اخبار لايف

نتنياهو في 2024.. حزام النار يمتص حبل الضغوط


في مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حالة ركود، يعاني اتهامات بالفشل، وسط تضاؤل الدعم السياسي.

واتهم العديد من الإسرائيليين نتنياهو بالفشل بسبب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وكان الدعم السياسي له ضئيلاً في حين سمحت له حرب غزة بتجاهل الدعوات إلى إجراء انتخابات.

وقال ناداف شتراوكلر، الاستراتيجي السياسي الذي عمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إن “نتنياهو كان في “أدنى نقطة وصل إليها”.

وفي ظاهر الأمر، لم يكن العام التالي مشجعاً على الإطلاق فقد شهد عشرات الآلاف من القتلى، وصراعا إقليميا، واتهامات بالتطهير العرقي والإبادة الجماعية ومع ذلك، ينهي نتنياهو 2024 وقد نجح في تدعيم مكانته في إسرائيل وذلك وفقا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية.

صراع أوسع

ولقد أمضى نتنياهو العام في إدارة صراع إقليمي واسع، وفي بعض الحالات التحريض عليه، كما يزعم منتقدوه. إلا أنه في الوقت نفسه كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعزز موقفه السياسي المحلي.

وقالت المحللة السياسية داليا شيندلين: «كان 2024 هو العام الذي بدأ فيه نتنياهو يتعافى من الخسائر الجسيمة التي لحقت بصورته العامة».

وعاد الدعم إلى حزب الليكود إلى مستويات ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، فقد تضاءلت المعارضة من أمثال الجنرال المتقاعد بيني غانتس، كما نجح نتنياهو في تحييد المعارضة من خلال إقالة يوآف غالانت من منصب وزير الدفاع.

وفي حين لا تزال غزة قيدًا حيث تملأ الملصقات التي تحمل وجوه الرهائن الشوارع، فقد قلل الصراع الإقليمي من أهمية تلك القضية.

وقالت شيندلين: لقد وضع نتنياهو نفسه باعتباره الزعيم الوحيد الراغب والقادر على الدفاع عن الشعب اليهودي ومنع إنشاء دولة فلسطينية.

وبالنسبة لنتنياهو وأنصاره فإن محاكمة الفساد وأمر الاعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب هي دليل، على أنه يعمل ضد “الدولة العميقة”.

ولا يزال نتنياهو يكرر عبارات مألوفة جوفاء بقدر ما هي مريحة مثل أن “الدولة الفلسطينية هي مكافأة للإرهاب” وأن إسرائيل ستحقق “النصر الكامل”.

وقال شتراوكلر إن نتنياهو “يعرف كيف يأخذ الموقف ويتكيف معه.. من الناحية السياسية، لا أعتقد أن الكثيرين كانوا ليصدقوا في نهاية العام الماضي أن هذا سيكون وضعه الآن”.

ولمدة عام، حافظت إسرائيل على صراع منخفض المستوى في لبنان وتغلبت الحكومة الإسرائيلية على الصقور الذين أرادوا شن حملة عدوانية في الخريف الماضي.

وفي نهاية سبتمبر/أيلول 2024 تغير هذا الأمر فشنت إسرائيل هجوماً مدمراً أسفر عن مقتل الآلاف، ونزوح أكثر من مليون شخص، وتدمير جزء كبير من الأراضي اللبنانية.

حزام النار

وأدى اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله وزعيم حماس يحيى السنوار ثم سقوط بشار الأسد في سوريا إلى قطع أهم خط إمداد لحزب الله من إيران.

وفي غضون أيام قليلة من سقوط الأسد، دمرت إسرائيل قدرات سوريا البحرية والجوية والصاروخية واحتلت قوات الكوماندوز الإسرائيلية جبل الشيخ في جنوب سوريا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال نتنياهو بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب: “قبل عام، قلت شيئًا بسيطًا: سنغير وجه الشرق الأوسط، ونحن نفعل ذلك بالفعل”.

وسينتقل ترامب قريبًا إلى البيت الأبيض واختار حليف نتنياهو سفيرًا لإسرائيل من المسيحيين الإنجيليين الذين لن يكلفوا أنفسهم عناء الكلام حول الدولة الفلسطينية.

هل تعافى؟

ويعد تعافي نتنياهو أمرا مدهشا بالنظر إلى الدمار الذي جلبه عام 2024 ولا يزال 96 رهينة محتجزين ويعتقد أن العديد منهم ماتوا.

ووفقًا لمسح أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي، يعتقد عدد أقل من الإسرائيليين أن البلاد في وضع “سيئ للغاية”.

وفي العالم الغربي، ينتقد الساسة والمحتجون إسرائيل بصورة كانت تعتبر مستحيلة في السابق ومن غير الواضح ما إذا كان نتنياهو يستطيع السفر إلى أوروبا أو أي من الدول الـ 124 التي يتعين عليها احترام مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه وبحق غالانت.

ولقد كان نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يواجه اتهامات جنائية والشهر الجاري، أصبح أول رئيس وزراء يدافع عن نفسه في قاعة المحكمة.

وتعد الحرب في غزة هي الأطول والأكثر تكلفة في تاريخ إسرائيل كما أن السياحة شبه معدومة والشركات تغلق أبوابها.

ورغم أن نتنياهو في وضع أفضل كثيراً مما كان عليه في بداية الحرب إلا أن مستقبله بعيد كل البعد عن الأمان.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى