«نحبهم ولا نعرفهم».. من هو الإمام الطبري؟
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الأسماء اللامعة، توقّر في النفس بمجرد ذكرها، والمفارقة أن كثيرا منا يجل أصحابها دون أن يعرفهم.
وخلال شهر رمضان المبارك 2024، تقدم “العين الإخبارية” في سلسلة “نحبهم ولا نعرفهم” قصص لشخصيات بارزة في التاريخ الإسلامي، نوقرها ولا نعرف عنها الكثير.
ومن الأسماء التي نحبها دون أن نعرف صاحبها “الإمام الطبري”، الذي يعد أحد أبرز المفسرين والمؤرخين في التاريخ الإسلامي، واشتهر بكتابيه “تفسير الطبري” و”تاريخ الطبري”.
من هو الإمام الطبري؟
هو محمد بن جرير، ولد عام 224 هـ الموافق 839 م في طبرستان، وتوفي عام 310 هـ الموافق 923 م، وجمع بين علوم التفسير والفقه والتأريخ وعرف بميله لعدم التقليد.
نشأ الإمام الطبري في كنف والده، الذي اهتم به منذ الصغر، ورأى فيه ذكاء ونبوغا وحبا وتوقيرا للعلم، وأتم الطبري حفظ القرآن في السابعة من عمره، وتوجه بعدها إلى مدارس العلماء والفقهاء.
وخصص له والده المال الكافي ليكمل تعليمه، وانعكست معارفه وقدرته على الحفظ وموهبته في مؤلفاته، وكان يتميز بالورع والزهد، واقتصر في معيشته على ريع بستانه الخاص الذي ورثه عن أبيه.
ومن الخصال التي عرف بها الطبري عفة اللسان وعدم ميله لإيذاء الناس، كما لم يعرف التكبر أمام زملائه وطلابه، وبالإضافة لكتابيه المشهورين في التفسير والتأريخ، ألف العديد من المصنفات والكتب.
ومن مؤلفاته: “التبصير في معالم الدين”، “الآداب في القضاة والنفوس والمناسك والآثار”، و”آداب النفس الجيدة والأخلاق النفيسة”، وقال عنه الإمام النووي: “أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل الطبري”.
ويعتبر كتاب تاريخ الأمم والملوك أو “تاريخ الرسل والملوك” من المرجعيات في مجاله، ويؤرخ للعالم منذ بدء الخليقة إلى نهاية عام 302 هجرية، من قصة آدم إلى الزمن الذي عاصره الطبري.
وفي تفسير الطبري للقرآن الكريم، يظهر جهده غير المسبوق، إذ يعد أول من نظم مختلف مراحل التفسير في حدود المادة التفسيرية التي توفرت في عصره، وأسس بهذا لمنهج سار عليه كثيرون من بعده.
ويجمع تفسير الطبري بين المعنى والتأويل واللغة وأشهر الأقوال حول مدلول الآيات، وهو مزيج بين التأريخ والنقل والاقتباس واللغة والترجيح، ويكشف عن موهبة نادرة وصبر كبير على هذا العمل الشاق.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز