من الشفرة لـ عشماوي.. القصة الكاملة لإنهاء حياة طفل على يد عمه بالشرقية
الثلاثاء 19/ديسمبر/2023 – 04:27 ص
جريمة مروعة في تفاصيلها غريبة في ملابساتها وشديدة الغرابة في شخص مرتكبها.. تلك حال ما جرى وحدث وشهدته قرية تل روزن، تلك البلدة الهادئة كسائر القرى المجاورة لها في مركز شرطة بلبيس في محافظة الشرقية؛ حين سولت نفس سعيد – ذاك العاطل الذي لم يجلب اسمه لأي من الناس شيئا من صفاته – ارتكاب جناية قتل وخطف طفل في منزلة ابن شقيقه بعمر الست سنوات.
عاطل يخطف نجل ابن عمه وينهي حياته في بلبيس
حين دقت عقارب الساعة لتُعلن التاسعة والنصف مساء الليلة الوترية الأولى من شهر رمضان الماضي، وبينما يعم الهدوء البلدة ولا يخلو من صيحات الصغار كعادة الساعات التالية لوقت الإفطار، شق الصمت صرخات تعالت وتوالت حين فوجئ أحد أهالي القرية وتبعه جيرانه بالعثور على الطفل مازن وليد – 6 سنوات – مذبوحًا داخل أحد محال الحلاقة المعروفة في القرية.
هرع الجميع وأبلغ بعضهم رجال الشرطة في مركز بلبيس، الذين حضروا وبدأت جهود البحث لتُسفر في وقتٍ ليس بالطويل عن تفاصيل ما جرى وحدث؛ إذ تبين أن الطفل قد قُتل على يد ابن عم والده المدعو سعيد ش – عاطل ويبلغ من العمر 34 عامًا – والذي أوضحت كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط مسرح الجريمة كيفية استدراجه الصغير وإقصائه عن ذويه قبل ارتكاب جريمته وذبحه كما لو كان من الطيور وليس من بني البشر.
جرى ضبط المتهم عقب جهود من جانب رجال البحث الجنائي في مركز شرطة بلبيس، وبمواجهته أقر بارتكاب الجريمة داخل محل الحلاقة – محل الواقعة – بعدما استدرج الصغير إلى داخل المحل عقب إيهامه إياه بإعطائه نقودا لشراء حاجة، وعقب ذلك أخرج سلاح الجريمة الأبيض (كتر) وذبح بشفرته رقبة الطفل المجني عليه حتى فارق الحياة وسالت دمائه على بنطاله.
أوكلت أسرة المجني عليه مهام الدفاع عنه إلى المحامي أحمد الشرقاوي، الذي حضر وتابع سير التحقيقات منذ انطلاقها عقب الضبط وصولًا إلى محاولات المتهم المراوغة أمام جهات التحقيق، والتي زعم المتهم خلالها إصابته بمرض نفسي، بيد أن أكثر من أربعين يومًا خضع خلالها للملاحظة من جانب استشاريي الطب النفسي والمختصين في مستشفى العباسية للصحة النفسية أكدت على أن المتهم – عقب انتهاء فترة خضوعه للملاحظة – لا يوجد لديه وقتذاك ولا وقت الواقعة محل الاتهام أعراض دالة على وجود اضطراب نفسي أو عقلي يفقده أو يُنقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والحكم الصائب على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب، ما يجعله مسؤولًا عن الاتهام المنسوب إليه وارتكابه جريمته محل الاتهام.
عقب تقنين الإجراءات قررت جهات التحقيق إحالة المتهم محبوسًا إلى المحاكمة الجنائية في محكمة جنايات الزقازيق، والتي نظرت جلسات المحاكمة على مدار تعاقبها وصولًا إلى جلسة الاثنين 18 ديسمبر، التي شهدت قرارا فاصلا من جانب هيئة المحكمة برئاسة المستشار أحمد سليمان الجمل رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين هيثم محمود وباسم يسري جاويش وطارق أحمد الحلواني، وسكرتارية محمد عفت.
المحكمة قررت إحالة أوراق المتهم إلى مفتي الجمهورية، وحددت جلسة اليوم الأول من دور انعقاد شهر يناير المقبل للنطق بالحكم.