التصنيف الإرهابي يطوق الحوثيين.. القيادات تحت المقصلة

مع سريان تصنيفهم منظمة إرهابية، تتجه الأنظار صوب مصير قادة الجناح العسكري للحوثيين، المتوقع ملاحقتهم على غرار قادة تنظيم القاعدة.
وخلافا لما يسمى “للمكتب الجهادي” بقيادة عبدالكريم الغماري هو أعلى هيئة عسكرية، هناك 6 قيادات عسكرية منضوية تحت هيكل وزارة الدفاع بصنعاء وتمسك مفاصل بنية الجناح العسكري للمليشيات.
وهذه القيادات هي “عبدالخالق الحوثي” و”يوسف المداني” و”عبداللطيف المهدي” و”جميل زرعه” و”مبارك المشن” و”ناصر المحمدي” وتعد المسؤولة عن ترسانة الأسلحة الإيرانية والتي تحاول المليشيات استغلالها لتغير التوازن العسكري.
وترسم “العين الإخبارية” في هذا التقرير صورة مصغرة لهؤلاء القادة الذين يعتمدون على نقل مواردهم من جبهة إلى أخرى لتحقيق التفوق دفاعا أو هجوما وذلك ضمن تنسيق عملياتي مشترك.
عبدالكريم الغماري (أبو هاشم)
يعد أرفع قيادي عسكري في الهيكل التنظيمي للمليشيات الحوثية فهو رئيس ما يسمى بـ”المكتب الجهادي” وجاء كغيره من الحواضن الطائفية ثم صقل مهارته في سوريا ولبنان وطهران.
وكانت أول مهمة للغماري هي إدارة أول فرق زرع الألغام والعبوات الناسفة” للحوثيين عام 2004, ثم لاحقا مرافقة قيادات الصف الأول للمليشيات قبل أن يصبح مشرفا على حجة عام 2007 ويعمل على تأسيس وتسليح أول تشكيلات انتحارية للمليشيات.
وعقب الانقلاب أواخر 2014, تبنى الغماري توجها بدعم إيراني لدمج “اللجان الشعبية” داخل هياكل وزارة الدفاع بصنعاء، وقد برز أسمه منذ عام 2021، عندما أشرف على الهجوم البري الواسع على مأرب.
ورغم معاقبته من قبل مجلس الأمن وواشنطن، تشير معلومات “العين الإخبارية” إلى أنه أصبح مؤخرا صاحب قرار إطلاق الصواريخ الباليستية وتحديد الأماكن المستهدفة بتوجيه عملياتي من خبراء إيران.
ووفقا للمصادر فإنه منذ منتصف 2024، عمل الغماري في تشكيل محطات استخباراتية في كل دول القرن الأفريقي ودولة مجاورة لليمن، لتفعيلها في خدمة المليشيات بالشراكة مع فيلق القدس.
عبدالخالق الحوثي (أبو يونس)
هو شقيق زعيم المليشيات، ويقود “المنطقة العسكرية المركزية” التي تضم “ألوية سرايا القدس” و”القوات الخاصة” و”الحرس الرئاسي”، ومسرح عملياته في صنعاء، وتمتد إلى جبهات مأرب.
ويعد عبدالخالق (41 عاما) الذراع اليمنى لشقيقه، إذ كلفه منذ يونيو/حزيران 2023، مع “أحمد حامد” بالعمل مندوبين له في صنعاء لتمثيله في تلقي ونقل كل ما يستجد ويدور حول السلام والمفاوضات داخليا.
وبرز اسمه عندما قاد أول مجاميع حوثية في المهام الخاصة خلال مشاركته في حروب صعدة في الحرب الثانية 2005، بالإضافة لقياداته المجاميع البرية التي اجتاحت صنعاء 2014 بأمر زعيم المليشيات.
كما يعد المسؤول عن اقتحام القصر الجمهوري وقيادة وزارات الدفاع وحصار الرئيس اليمني السابق عبدربه منصور هادي، واقتحام قوات الحماية الرئاسية وكذا معسكرات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وألوية الصواريخ.
وتشير المعلومات إلى أن طهران تعد عبدالخالق الذي نصب نفسه قائدا لأكبر منطقة عسكرية ممتدة من إب إلى حدود مأرب بما فيها صنعاء، ليكون خليفة لزعيم المليشيات عبد الملك الحوثي حال تعرض لأي استهداف.
عبداللطيف المهدي (أبو نصر الشعف)
يوصف عبداللطيف حمود يحيى المهدي النوعة، بالرجل العسكري الأول للمليشيات في محافظات (ذمار وتعز وجبهات لحج والضالع)، حيث يقع مسرح عمليات “المنطقة العسكرية الرابعة” التي يقودها.
كما يشغل المهدي منصب “رئيس غرفة العمليات المشتركة” للحوثيين ويساعده في مهامه مدير مكتبه “علي الشرفي”، ويعد إلى جانب يوسف المداني ومحمد الغماري ممن ارتبطوا مبكرا بفيلق القدس وتحديدا قاسم سليماني (قتل 2020).
منذ عام 2021، تورط أبو نصر الشعف مع قيادات أخرى في تجنيد أطفال واحتجاز مدنيين عمدا واتخاذهم رهائن بغرض مبادلتهم بمسلحين من أسرى الحرب وهو أمر محظور بموجب القانون الدولي الإنساني، بحسب تقارير أممية.
كما أشرف مباشرة على هجمات طالت أهداف مدنية في عدن ولحج وتعز بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة منها هجوم مطار عدن في 30 ديسمبر / كانون الأول 2020، وكذا هجوم على عرض عسكري بقاعدة العند مطلع 2019.
يوسف المداني (أبو حسين)
يعد يوسف حسن إسماعيل المداني، المعين قائدا للمنطقة العسكرية الخامسة ومسرحها الحديدة وحجة والمحويت وريمة، إلى جانب القيادي عبداللطيف المهدي من المحاطين بقداسة وخرافات باعتبارهما قادة لايقهرون في المعارك.
وبدأت هذه الهالة تحيطه عقب تأسيسه الجناح العسكري للمليشيات عقب مصرع المؤسس الأول حسين الحوثي 2004، ثم هندسته الحروب الست في صعدة وذلك بفعل خبرته الذي اكتسبها من القيادي في حزب الله عماد مغنية والذي رشحه بدوره للارتباط بقائد فيلق القدس سليماني.
وحتى قبل اجتياح صنعاء، أواخر 2014, كان المداني هو القائد العسكري الأول للمليشيات وكان يعتبر نفسه الأحق بالقيادة والزعامة، لكن تلك الآمال تراجعت منذ مقتل سليماني 2020 وتعمد زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي تحجيم نفوذه لتقتصر على المنطقة العسكرية الخامسة فقط.
ويستمر زعيم المليشيات بتحجيم نفوذ المداني المعاقب أمريكيا منذ عام 2021, لاسيما في مسرح عملياته من خلال دعم قيادات شابة أكثر ولاء له كعقيل الشامي الذي عينه قائدا لألوية النصر وألوية أخرى تحت مسمى “جيزان” بقيادة أحمد جسار.
جميل زرعة (أبو بدر)
ظهر جميل يحيى محمد زرعة، للمرة الأولى عام أواخر 2018, عقب تعيينه قائدا للمنطقة العسكرية السادسة وترقيته إلى رتبة لولاء خلفا عن اللواء محمد الحاوري الموالي لجناح مؤتمر صنعاء.
ومنذ ذلك، أصبح زرعة الرجل الأول للحوثيين في مثلث الجوف وعمران وصعدة وتنضوي تحت مظلته 5 محاور قتالية وهي جبهات “خب والشعف” و”الجوف” و”البقع” و”صحراء الأجاشر”.
وبحسب مصدر عسكري لـ”العين الإخبارية”، فإن أبو بدر يعد المسؤول عن الجبهات الحدودية وهو من وقف خلف هجوم إسقاط الجوف مطلع عام 2020, وكذا جبهات صعدة الملاحيظ بعد قطع الاتصالات وعزل وحدات الجيش اليمني عن بعضها.
كما شارك منتصف 2023, في قمع قبائل الجوف التي لاتزال تخوض حرب كر وفر ضده وكبدته خسائر فادحة.
ويعد زرعة من القيادات المقربة لزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي منذ عمله كقائد لمحور سفيان وقائدا للواء 29 مشاة ميكانيكية في عمران المجاورة للمعقل الأم للحوثيين.
مبارك المشن (أبو طارق)
يعتبر القيادي مبارك المشن الزايدي من القيادات المسنة (70 عاما) والقبلية داخل المليشيات الذي نصبته قائدا للمنطقة العسكرية الثالثة فيما يعد العقيد هادي زويب ناصر (أبو عصام) والمنتحل أركان حرب المنطقة هو القائد الفعلي.
وينحدر المشن من “الكوث” بمديرية صرواح غربي محافظة مأرب، ويعد المسؤول الأول عن ملف مأرب لدى الحوثيين وقد حاول ولازال يقف خلف تسعير الحرب للسيطرة على المحافظة النفطية.
يعتبر المشن من أقدم الضباط اليمنيين الذين خدموا في المؤسسة العسكرية، وقد أوقف في التسعينيات بعد رصد المخابرات اليمنية تلقيه أمولا من إيران الذي مولت أول عملية اختطاف لدبلوماسي أمريكي ومقايضة الدولة به عام 1990.
وفي جبهة مأرب ايضا، تبرز ألوية الحسم بقيادة أبو يوسف همدان كقوة فاعلة داخل المنطقة العسكرية الثالثة ومتصلة مباشرة بزعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.
ناصر المحمدي (أبو مرتضى المنبهي)
تنصب المليشيات “ناصر أحمد صبحان المحمدي”، قائدا للمنطقة العسكرية السابعة ومسرح عملياتها في البيضاء وجنوب مأرب، كما سبق له قيادات ما يسمى حرس الحدود للمليشيات.
ويعد المحمدي من القيادات المقربة من يوسف الفيشي أحد أخطر كبار قادة الصف الأول للحوثيين، ويوصف بأنه من أقدم القادة الذين خاضوا حروب المليشيات من صعدة وحتى اجتياح صنعاء وتحاول اليوم إسقاط مأرب وتهديد المناطق المحررة.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز