اخبار لايف

معارك السماء.. البنادق خط دفاع أخير في مواجهة «الدرونز»


مع التصاعد الكبير في استخدام الطائرات المسيّرة كأسلحة استراتيجية في الحروب الحديثة، بدأت حلول مواجهتها تشهد تطورًا غير مسبوق.

وبحسب تقرير لموقع “بيزنس إنسايدر”، لم تعد هذه الحلول مقتصرة على أنظمة الدفاع الجوي التقليدية أو تقنيات التشويش الإلكتروني فحسب، بل امتدت إلى تطوير أسلحة فردية متخصصة تمنح الجنود على الأرض فرصة للتصدي للمسيرات في اللحظات الأخيرة قبل اصطدامها بأهدافها.

هذا التحول يعكس إدراكًا متزايدًا بأن ساحات القتال المستقبلية ستشهد هجمات متزامنة من البر والجو، مما يتطلب تكاملًا بين الطبقات الدفاعية المختلفة، من الأنظمة عالية التقنية إلى الأسلحة الخفيفة في يد الجندي.

وخلال فعاليات “أسبوع قوات العمليات الخاصة 2025” في تامبا بفلوريدا، برزت شركتان رائدتان في هذا المجال هما “كينارد تكنولوجيز” و”بينيلي آرمي”، حيث عرضتا حلولًا مبتكرة تجسد هذا التوجه.

وتمثلت أبرز عروض “كينارد تكنولوجيز” في نظام “باو وولف”، وهو ذخيرة كبيرة العيار مصممة خصيصًا لتحييد المسيرات من طراز إف بي في (FVP) والدرونز الانتحارية.

وما يُميز نظام “باو وولف” هو تصميمه المرن، الذي يسمح بتركيب الذخيرة على البنادق العادية كملحق سريع، أو استخدامها ضمن أنظمة مستقلة مثل المنصة الآلية AMPT (Autonomous Multi-Purpose Turret)، وهي برج دفاعي ذاتي يمكن تثبيته على المركبات العسكرية أو أسطح المباني أو حتى الطائرات المسيّرة الكبيرة.

ويعتمد النظام على تقنية الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأهداف وتتبعها، لكنه يحتفظ بالعنصر البشري لاتخاذ قرار الإطلاق من أجل ضمان الدقة وتجنب الأخطاء.

ومن الناحية التقنية، تُعتبر “باو وولف” مثالًا على تبني التقنيات الحديثة لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة، فجميع مكونات المنظومة البلاستيكية مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، مما يجعل إنتاجها سريعًا وقابلًا للتطوير وفقًا لاحتياجات الميدان.

وتحتوي القذيفة على شظايا من معدن التنجستن عالي الكثافة، والتي توفر كثافة نارية تعادل 8 طلقات تقليدية من مخزن البندقية، وفقًا لمواصفات الشركة.

ويتراوح المدى الفعال لها بين 10 إلى 60 مترًا، مع قدرة على إعادة التجهيز والإطلاق في أقل من ثانية، مما يجعلها مناسبة لمواجهة الهجمات المفاجئة والسريعة.

أما شركة بينيلي آرمي، التابعة لمجموعة بيريتا الإيطالية العملاقة، فقد ركزت على تطوير بندقية متخصصة تُدعى M4 AI Drone Guardian، والتي صُممت لتعمل كـ”خط دفاع أخير” عند اقتراب الدرونز من القوات. وتعتمد هذه البندقية على تقنية Advanced Impact، التي تُحسّن انتشار الرصاص داخل الماسورة لزيادة المدى والدقة ضد الأهداف الجوية المتحركة.

ووفقًا للشركة، فإن المدى الأمثل للسلاح يبلغ 50 مترًا، لكنه قادر على الوصول إلى 100 متر في الظروف المثالية. والسر وراء فعاليته يكمن في الذخيرة المُطورة من قبل شركة “نورما برسشن” السويدية التابعة لشركة بيريتا، والتي تحتوي على شظايا تنجستن دقيقة مُصممة لتمزيق هياكل الدرونز الهشة.

وتُعتبر هذه الذخائر جزءًا من استراتيجية أوسع لـ”الدفاع المتعدد الطبقات”، حيث تُدمج مع أنظمة التشويش الإلكتروني وأسلحة الليزر عالية الطاقة.

المعركة ضد المسيرات تتضمن نظامًا متعدد الطبقات من أنظمة الحرب الإلكترونية

ووفقا للتقرير، تحولت الحرب في أوكرانيا إلى مختبر مفتوح لاختبار هذه التقنيات، حيث يستخدم الجانبان الروسي والأوكراني بنادق مثل فيبر-12 وإم آر-155 (ذات التصميم شبه الأوتوماتيكي) لمواجهة أسراب الدرونز.

هذه الأسلحة، التي صُممت في الأصل لمهام قتالية أرضية، خضعت لتعديلات سريعة لتناسب المواجهات الجوية، مما يعكس مرونة غير مسبوقة في التكيف مع تهديدات ساحة المعركة المتطورة.

ويتوقع أن تقود تصميمات مثل باو وولف ذات الإنتاج السريع عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد إلى انتشار واسع للأسلحة المضادة للدرونز، مما يحد من التفوق الجوي الذي طالما اعتُبر حكرًا على القوى العظمى.

ومع ذلك، يحذر خبراء من أن الاعتماد المفرط على الأسلحة الفردية قد يُعيد إنتاج تحديات جديدة، مثل زيادة العبء على الجنود أو صعوبة التنسيق بين الطبقات الدفاعية المتنوعة.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى