اخبار لايف

نذالة فضائية.. نجم يختار النجاة على حساب شريكه


في ظاهرة فلكية نادرة، تمكن علماء الفلك من رصد ثقب أسود هائل يبتلع نجماً في عملية تُعرف بـ”حدث التمزق المدي” (Tidal Disruption Event).

وما أثار الدهشة هو ظهور وميضين لامعين نتيجة هذه الظاهرة، وهو ما يُعد غير شائع في مثل هذه الأحداث الكونية.

وتشير الدراسات إلى أن هذا الحدث الغريب، المعروف باسم “ASASSN-22ci”، قد يكون ناجما عن قيام الثقب الأسود بالتقاط نظام نجمي ثنائي، وهو ما يعني وجود نجمين يدوران حول بعضهما البعض.

في هذا السيناريو، يتمكن أحد النجوم من الهروب، بينما يقع الآخر فريسة لقوة الجاذبية الهائلة للثقب الأسود ويتم تدميره ببطء.

ويقع هذا الحدث الفلكي النادر على بُعد حوالي 408 مليون سنة ضوئية من الأرض في مجرة “WISEA J122045.05+493304.7”.

وتعد مثل هذه الأحداث نادرة للغاية، إذ تُظهر نسبة قليلة جدا من أحداث التمزق المدِّي ومضات متكررة، مما يجعل “ASASSN-22ci” اكتشافا مهمًا لدراسة هذه الظواهر الكونية.

وأوضح قائد الفريق البحثي، عالم الفلك جيسون هينكل من جامعة هاواي، أن مثل هذه الأحداث قد تساعد في حل ألغاز الفيزياء الخاصة بتلك الظواهر.

وأشار إلى أن وميضي “ASASSN-22ci” تم توثيقهما بأشعة فوق بنفسجية وأشعة سينية، مما سمح للعلماء بمقارنة خصائص الوميضين بدقة.

وأظهرت الدراسات أن الثقب الأسود الهائل المسؤول عن هذا الحدث تبلغ كتلته حوالي 3 ملايين ضعف كتلة الشمس، ما يجعله أقل بقليل من ثقب (Sagittarius A) الهائل الموجود في مركز مجرة درب التبانة، ويُعتقد أن النجم الذي تمزق قد يكون له كتلة مشابهة لكتلة الشمس.

رسم توضيحي للحدث النادر حيث يهرب نجم من ثقب أسود هائل تاركا شريكه

والتوقعات الحالية تشير إلى أن هذا النجم قد يكون عالقًا في مدار إهليلجي حول الثقب الأسود، مما يجعله عرضة لمزيد من الاضطرابات، ومن المحتمل أن يظهر وميض ثالث في أوائل عام 2026.

وهذا الوميض المرتقب سيكون دليلا إضافيا على تكرار هذه الظاهرة الغريبة، وسيمنح العلماء فرصة غير مسبوقة لمراقبة المراحل المبكرة من هذا التمزق المدِّي وتقديم رؤى جديدة حول الثقوب السوداء الهائلة.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==

جزيرة ام اند امز

US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى