قصة اليوم

من هي الأسيرة إسراء جعابيص بعد الحرية في أحضان نجلها؟.. 8 سنوات في سجون الاحتلال

8 سنوات من القهر والظلم، عاشتها داخل سجون الاحتلال، دون أن ترتكب أي شئ، ليتم اعتقالها من قبل الجيش الإسرائيلي، ومحاكمتها بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية هجومية ضد الجنود الإسرائيليين.. هي إسراء جعابيص، الأسيرة الفلسطينية التي تم إطلاق سراحها ضمن الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

إسراء جعابيص، كانت حديث الشارع العربي، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، بعد الإعلان عن الإفراج عنها ضمن الأسرى الفلسطينيين مع إسرائيل، حيث  تصدرت حكايتها عناوين الأخبار وشبكات التواصل.

وكالة الأنباء الفلسطينية ‘وفا’، أشارت إلى أن قوات الاحتلال منعت أهالي المعتقلات من الاحتفال، أو استقبال المهنئين في المنزل، وعرقلت وصول المعتقلة المفرج عنها إسراء جعابيص لعدة ساعات.

الجدير بالذكر أن السلطات الإسرائيلية، أفرجت في الدفعة الثانية من صفقة التبادل عن 39 معتقلا، بينهم 6 سيدات و33 طفلا، وفي المقابل، أفرجت حماس عن 13 محتجزا إسرائيليا لديها، حيث جرت عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجن ‘عوفر’ العسكري’ غرب رام الله، ومن معتقل ‘المسكوبية’ في القدس المحتلة.

حكاية الأسيرة إسراء جعابيص

وأفرج عن إسراء جعابيص من ‘المسكوبية’ لكونها من سكان منطقة جبل المكبر في القدس، ولفتت قصة الأسيرة الأنظار منذ سنوات طويلة، لمدى ‘الظلم’ الذي تعرضت له، وفقما يقول الفلسطينيون، فكانت تعاني في حياتها أصلا قبل أن تصاب بجروح خطيرة وتعتقل بتهمة ‘ملفقة’، بحسب نادي الأسير، حيث أصيبت بحروق بليغة وصلت إلى 50 في المئة من جسدها، وتشوه وجهها وظهرها إلى حد كبير، وبترت 8 أصابع في كلتا يديها.

إسراء أم لطفل وحيد اسمه معتصم، كان عمره 6 أعوام عندما اعتقلت وأصبح الآن عمره 14 عاما، أما زوجها فهو مقعد إثر إصابته في حادث سير سابق، وإلى جانب عملها في دار للمسنين، كانت تدرس في السنة الثالثة بكلية التربية.

بدأت قصة إسراء (38 عاما) في 11 أكتوبر 2015، عندما كانت عائدة من منزل عائلة زوجها في مدينة أريحا إلى منزلها في جبل المكبر في القدس، حيث كانت تعمل في مدينة القدس يوميا، حيث كانت تنقل في سيارتها بعض الأغراض المنزلية وعندما وصلت إلى حاجز الزعيم العسكري انفجر البالون الهوائي في السيارة، مما تسبب باشتعال النيران داخل السيارة، حسب شبكة سكاي نيوز عربية، عبر موقعها على الإنترنت.

وبحسب مؤسسة ‘الضمير’ لحقوق الإنسان، فقد أصيبت إسراء بجروح بليغة نتيجة اشتعال النيران في سيارتها، وفوق ذلك، أشهر جندي السلاح الناري في وجهها وطالبها برمي سكين، لكنها أكدت ‘لم أكن احمل سكينا’، وماطلت القوات الإسرائيلية في تقديم العلاج لها رغم إصابتها الخطيرة بسبب الحريق، حيث نقلت لاحقا إلى المستشفى، لكن ذلك لم ينه مأساتها، إذ اعتبرت إسرائيل أن إسراء كانت تنوي تنفيذ هجوم وهو ما تنفيه.

واتهمت السلطات الإسرائيلية إسراء بمحاولة الهجوم على جنود إسرائيليين، وبحسب نادي الأسير، فإن التهمة التي اعتقلت وحوكمت جعابيص بسببها ‘ملفقة وغير صحيحة’، وقضت محكمة إسرائيلية بسجن إسراء (11 عاما)، معتقلة منذ عام 2015، وهي من أخطر الحالات المرضية بين الأسيرات.

آلالم الأسيرة إسراء جعابيص

ولم يكن ذلك الحكم نهاية الألم، إنما بدايته، فقد كانت تقبع في سجن الدامون شمالي إسرائيل، ورغم حاجتها إلى العديد من عمليات التجميل إلا أنها واجهت الإهمال الطبي، وظهرت في شريط فيديو نشر عام 2018، أثناء محاكمتها، وخلال حديث مقتضب للصحفيين، تحدثت فيه بألم عن وضعها الصعب، وخاصة الحروق البليغة وأصابع يديها التي بترت.

وقالت في شهادات لاحقة للمحامي بأنها تعاني من آلام وسخونة دائمة في جلدها، ما يجعلها غير قادرة على ارتداء الأقمشة والأغطية، وهي بحاجة ماسة لبدلة خاصة بعلاج الحروق، لكن إدارة السجون ترفض توفيرها، وظلت الأسيرة في وضع نفسي صعب وصدمة شديدة، حيث تصحوا ليلا وتبدأ بالصراخ وتصحو من النوم ترجف، وتبدأ بالبكاء، في بعض سنوات السجن، وفقا لمؤسسة الضمير.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى