هجوم صاروخي روسي.. انفجارات في كييف وبولندا تتأهب
هجوم صاروخي روسي على كييف أسفر عن عدة انفجارات قوية دفع بولندا الجارة الغربية لأوكرانيا إلى رفع حالة التأهب.
وكتب مسؤولون عسكريون أوكرانيون، اليوم الإثنين، على تطبيق تليغرام، أن وحدات الدفاع الجوي الأوكرانية تصدت لهجوم صاروخي روسي على العاصمة كييف.
وسُمع شهود من رويترز في كييف عدة انفجارات قوية يبدو أنها ناتجة عن عمل وحدات الدفاع الجوي.
ولاحقا، قال الجيش الأوكراني إن الدفاعات الجوية أسقطت ما يصل إلى 20 صاروخا روسيا في سماء كييف.
فيما أعلن الجيش البولندي عن تأهب جوي بسبب الهجوم الروسي على أوكرانيا.
والأحد، أعلنت روسيا إحباط هجوم واسع النطاق شنّته كييف باستخدام أكثر من مئة مسيّرة استهدفت 14 منطقة والعاصمة موسكو، وذلك بعد أيام على ضربات روسية بصواريخ وطائرات بلا طيار استهدفت أوكرانيا.
وكثيرا ما تُعلن كييف شنّ ضربات على أهداف عسكرية أو مواقع تساهم في المجهود الحربي الروسي ردا على هجوم موسكو الذي استهدف أراضيها اعتبارا من فبراير/شباط 2022، وردا على ضربات روسية تستهدف بنى تحتية مدنية.
وأتت استهدافات الأحد بعد نحو أسبوع على إطلاق روسيا ما يناهز 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه الأراضي الأوكرانية، في أحد أكبر الهجمات منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد عبر فيسبوك إن “ردّ الأوكرانيين على الإرهاب الروسي بكل الوسائل الضرورية لوضع حد له، هو أمر مبرّر بالكامل”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها حيّدت 158 مسيرة، أسقِط معظمها فوق مناطق كورسك وبريانسك وفورونيج وبيلغورود القريبة من أوكرانيا.
وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن عشر مسيّرات استهدفت مناطق مختلفة من العاصمة.
وأبلغت السلطات الروسية خصوصا عن اندلاع حريق في مصفاة كابوتنيا لتكرير النفط، المملوكة لشركة غازبروم العملاقة للطاقة في جنوب شرق موسكو. ووفقا لسوبيانين، فإن الحريق نجم عن سقوط طائرة بلا طيار.
وقال رئيس بلدية موسكو في وقت لاحق إنه تم تحديد موقع الحريق في مصفاة النفط وإنه “ليس هناك أي تهديد للناس أو لتشغيل المنشأة”.
وفي منطقة تفير، إلى الشمال الغربي من العاصمة الروسية، استهدفت خمس طائرات مسيّرة المنطقة التي تقع فيها محطة كوناكوفو لتوليد الطاقة الكهربائية، ما تسبب في اندلاع حريق تمت السيطرة عليه سريعا، وفق ما ذكر الحاكم إيغور رودينيا.
وقال ميخائيل شوفالوف، المسؤول المحلي في منطقة موسكو، إن ثلاث طائرات مسيّرة حاولت استهداف محطة كاشيرا التي تعمل بالفحم. وكتب على تليغرام “لم تقع إصابات أو أضرار” ولم تشتعل النيران في المحطة.
وهذه ليست أول مرة تستهدف هجمات أوكرانية موسكو ومنطقتها، رغم أن ضربات كهذه تبقى نادرة.
وأعلنت السلطات الروسية في 21 أغسطس/آب إسقاط 11 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا باتجاه العاصمة، في ما اعتبره رئيس بلديتها في حينه “إحدى أكبر المحاولات لمهاجمة موسكو” بمسيّرات.
وفي مايو/أيار 2023، أعلنت السلطات الروسية إسقاط مسيّرتين قرب الكرملين. وفي صيف العام نفسه، دُمّرت مسيّرات في أجواء حي الأعمال في العاصمة الروسية.
وضع “صعب” قرب بوكروفسك
وقالت وزارة الدفاع الأحد إن العدد الأكبر من المسيّرات، وهو 122، أُسقِط فوق مناطق كورسك وبريانسك وفورونيج وبيلغورود المحاذية لأوكرانيا.
وقال الحاكم الإقليمي ألكسندر بوغوماز إن “مدافعينا يتصدون لمحاولة هجوم كبير بمسيّرات على أراضي منطقة بريانسك”.
وأكد “عدم وقوع ضحايا أو أضرار”، مضيفا أن الكهرباء لا تزل تصل الى الزبائن “بشكل سليم”.
يأتي هجوم كييف بعد أيام على استهداف بنى تحتية أوكرانية للطاقة بأكثر من 200 من المسيّرات والصواريخ الروسية في هجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
كما يأتي بعد نحو شهر على إطلاق كييف عملية برية واسعة في منطقة كورسك الروسية رغم مواصلة قوات موسكو تقدمها في شرق أوكرانيا.
وتواصل القوات الروسية تقدمها باتجاه مدينة بوكروفسك التي تعد محورا لوجستيا مهما بالنسبة الى كييف وتشكّل هدفا رئيسا لموسكو. وأعلنت روسيا خلال الأيام الماضية السيطرة على عدد من القرى قرب المدينة.
وأعلنت السلطات الروسية الأحد السيطرة على بلدتين إضافيتين في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، تبعد إحداهما حوالى 20 كلم من بوكروفسك.
وأكد قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الأحد أن الوضع الميداني “صعب” في هذه المنطقة، مشيرا الى أن القوات الروسية تتفوق “عديدا وعتادا”.
وأعلن حاكم منطقة دونيتسك فاديم فيلاشكين أن قصفا روسيا تسبّب بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين على الأقل في منطقة قريبة من بلدة كوراخوف.
أضرار في خاركيف
إلى الشمال، أكد حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف أن ضربة روسية على خاركيف أسفرت عن إصابة 41 شخصا على الأقل بينهم خمسة أطفال.
وأفاد المسؤول بتضرر قصر الرياضة ومكتب بريد ومركز تسوق.
وندد الرئيس الأوكراني عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الفور بقصف يهدف إلى “ترويع” المدنيين، داعيا من جديد حلفاءه الغربيين إلى “منح أوكرانيا كل ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها”.
ويكرر زيلينسكي باستمرار مطالبه بالحصول على مزيد من الصواريخ البعيدة المدى القادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية بهدف الحد من الهجمات اليومية التي يشنها الجيش الروسي على مدن وبنى تحتية للطاقة في أوكرانيا.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز