من سباق الأفضل إلى الانتقادات.. بيلينغهام تحت مرمى النيران في يورو 2024
تحولت الإشادات التي كان جود بيلينغهام، نجم ريال مدريد الإسباني، يحظى بها في الأشهر الأخيرة، إلى عاصفة من الانتقادات.
ورغم تألقه في ظهوره الأول ببطولة كأس أمم أوروبا “يورو 2024” ضد صربيا، اختفى بيلينغهام في المباراة الثانية ضد الدنمارك، وقدم أداء متواضعا في ختام دور المجموعات أمام سلوفينيا، ليجد نفسه الآن تحت مجهر النقد في الأجواء الإنجليزية الصعبة.
وعادة ما يكون المنتخب الإنجليزي محاطا بالجدل، خاصة في بطولة لم يحقق فيها لقبا منذ 58 عاما حينما توج بطلا لكأس العالم 1966.
ويعيش مشجعو إنجلترا على أفعوانية عاطفية، فتارةً ما يُظهرون تفاؤلا مبالغا فيه عند أي بادرة من بوادر المجد، وتارةً أخرى يُلقون باللوم على أي شخص عند أي مؤشر على الفشل.
وينضم إليهم بعض لاعبي كرة القدم الإنجليز السابقين، الذين انتقلوا من أرض الملعب إلى استوديوهات التحليل، وأصبحوا الآن يطلقون آرائهم دون تحفظ.
وأصبحت هناك أسماء مثل جاري لينيكر وآلان شيرار، تُعلق دون قيود على أداء إنجلترا، وتتردد أصواتها أيضا داخل معسكر المنتخب.
وحتى الآن، كان المدرب غاريث ساوثغيت هو الهدف الرئيسي لانتقاداتهم، ولكن بعد 3 مباريات لم تُظهر فيها إنجلترا أي هوية واضحة، بدأت الانتقادات تتجه نحو لاعبين آخرين.
جود بيلينغهام يواجه العاصفة
نال لاعب ريال مدريد إشادات الجميع بعد أدائه الجيد ضد صربيا، حيث سجل هدف الفوز (0-1) برأسية قوية، وقدم أحد أفضل عروضه التي يظهر بها مع ريال مدريد، واختير من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أفضل لاعب في المباراة.
كان كل شيء ورديا بالنسبة لبيلينغهام، الذي كان الجميع يتوقع منه أن يقدم عرضا آخر رائعا ضد الدنمارك، لكن هذا لم يحدث.
أخفى المنتخب الدنماركي بقيادة كاسبر هيولماند أي أنياب يمكن لإنجلترا أن تُظهرها للعالم، وكشف عن مشاكل المنتخب الإنجليزي، الذي افتقر إلى قائد في وسط الملعب، حيث كان الظهير الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد يدير دفة زملائه.
كما غاب ديكلان رايس، لاعب الوسط الآخر، مجددًا، بينما لم يرق كونور غالاغير، الذي تم إدخاله في الشوط الثاني، للمستوى، ومر بيلينغهام بالمباراة دون أن تتم ملاحظة وجوده.
ومع احتدام الجدل حول المشكلة في خط الوسط، أصبح ساوثغيت على مقصلة النقد بعد اعترافه بأن فكرة ألكسندر أرنولد كانت “تجربة” لاستبدال كالفين فيليبس (الذي غاب عن القائمة على الرغم من إمكانية ضمه)، وبالتالي نجا بيلينغهام مؤقتا من انتقادات الأجواء الإنجليزية الصعبة.
وكانت لديه فرصة أخرى ضد منتخب أضعف مثل سلوفينيا للظهور والحفاظ على الأقل على مستوى أدائه الأول، لكن حدث العكس تماما.
من الأفضل إلى الأسوأ
فقد انخفض مستوى بيلينغهام بشكل أكبر، وكان بعيدا جدا عن أفضل مستوياته، حيث كشفت إحصائيات المباراة بعد ذلك عن أداء محبط للاعب خط الوسط الإنجليزي.
ولم يخلق نجم الريال أي فرصة، ولم يسدد أي كرة على المرمى (سدد مرة واحدة فقط في البطولة بأكملها)، ولم يُكمل أي تمريرة في الثلث الأخير من الهجوم، ولم تكن سوى 12٪ من تمريراته للأمام، وفاز بنسبة 22٪ فقط من المواجهات الثنائية (أسوأ سجل لإنجلترا) وفقد الكرة 16 مرة (الأكثر في فريقه).
وكان غيابه تاما، ولم يمر أداؤه السيء هذه المرة مرور الكرام، فعلى سبيل المثال، انتقد لينيكر، نجم إنجلترا قائلًا: “في الشوط الأول، وحتى في الشوط الثاني، اعتقدت أحيانا أن بيلينغهام كان على الجانب الأيسر”.
وأردف: “لقد مر بيلينغهام بليلة سيئة بعد مباراة رائعة ضد صربيا، واجه صعوبات منذ ذلك الحين، وأعتقد أنه كان يطارد الكثير من الكرات الضائعة”.
كما وجه جو هارت، حارس مرمى إنجلترا السابق، انتقادات لبيلينغهام، حيث قال لـ(بي بي سي): “لم يكن فعالا ولم يقدم أداء جيدا في آخر مباراتين”.
وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة، لم يُوجه مشجعو إنجلترا غضبهم صراحة تجاه بيلينغهام، ولكن أظهر بعضهم إحباطهم من أداء المنتخب بشكل عام من خلال إلقاء أكواب على أرض الملعب خلال المباراة ضد سلوفينيا.
جاء ذلك بعد ترشيح بيلينغهام من قبل كثيرين، لنيل جائزة “الأفضل” أو “الكرة الذهبية” لهذا العام بسبب مستواه المتميز مع الفريق الملكي، قبل أن ينقلب الحال تماما منذ بداية بطولة يورو 2024.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز