محاربة «مشاكسة» مديرة للاستخبارات الوطنية الأمريكية.. من هي غابارد؟
![](https://akhbar.today/wp-content/uploads/2025/02/162-050451-_167ad4533f2668_700x400.jpg)
«جندية سابقة.. نائبة ديمقراطية سابقة.. معارضة شرسة للتدخل العسكري الأمريكي في العالم.. بلا خبرة استخباراتية».. خليط «مثير للجدل» يصف تولسي غابارد، التي صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي بالموافقة على تعيينها مديرة للاستخبارات الوطنية.
وعلى الرغم من افتقارها لأي خبرة في هذا المجال، وانتقادها المتكرر للوكالات الأمريكية الاستخبارتية الـ18، فقد جاء التصويت بأغلبية 52 صوتًا مقابل 48، حيث انضم السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل إلى الديمقراطيين في معارضة التعيين.
وتُعد هذه الموافقة انتصارًا كبيرًا لفريق الرئيس، الذي بذل جهودًا كبيرة لإحياء ترشيح غابارد بعد تعثره في وقت سابق.
وكانت غابارد، النائبة الديمقراطية السابقة عن هاواي، واحدة من أكثر مرشحي الرئيس ترامب إثارة للجدل، وكانت فرص تأكيد تعيينها موضع شك قبل تصويت اللجنة في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي 4 فبراير/شباط الماضي، وافقت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ على ترشيح غابارد بأغلبية ضئيلة بلغت 9-8 أصوات على أسس حزبية.
استجواب شديد
واجهت غابارد استجوابًا شديدًا خلال جلسة تأكيدها، حيث رفضت مرارًا وصف إدوارد سنودن بالخائن. كما أُثيرت تساؤلات حول رحلتها إلى سوريا، التي التقت خلالها بالرئيس السابق بشار الأسد، وإشاراتها إلى نظريات المؤامرة المتعلقة بمختبرات بيولوجية أمريكية في أوكرانيا، بالإضافة إلى تشكيكها في استنتاجات مجتمع الاستخبارات الأمريكي.
وبعد التصويت، صرّح ماكونيل قائلًا: «عندما يثبت سجل المرشح أنه غير جدير بأعلى درجات الثقة العامة، وعندما يكون فهمه للسياسات ذات الصلة أقل من متطلبات منصبه، يجب على مجلس الشيوخ حجب موافقته».
بماذا تعهدت؟
وخلال حفل أداء اليمين، شددت غابارد على الحاجة إلى إصلاح مجتمع الاستخبارات، متعهدة بالتركيز على الأمن القومي وإعادة بناء الثقة العامة في الوكالات. كما أشاد الرئيس ترامب بشجاعتها ووطنية خلال الحفل.
وتتولى غابارد الآن مسؤولية الإشراف على 18 وكالة استخباراتية، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
ما هي الاستخبارات الوطنية؟
استُحدث هذا المنصب في عام 2005، بعد أن تبيّن مدى ضعف التنسيق بين الأجهزة الأمريكية، مما حال دون إحباط اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
ويُعد المدير مسؤولًا إداريًا عن ضمان تواصل الوكالات وتنسيق أعمالها، بحيث لا تحتكر وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) الدور القيادي، ويتم اتباع قواعد تحليل موحدة.
وتقدم الإدارة الوطنية للاستخبارات إحاطة يومية للرئيس، تعرض خلالها المعلومات الواردة من مختلف الأجهزة.
ومدير الاستخبارات الوطنية هو المسؤول عن الإشراف على 18 وكالة استخباراتية، من بينها: وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، (من حيث عمليات الاستخبارات)، ووكالة الأمن القومي، ووكالة استخبارات الدفاع، ووكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية، ومكتب الاستطلاع الوطني (NRO).
من هي تولسي غابارد؟
غابارد (44 عامًا) وُلدت في 12 أبريل/نيسان 1981، في ليلوالو بساموا الأمريكية، وهي أول هندوسية تنتخب نائبة في الكونغرس.
حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة هاواي باسيفيك في هونولولو عام 2009.
وشغلت عضوية مجلس نواب ولاية هاواي من 2002 إلى 2004، كما خدمت في الحرس الوطني لجيش هاواي من 2003 إلى 2020، ثم في احتياطي الجيش الأمريكي منذ 2020 حتى الآن.
عملت ضمن طاقم السيناتور دانيال كاهيکينا أكاكا، وكانت عضوة في مجلس مدينة هونولولو من 2010 إلى 2012.
انتُخبت عضوة ديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي في الكونغرس الثالث عشر بعد المئة، وأُعيد انتخابها لثلاث دورات متتالية، حيث شغلت منصبها من 3 يناير 2013 إلى 3 يناير 2021.
لم تترشح لإعادة الانتخاب في الكونغرس السابع عشر بعد المئة عام 2020، لكنها خاضت الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب رئيس الولايات المتحدة دون نجاح.
وكانت من أشد المنتقدين لتعاطي الإدارة الأمريكية السابقة والرئيس السابق بايدن مع الأزمة الأوكرانية، إضافة إلى انتقادها للدعم العسكري «السخي» الذي تقدمه واشنطن لأوكرانيا، معتبرة ذلك حربًا «بالوكالة».
الخبرة العسكرية
وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية، فإن غابارد محاربة مخضرمة خدمت فترتين في العراق، وتتبنى رسالة إنهاء «حروب تغيير النظام»، والدعوة إلى سياسة خارجية أكثر انضباطًا، وهو موقف يؤيده العديد من أعضاء الحزب الجمهوري.
التحقت غابارد بالحرس الوطني في أبريل/نيسان 2003 أثناء عملها في الهيئة التشريعية لولاية هاواي.
وفي يوليو/تموز 2004، أُرسلت إلى العراق ضمن القوات الأمريكية في مهمة استمرت عامًا، حيث خدمت كمتخصصة طبية في كتيبة الدعم 29 التابعة للواء المشاة القتالي 29. وأدّت مهامها في منطقة الدعم اللوجستي «أناكوندا» حتى انتهاء خدمتها هناك عام 2005.
وفي مارس/آذار 2007، أكملت تدريبها في أكاديمية ألاباما العسكرية، ما أهلها للحصول على رتبة ملازم ثان.
انضمت بعد ذلك إلى كتيبة القوات الخاصة التابعة للواء 29 ضمن الحرس الوطني لجيش هاواي، حيث عملت كضابط في الشرطة العسكرية.
بين عامي 2008 و2009، أُرسلت في مهمة أخرى، هذه المرة إلى الكويت.
خلال مسيرتها العسكرية، حصلت غابارد على الشارة الطبية القتالية وميدالية الاستحقاق تقديرًا لخدمتها.
وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2015، تمت ترقيتها من نقيب إلى رائد خلال مراسم أقيمت في المقبرة التذكارية الوطنية للمحيط الهادئ.
وهي خبرة غذّت آراءها في السياسة الخارجية المتعلقة بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
وعُرفت غابارد بدعمها الكبير للرئيس السوري السابق بشار الأسد، وشاركت في حرب العراق، كما شهدت علاقتها بالحزب الديمقراطي تقلبات عديدة قبل استقالتها.
وفي 2019، انضمت إلى قائمة الديمقراطيين الليبراليين الساعين للحصول على ترشيح الحزب للمنصب، وأطلقت حملتها الانتخابية رسميًا من هاواي التي مثلتها في الكونغرس منذ عام 2013.
وكانت من أشد المعارضين لتدخل الرئيس السابق دونالد ترامب في سوريا، كما قابلت الأسد سرًا في يناير/كانون الثاني 2017، مما أثار انتقادات داخل حزبها.
معارضة شرسة لبايدن
غابارد، المناهضة للحروب، خاضت معركة سياسية هاجمت فيها بضراوة وبأسلوب «قاسٍ» بايدن وإدارته، إضافة إلى انتقادها سياسة الحزب الديمقراطي الخارجية، خصوصًا فيما يتعلق بالدعم العسكري الكبير لأوكرانيا.
ورأت أن أخطر تهديد وجودي يكمن في أن بايدن «دفع الشعب الأمريكي والعالم بأسره إلى هاوية الحرب النووية، وأطلق العنان لحرب باردة جديدة ويخاطر بحرب عالمية ثالثة».
كما شبّهت بايدن بأدولف هتلر، زاعمة أن كليهما يشتركان في «عقلية» متشابهة حول كيفية قيادة الدولة.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز