من ضبط النفس إلى تزكية الروح.. كيف يرتقي المسلم بالصيام؟
يُعد شهر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين لتطهير نفوسهم وتقوية إرادتهم من خلال ممارسة العبادات وتهذيب الأخلاق. فما أثر الصيام على تهذيب النفس وتقوية الإرادة؟
فمنذ بداية هذا الشهر الكريم، يستعد المسلمون لاستقباله بالتوبة والإخلاص، إذ يُعتبر فرصة لتزكية النفس وتنقيتها من الذنوب. ويلعب الصيام دورًا محوريًا في تهذيب السلوك وتقوية العزيمة، مما يجعله أحد أهم وسائل الارتقاء الروحي؛ لذا نتعرف على أثر الصيام على تهذيب النفس وتقوية الإرادة.
كيف يساعد الصيام في تهذيب النفس وضبط السلوك؟
في أحد اللقاءات السابقة، تحدث الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن تأثير الصيام في تهذيب النفس في رمضان، مشيرًا إلى أن الهدف الأسمى من الصيام هو تهذيب الأخلاق وضبط النفس.
وعن الصيام والانضباط الذاتي، أوضح أن الصائم يجب أن يتحلى بضبط النفس وكظم الغيظ، والابتعاد عن الغضب والإساءة والتعصب تجاه الآخرين. كما أكد أنه إذا شعر الصائم بالغضب، فعليه أن يقول “اللهم إني صائم”، حتى لا يفسد صيامه، مضيفًا أن الصيام يعلّم المسلم ضبط النفس والاستغفار، مما يعزز الارتقاء الروحي والخلقي.
فوائد الصيام في تقوية العزيمة والقدرة على التحمل
بحسب دار الإفتاء الأردنية، فإن شهر رمضان يعلّم المسلم كيف يبتعد عن شهوات الجسد والنفس من خلال الامتناع عن الطعام والشراب والملذات، مما يساعده على تزكية روحه والارتقاء بإيمانه.
وعن الصيام والتحكم في الشهوات، أوضحت الدار أن الصيام يعزز الروحانية، حيث يصبح المسلم أقرب إلى حال الملائكة الذين لا يعصون الله، كما أنه فرصة لتكثيف الصلاة والذكر والعبادة، مما يعزز قوة الإرادة والانضباط النفسي.
ما دور الصيام في تنقية القلب وتهذيب الأخلاق؟
يُعد شهر رمضان بمثابة دورة تدريبية لتهذيب النفوس وتعزيز التقوى، حيث يتمكن المسلم من التحكم في شهوات النفس ومجاهدتها لتحقيق رضا الله. ومن خلال الصيام، يختبر الإنسان إرادته عندما يمتنع عن الطعام والشراب، رغم أنها أمور مباحة، امتثالًا لأمر الله.
أما عن الصيام وتقوية العزيمة، ومدى تأثير الصيام على الإرادة، ففي عهد النبي ﷺ والصحابة الكرام، لم يكن شهر رمضان شهر كسل أو تراخٍ، بل كان شهر جهاد واجتهاد في الطاعات والإنجازات العظيمة. ومن أبرز الأحداث التاريخية التي وقعت في رمضان:
- غزوة بدر الكبرى في السابع عشر من رمضان، والتي كانت أول انتصار للمسلمين.
- فتح مكة في العشرين من رمضان، وهو أحد أهم الانتصارات في تاريخ الإسلام.
كيف يعزز الصيام الصبر والتحكم في العادات السلبية؟
تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عن دور الصيام في تهذيب النفس والجهاد عليها، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى فرض الصيام في رمضان، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام. كما أشار إلى أن المسلمين يمكنهم التطوع بالصيام في أيام أخرى مثل:
- الإثنين والخميس.
- أيام البيض (13 و14 و15 من كل شهر هجري).
- عاشوراء ويوم عرفة.
وبالحديث عن أثر الصيام على السلوك، أكد جمعة أن الصيام يُدرّب الإنسان على الصبر وتحمل الجوع والعطش في سبيل الله، حيث وعد الله الصابرين بالأجر العظيم، كما جاء في قوله تعالى: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” [الزمر: 10].
استثمار أيام رمضان في الطاعات والعبادات
إن فوائد الصيام النفسية عديدة، إذ يمنح الصيام المسلم فرصة لتحقيق أهدافه الروحية، مما يعزز عزيمته وقدرته على تحمل الصعاب والتغلب على العادات السلبية. ومن أجل تحقيق أكبر فائدة روحية خلال هذا الشهر المبارك، يجب على المسلم اغتنام الأيام في العبادة، من خلال:
- الصيام بخشوع وإخلاص.
- أداء صلاة التراويح وقيام الليل.
- تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه.
- الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار.
فبهذه العبادات والجهود الروحية، يحصل المسلم على ثمرات الصيام من رحمة الله ومغفرته، ويكون أقرب إلى تحقيق التقوى الحقيقية.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز
