من رفيق الأطفال إلى بطل علمي.. قصة تحول الهامستر السوري بعد كوفيد 19

لطالما عرف الهامستر السوري الذهبي كرفيق مفضل للأطفال، بفضل حجمه الصغير وفرائه الذهبي الجميل وسهولة العناية به.
مع ظهور جائحة كوفيد-19، تحول هذا الحيوان الصغير من مجرد رفيق منزلي إلى بطل في الأبحاث العلمية، حيث أثبت أنه أكثر من مجرد لعبة للأطفال.
ويعيش الهامستر السوري في البرية في موطنه الأصلي، الذي يقتصر على مناطق محددة في سوريا وتركيا، واكتشف لأول مرة في مدينة حلب السورية بالثلاثينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين انتشر في جميع أنحاء العالم كحيوان أليف يتميز بجسمه المستدير، وعيونه الواسعة، وخدوده الكبيرة التي يستخدمها لتخزين الطعام، وقدرته على التكيف في مختلف البيئات المنزلية.
ويقول باحثون من جامعة تكساس الطبية بأمريكا في دراسة وثقت للدور الذي لعبه هذا الحيوان بعد الجائحة إنه ” مع ظهور جائحة كوفيد-19، شهد الهامستر السوري تحولا مذهلا من مجرد رفيق منزلي إلى بطل في الأبحاث العلمية، حيث دفع تفشي فيروس كورونا الباحثين للبحث عن نماذج حيوانية قادرة على محاكاة الأمراض البشرية بشكل أكثر دقة، وهنا برز دوره الجديد والمهم “.
واستخدم الهامستر السوري في الماضي لدراسة إيقاعات الساعة البيولوجية والتكاثر لدى الثدييات، لكنه أصبح الخيار المفضل لدراسة الأمراض المعدية مثل كوفيد-19، وذلك لقدرته على محاكاة أعراض الفيروس وانتقاله بين البشر بشكل مشابه، وهو ما جعله الحيوان المثالي لدراسة “متلازمة ما بعد كوفيد 19 “، كما أوضح الباحثون في الدراسة المنشورة بـ” مجلة الأساليب الفيروسية”.
ويعاني ما لا يقل عن 10 % من المتعافين من كوفيد 19من تلك المتلازمة، والتي تشمل أكثر من 200 عرضا، من بينها أعراض عصبية قد تكون مدمرة، ووجد العلماء أن الفئران عاجزة عن محاكاة الأعراض البشرية، وهو ما دفعهم للبحث عن نموذج حيواني يمكنه محاكاة هذه الأعراض ودراستها على المدى الطويل، وهنا جاء دور الهامستر السوري، حيث طور الباحثون واختبروا مجموعة من الفحوصات السلوكية لدراسة التغيرات العصبية الناتجة عن الإصابة بالفيروس باستخدام هذا النموذج.
وتشمل الفحوصات السلوكية اختبار قوة القبضة لقياس ضعف العضلات، واختبار السباحة الإجباري لقياس علامات الاكتئاب، واختبار التعرف على الأجسام الجديدة لتقييم الذاكرة والإدراك.
ولا تصاب الفئران غالبا بالفيروس بشكل طبيعي، ويحتاج العلماء إلى تعديلها وراثيا لجعلها قابلة للإصابة، لذلك لم تكن الخيار المناسب للعلماء لإجراء هذه الفحوصات السلوكية، وتم اللجوء إلى الهامستر السوري الذهبي، والذي لديه جهاز تنفسي يتفاعل مع الفيروس بشكل مشابه للإنسان، ويظهر أعراضا تنفسية مماثلة لتلك التي تظهر على البشر، كما تقول د. راشيل ووكر، عالمة الفيروسات بجامعة كاليفرونيا، تعليقا على الدراسة.
وتضيف في تصريحات لـ “العين الإخبارية”، أن الهامستر السوري قادر على إظهار تأثيرات عصبية مشابهة للبشر، بما في ذلك فقدان الذاكرة والاكتئاب، مما يجعله أيضا مناسبا لدراسة “متلازمة ما بعد كوفيد 19 “، والتي تشمل الإصابة بمجموعة من الأعراض العصبية.
وإلى جانب الأعراض العصبية، والتي كانت السبب الرئيسي لاستخدام الهامستر السوري، توضح ووكر أن هناك توسع في استخدامه بأبحاث أخرى، بعد أن تبين قدرته على نقل فيروس كورونا من حيوان إلى آخر عن طريق الجهاز التنفسي، مما يجعله نموذجا فعالا لدراسة كيفية انتشار الفيروس بين الكائنات الحية، وهذا النقل الطبيعي للعدوى يجعل التجارب أكثر مصداقية في دراسة طرق انتقال الفيروس بين البشر، كما أنه يظهر عند الإصابة بالفيروس أعراضا مشابهة لأعراض المرضى من البشر، بما في ذلك فقدان الوزن، التعب، والالتهاب الرئوي، وهذا التماثل في الأعراض يجعل منه نموذجا مثاليا لدراسة تأثيرات المرض وفحص العلاجات المحتملة.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز