مهرجان دوز في صحراء تونس.. ليال شتوية ساحرة (خاص)
تعتبر مدينة “دوز” بطبيعتها الصحراوية الخلابة، مقصد التونسيين والسياح الأجانب في عطلة الشتاء.
وتستضيف مدينة “دوز” التي يطلق عليها اسم “بوابة الصحراء” كل شتاء، مهرجانا دوليا لاستقبال فنانين وشعراء وأدباء، إضافة إلى آلاف السياح، لحضور أنشطة ثقافية وفنية، ويستمر 4 أيام.
ودوز هي إحدى مدن محافظة قبلي بالجنوب التونسي، على الطرف الشمالي من الصحراء الكبرى، تجذب السياح لزيارتها خلال أشهر الشتاء.
وتعتبر دوز من أفضل الوجهات للاستمتاع بالإجازات الصيفية، حيث تتمتع برمال بيضاء وغابات غناء. وتبعد تونس العاصمة 550 كيلومترا.
ومهرجان دوز، هو أعرق مهرجان سياحي وثقافي في تونس، وانطلق عام 1910، وكان اسمه حينها “عيد الجمل”. ويمثل هذا المهرجان حدثا فنيا وملتقى ثقافيا يحتفي بتقاليد الصحراء وموروث المنطقة التاريخي.
وانطلق الأربعاء بساحة الفنون بسوق الصناعات التقليدية وسط مدينة دوز، فعاليات المهرجان الدولي للصحراء في دورته 55 تحت شعار” الحق الفلسطيني في قلب المهرجان” بعرض للفروسية والغناء الشعبي أمنته فرق مشاركة من داخل تونس وخارجها.
وشهد المهرجان حضورا جماهيريا مكثفا في “ساحة حنيش” بالمدينة، ووصل آلاف المواطنين من أرجاء تونس لمتابعة الفعاليات.
وقد أكدت بيانات وزارة السياحة أن جميع الفنادق في المنطقة قد امتلأت بنسبة 100%.
وقال مدير المهرجان أشرف بن عثمان لـ”العين الإخبارية” إنّ هذا المهرجان يتميز بخصوصية ثقافية وهي دعم السياحة الصحراوية.
وأكد أن برنامج هذه الدورة يتضمن عروضا ثقافية وفنية عديدة تروي تاريخ حياة الصحراء وخصوصيتها، مضيفا أن القائمين على هذه الفعالية حرصوا على أن تعرف فقرات البرنامج بالقضية الفلسطينية خاصة مع تزامن هذه الدورة مع ما يجري في غزة.
وأكد أنه سيتم تقديم خلال هذه الدورة، عرضا يجسد حياة البدو في معيشتهم اليومية وخلال فترة ترحالهم بحثا عن الأكل والمرعى، إضافة إلى تقديم عروض حول سباقات الخيول.
كما تتضمن دورة هذه السنة سلسلة من المعارض الثقافية إضافة إلى معرض ينتظم بالتعاون مع جمعية نساء من أجل التنمية والمساواة حول نساء فلسطين يتضمن صورا لشهيدات وكادحات فلسطينيات منذ فترة ما قبل النكبة إلى جانب معرض ثالث ودولي ينتظم بالتعاون مع الجامعة الفرنسية للإبل والجامعة الأوروبية للإبل حول ماراثون القدرة والتحمل للمهاري، الذي ينتظم ضمن فعاليات المهرجان منذ 30 سنة.
كما سيتم أيضا تنظيم معرض تجاري على هامش المهرجان إضافة إلى المعرض الوطني للصناعات التقليدية وورشات عدة في الرسم والمسرح تنظمها الرابطة التونسية للتسامح مع تنظيم يوم لإحياء التراث تؤمنه الوكالة الوطنية لإحياء التراث والتنمية الثقافية بفضاء متحف الصحراء بدوز.
شيخ المهرجانات
واعتبر وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين أن هذا المهرجان هو شيخ المهرجانات في تونس باعتباره تأسس عام 1910.
وأكد في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، على هامش حضوره في افتتاح المهرجان، أن مستوى الخدمات بمدينة دوز جيد إلا أن هذا لا يعني عدم التطلع لتحسين هذه الخدمات.
وأشار إلى أن هذه المدينة تشهد إقبالا كثيفا للسياح من تونس ومن خارجها لمواكبة فعاليات الدورة 55 للمهرجان والاحتفال بعطلة نهاية رأس السنة الميلادية مع ممارسة عديد الرياضات الميكانيكية بالربوع الصحراوي.
كما أكد الوزير أن وزارته تحرص على دفع الاستثمار في المجال السياحي من خلال مراجعة الإطار التشريعي وإضفاء مزيد من المرونة وتطوير وتنويع المنتوج السياحي، بالإضافة إلى عمل وزارة السياحة على إعادة رسم المسالك السياحية بالجهات، ما سيساعد على تحفيز أفكار الاستثمار.
وتعول تونس على المهرجان في دعم السياحة الصحراوية المحلية، لأنها المصدر الأول للعملة الأجنبية.
ويعمل في قطاع السياحة بتونس حوالي 400 ألف شخص، بصفة مباشرة وغير مباشرة، ويدر دخلا بنسبة 7% من الناتج الداخلي، وفق وزارة السياحة.
وتجذب مدينة دوز مخرجين سينمائيين عالميين لتصوير أفلامهم فيها، منهم المخرج الإيطالي روبرتو بينيني، حيث صور فيلمه “النمر والثلج” (2005)، كما صور فيها المخرج الأمريكي، جورج لوكاس، لقطات من فيلم “حرب النجوم” (1977).
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز