اخبار لايف

مأزق «الألوية الجديدة» في أوكرانيا.. استراتيجية في شباك «الفشل»


تبحث أوكرانيا عن حلول لمأزق يواجهها في لحظة حرجة في عمر الصراع مع روسيا، لكن الشكوك تحاصر خطتها.

وتظل أزمة نقص الجنود هي التحدي الأكبر بالنسبة لأوكرانيا إلا أن استراتيجيتها للحل تعمل بشكل سئ.

وفي محاولة للتغلب على نقص الجنود عملت أوكرانيا على تشكيل ألوية جديدة بدلا من تعزيز الألوية القديمة وهي الاستراتيجية التي اعتبرها الخبراء العسكريون فاشلة وذلك وفقا لما ذكره موقع “بيزنس إنسايدر” الأمريكي.

وفي سلسلة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب مايكل كوفمان، وهو زميل بارز في برنامج روسيا وأوراسيا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إن قرار كييف كان “أحد أكثر خيارات إدارة القوة إرباكًا” التي اتخذتها.

وقال كوفمان “إن توسيع القوة بألوية جديدة، عندما تكون هناك حاجة ماسة إلى الرجال لاستبدال الخسائر بين التشكيلات ذات الخبرة المنتشرة على الخطوط الأمامية، كان له مقايضات واضحة” وأوضح أنه مع قلة الخبرة، كانت الوحدات الجديدة “غير فعالة في القتال بشكل عام”.

وأضاف “كما رأينا في عام 2023، فإن التشكيلات الجديدة تؤدي بشكل سيئ في الأدوار الهجومية والدفاعية وتتطلب وقتًا طويلاً لاكتساب الخبرة والتماسك والثقة، وما إلى ذلك”.

ووفقا لكوفمان فإن النتيجة هي أن الاستراتيجية تفككت جزئيًا على الأقل، ففي النهاية تم إرسال كتائب من الألوية الجديدة لدعم الخسائر في الوحدات التي كانت تقاتل بالفعل.

وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت القيادة الأوكرانية أنها تسعى إلى إنشاء 10 ألوية جديدة، يتألف كل منها من عدة آلاف من الرجال حيث كان القادة يأملون في إنشاء وحدات جديدة يمكن أن تتناوب على القتال أو تملأ الفجوات على خط المواجهة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قال متحدث باسم القوات المسلحة الأوكرانية “لا توجد ببساطة طريقة فعّالة أخرى لمواجهة العدو.. ففي نهاية المطاف، لدينا اليوم جبهة بطول 1300 كيلومتر مع اشتباكات قتالية نشطة”.

وتلقت بعض عناصر هذه الألوية تدريبات من القوات الغربية، مثل اللواء الآلي 155 الذي تدرب حوالي نصف مجنديه في فرنسا.

لكن ظهور اللواء 155 لأول مرة في أواخر العام الماضي خلق أزمة لأوكرانيا في ظل التقارير التي أشارت إلى أن اللواء عانى من معدلات عالية من الفرار وكان يتم تفكيكه لنقل الموارد إلى ألوية أخرى.

وفي بداية 2025، قال الصحفي الأوكراني يوري بوتوسوف إن اللواء الجديد، الذي وجد نفسه في كثير من الأحيان أقل عدداً، كان عليه أن يوفق بين المتخصصين مثل مشغلي تشويش المسيرات وبين أدوار المشاة وأثارت هذه التصريحات رد فعل عنيف وتساءلت شخصيات أوكرانية بارزة عن الاستراتيجية الجديدة ككل.

وكتب المقدم بوهدان كروتيفيتش، رئيس الأركان في لواء آزوف “ربما يكون من الغباء المحض إنشاء ألوية جديدة وتزويدها بتكنولوجيا جديدة في حين تعاني الألوية القائمة من نقص في العدد”.

ورغم تزويد اللواء 155 بعشرات المركبات المدرعة الفرنسية الصنع ومدافع الهاوتزر وناقلات الأفراد إلا أن فضائحه كانت “أكثر الحالات فظاعة” بالنسبة لمكشلة إدارة القوات في أوكرانيا بحسب تعبير كوفمان.

وقال كوفمان إن تقسيم الوحدات الجديدة أدى إلى “تجزئة ثابتة للجهود الدفاعية وفقدان التماسك” مضيفا أن “هذه التجمعات المختلطة من القوات يجب أن تحافظ على الجبهة”.

وعلى نحو متزايد، تحول العام الماضي من الحرب إلى صراع استنزاف، ليس فقط في القوى العاملة ولكن أيضا في الموارد.

وتدخل روسيا الآن عامها الثالث من الحفاظ على اقتصادها في مواجهة العقوبات الغربية الشاملة، وتعتمد بشكل كبير على التصنيع الدفاعي وتقدم مكافآت كبيرة للمجندين الجدد.

ويأمل البعض في أوكرانيا أنه إذا تمكنت من حل مشكلات نقص الجنود والحفاظ على خطوطها الدفاعية، فستستنزف في النهاية قدرة روسيا على توجيه الأموال والرجال إلى الحرب.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==

جزيرة ام اند امز

US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى