ماكرون وأولمبياد باريس.. الرياضة لترميم ما أفسدته السياسة
آمال يعلقها الرئيس الفرنسي على أولمبياد باريس لتعزيز إرثه السياسي لكن رهانه على إجراء انتخابات تشريعية مبكرة قد يصيبه بالشلل السياسي.
وبينما يستعد إيمانويل ماكرون لاستقبال أكثر من 100 رئيس دولة وعشرات الآلاف من المتفرجين في حفل الافتتاح يوم الجمعة على طول نهر السين، فقد أصابه الوهن السياسي.
كما يعتقد مراقبون أنه أصبح رئيسا لا يتمتع بشعبية على رأس حكومة تصريف أعمال في وقت تستضيف بلاده أكبر حدث رياضي في العالم وسط مخاوف أمنية كبيرة.
ودافع ماكرون، وهو يتفقد القرية الأولمبية أمس الاثنين، عن قراره بحل البرلمان، ونفى أن يلقي عدم الاستقرار السياسي الذي تلا ذلك بظلاله على دورة الألعاب الأولمبية.
وقال “أنا من اتخذ القرار”، في إشارة إلى عزمه الأكيد على الدعوة لإجراء انتخابات قبل الألعاب.
وأضاف “ليس هناك أي إحساس بالمرارة. على العكس من ذلك، قمنا بالأشياء التي كان يتعين علينا القيام بها قبل (دورة الألعاب الأولمبية). الآن يمكننا التركيز بشكل كامل على الألعاب”.
وفي محاولة لإبقاء الأزمة تحت السيطرة لبضعة أسابيع، بدا أنه يشير إلى أنه من غير المرجح أن يعين رئيسا للوزراء قبل انتهاء الدورة، معتبرا أن “هناك نوعا من الهدنة”.
عرض مستمر
دعا ماكرون إلى الانتخابات التشريعية بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها أمام حزب التجمع الوطني (أقصى اليمين) في انتخابات الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي، وقال إنه يريد أن تزيل الانتخابات الغموض السياسي.
وبدلا من ذلك، شكل الناخبون الفرنسيون برلمانا متأرجحا ولم تتمكن أي كتلة حتى الآن من تشكيل حكومة، مما أبقى على حكومة ماكرون السابقة لتصريف الأعمال.
وقال النائب جوليان أودول من أقصى اليمين، إن “دورة الألعاب الأولمبية فرصة عظيمة ولحظة استثنائية وواجهة استعراضية رائعة لبلدنا”.
ومستدركا: “لكن الصعوبات التي يواجهها مواطنونا لا تزال مستمرة على الرغم من دورة الألعاب الأولمبية. وهذه الجمعية الوطنية (البرلمان) ليست في وضع يسمح لها حاليا بالتعامل”.
وأكد مساعدون لماكرون ومسؤولون عن دورة الألعاب الأولمبية ومشرعون وشخصيات عامة لرويترز أن العرض سيستمر دون أن تتأثر سنوات من التخطيط الأمني واللوجستي بالسياسة. لكن البعض أقر بأن تداعيات الأزمة السياسية ستخيم على الدورة.
وقالت النائبة الاشتراكية كريستين بيريس بون إن الانتخابات المبكرة التي دعا لها ماكرون تركت الكثير من الفرنسيين في حيرة وغضب.
وقالت “لم نشهد مثل هذا الغموض الشديد من قبل”.
عام التجديد
لم يكن من المفترض أن تسير الأمور على هذا النحو، ففي خطابه للأمة عشية رأس السنة الجديدة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحدث ماكرون بفخر وتفاؤل بشأن العام المقبل.
وقال “يحدث هذا الأمر مرة واحدة فقط في كل قرن؛ استضافة دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية… 2024 سيكون عاما للحسم وللخيارات والتجديد”.
ولكن بعد أكثر من ستة أشهر، تبخرت آمال ماكرون في تجديد تفويضه، في حين تسببت الأزمة السياسية التي أثارتها الانتخابات المبكرة أيضا في إقبال أقل من المتوقع من السائحين على حضور دورة الألعاب الأولمبية.
وذكرت رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن حجوزات الطيران والفنادق إلى باريس خلال دورة الألعاب الأولمبية جاءت أقل من المتوقع، وعزا الخبراء ذلك إلى ارتفاع تكاليف السفر والإقامة والمخاوف الأمنية والاضطراب السياسي.
كما ساهمت التطورات المتلاحقة والمستمرة للانتخابات الأمريكية – والتي تضمنت حتى الآن محاولة اغتيال للمرشح الجمهوري دونالد ترامب وانسحاب الرئيس جو بايدن من السباق – في إبعاد الأنظار عن الحدث المهم لماكرون.
وفي القرية الأولمبية أمس الإثنين، صافح ماكرون المتطوعين وعلى وجهه ابتسامة واثقة.
وقال الرئيس لعناصر الشرطة “نحن مستعدون”، قبل أن يشكر موظفي القرية الأولمبية على عملهم.
واعترفت وزيرة الرياضة الفرنسية أميلي أوديا كاستيرا بأن الأسابيع القليلة الماضية كانت “صعبة سياسيا”.
لكنها رفضت فكرة أن الأزمة السياسية قد ألقت بظلالها على دورة الألعاب الأولمبية، وقالت إن فرنسا يمكن أن تتنفس الصعداء لأن أقصى اليمين لم يفز بما يكفي من المقاعد لتشكيل حكومة، كما توقعت بعض استطلاعات الرأي.
وقالت لرويترز “أعتقد أن الألعاب ستسمح للبلاد بالاتحاد أكثر من أي وقت مضى هذا الصيف”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز