من معجم المناخ.. ماذا يُقصد بـ«علم المناخ الزراعي»؟
يحتاج قطاع الزراعة إلى رعاية خاصة، لا سيما وأنه يرتبط بغذائنا وحياتنا اليومية.
ويتأثر القطاع الزراعي بالتغيرات المناخية، ويتجلى ذلك في انخفاض الإنتاجية الزراعية الناتجة عن التغيرات في درجات الحرارة، وما يتبعها من انتشار الأمراض في المحاصيل الزراعية، وتغير أنماط هطول الأمطار، وزيادة الظواهر الطقسية المتطرفة وانخفاض مستويات المياه للري والزراعة، ومن ثمّ انخفاض ملحوظ في جودة وكمية المحاصيل الزراعية.
من جانب آخر، يؤثر القطاع الزراعي في المناخ؛ إذ يُطلق نحو ثُلث انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.
ولأن الزراعة تلعب دورًا بارزًا في الأمن الغذائي، ويعتمد عليها البشر -بصورة أساسية- في نظامهم الغذائي، وتظهر على الساحة عند التحدث عن التغيرات المناخية؛ فإنها عادة ما تكون محلاً للنقاش في أثناء المؤتمرات المعنية بالتغيرات المناخية. وهناك «علم المناخ الزراعي»؛ فماذا يعني؟ وما أهدافه؟
علم المناخ الزراعي
من اسمه، يجمع بين المناخ والزرعة، ويحاول هذا العلم تحقيق المرونة بين التغيرات المناخية والقطاع الزراعي. وصار علمًا مستقلًا منذ خمسينيات القرن العشرين. ويمكن تعريف علم المناخي الزراعي على أنه العلم العني بالتفاعلات الحاصلة بين العوامل المناخية من جهة، والزراعة بما تتضمنه من تربية الحيوانات والغابات والفلاحة من جهة أخرى.
ما أهميته؟
يهدف علم المناخ الزراعي إلى إعطاء أهمية للمعلومات المناخية، ومن ثمّ استخدامها في تطبيق الممارسات الزراعية المثالية، ما يعزز التكيف مع التغيرات المناخية، وتقليل الخسائر الناتجة عنه، وتحقيق أقصى استفادة؛ لتحقيق الأمن الغذائي في ظل الظروف التي يمر بها العالم اليوم؛ خاصة مع تزايد أعداد سكان الأرض الذين زاد عددهم عن 8 مليار إنسان.
يعمل علم المناخ الزراعي على:
- مراقبة الإدارة والإنتاج الزراعي بفعالية.
- حماية المحاصيل الزراعية والماشية من آثار التغيرات المناخية.
- التنبؤ بالأمراض المستقبلية للمحاصيل والماشية؛ لوضع الخطط اللازمة لإدارتها جيدًا والحماية منها.
- تقييم المناطق جيدًا، بحيث يمكن ترشيح أنواع معينة من المحاصيل والحيوانات لتعيش فيها، وبذلك يمكن تحقيق أفضل استفادة من المناطق؛ بناءً على قدراتها.
- تقديم توصيات ومقترحات بالمواعيد المناسبة للزراعة؛ لضمان الإنتاجية الجيدة.
الاهتمام بالزراعة
تهتم المؤتمرات المعنية بتغير المناخ بالقطاع الزراعي، وفي أثناء مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP 28)، خرج «إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن COP28 بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية القادرة على الصمود والعمل المناخي»، والذي دعا إلى ضرورة تعزيز أنظمة التكيف مع التغيرات المناخية عبر بناء القدرات والبنية التحتية، وتقديم الدعم المالي والفني والابتكارات، بما فيها أنظمة الإنذار المبكر؛ لتعزيز الأمن الغذائي والحفاظ على الطبيعة واستعادتها.
يحتاج قطاع الزراعة بصورة خاصة للاهتمام، خاصة وأنه قطاع حساس للتغيرات الحاصلة في درجات الحرارة؛ إذ ترتبط فترات التزهير والحصاد ونشاط الأمراض وتوقيت الري بالحرارة. ما زاد الحاجة إلى الأبحاث والدراسات التي يُجريها العلماء في سياق علم المناخ الزراعي.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز