركة يمكن أن تكون حجر الأساس، شريطة أن تتمكن من التوسع والتسريع.

وهذه هي الطريقة للتخلص من لعنة فون دير لاين عبر السماح لتحالفات الدول بالاندماج في المصالح الذاتية لكل منها وفي شراكة استراتيجية مع صناعاتها، ورفع المساعدات الحكومية إلى مستوى متعدد الجنسيات منسق.

ويحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تحالف جيوسياسي قوي، يخدم تكامل التكتل لأغراض جيوسياسية وبدلا من آليات صنع القرار التي غالبا ما تعيق عمل الاتحاد لابد من العمل على خلق مساحة لترتيبات مخصصة ضمن الاستراتيجية الشاملة للكتلة الأمر الذي قد يشمل دولة مثل المملكة المتحدة.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى