هجوم ماغدبورغ الألمانية.. لماذا يثير المنفذ حيرة المتخصصين؟
للوهلة الأولى، يمكن للمرء استخراج أوجه شبه بين هجوم ماغدبورغ وهجمات إسلاموية سابقة، والقفز إلى استنتاج نهائي.
لكن الأمر ليس بهذه السهولة للمتخصصين في شؤون الإرهاب ودارسي الهجمات السابقة، خاصة هجوم برلين الذي جرى بطريقة مشابهة في ٢٠١٦، وأوقع ١٢ قتيلا.
ملاحظات عدة حوّل المشتبه به الذي يحمل الجنسية السعودية وتاريخه ونشاطه على منصات التواصل؛ تثير كثير من الحيرة.
هذا الوضع دفع صحيفة بيلد الألمانية للتساؤل؛ من هو هذا الرجل: متطرف، شخص مختل عقليًا؟ ما الذي دفعه إلى قيادة سيارته حتى الموت؟
وفقًا للصحيفة، فإن المشتبه به اسمه طالب أ. ولد في المملكة العربية السعودية عام 1974، أي أنه يبلغ من العمر 50 عامًا.
وطالب مقيم في ألمانيا منذ عام 2006 بتصريح إقامة غير محدد المدة، لأن لديه وظيفة: طبيب.
يعمل طالب أ. في مدينة بيرنبورغ في مستشفى متخصص في الطب النفسي والعلاج النفسي. تبعد المستشفى حوالي 46 كيلومترًا عن ماغدبورغ.
قامت الشرطة في البداية بوضع شقته الواقعة في مبنى قديم تحت الحراسة بعد فترة وجيزة من الهجوم في سوق عيد الميلاد مساء الجمعة.
وفي حوالي الساعة 3.45 صباحاً، اقتحمت القوات الخاصة بعد ذلك الشقةً وفتشتها.
طالب أ. لم يكن معروفًا أو بارزًا كإسلاموي، حتى أنه انتقد الإسلام في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ في عام 2019، وقال: “أنا أكثر منتقدي الإسلام عدوانية في التاريخ”.
كما أنه يقدم نفسه على أنه ناقد للإسلام في ملفه الشخصي على موقع إكس، الذي يديره على ما يبدو. وينشر مرارًا وتكرارًا نظريات فجة عن ألمانيا.
وقال عبر حسابه: “ألمانيا تلاحق طالبي اللجوء داخل ألمانيا وخارجها لتدمير حياتهم”، و”ألمانيا تريد أسلمة أوروبا”.
كما شارك أ. أيضًا محتوى يشيد بحزب البديل من أجل ألمانيا “أقصى اليمين” وموقفه المعادي للإسلام. كما شارك صورة معدّلة للمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل وهي تحمل لافتة مكتوب عليها بالإنجليزية “لقد دمرت أوروبا”.
وكتب الخبير الأهم في شؤون الإرهاب في أوروبا، بيتر نيومان، الأستاذ في كلية كينغز كوليدج لندن، على موقع إكس: “بعد 25 عامًا في العمل، تعتقد أنه لم يعد هناك شيء يمكن أن يفاجئك بعد الآن. لكن مسلمًا سابقًا يبلغ من العمر 50 عامًا يعيش في ألمانيا الشرقية ويحب حزب البديل من أجل ألمانيا ويريد معاقبة ألمانيا على تسامحها مع الإسلاميين – لم يكن هذا في ذهني حقًا”.
كان طالب أ. رهن الاحتجاز لدى الشرطة مساء الجمعة. وتحدث رئيس وزراء ولاية سكسونيا أنهالت، راينر هاسيلوف والسلطات تتحدث بالفعل عن هجوم. لا تزال الأسباب الدقيقة وراء الهجوم غير واضحة والتحقيق مستمر.
ارتفاع قتلى الهجوم
وذكرت صحيفة “بيلد” الألمانية، السبت، أن عدد القتلى جراء هجوم دهس بسيارة في سوق لهدايا عيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ ارتفع إلى أربعة.
وقال مسؤولون في ماغدبورغ إن أكثر من 60 شخصا أصيبوا، بعضهم بإصابات خطيرة، عندما دهست السيارة حشودا في سوق بالمدينة الواقعة بوسط البلاد. ومن بين القتلى طفل صغير.
وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على سعودي يبلغ من العمر 50 عاما ويعيش في ألمانيا منذ ما يقرب من 20 عاما.
شولتز يزور موقع الحادث
وزار المستشار الألماني أولاف شولتس مدينة ماغدبورغ، السبت.
يأتي الهجوم تزامنا مع تصاعد الجدل حول الهجرة والأمن في ألمانيا التي تستعد لإجراء انتخابات مبكرة في 23 فبراير/شباط.
ويقود حزب البديل من أجل ألمانيا دعوات لوقف الهجرة إلى البلاد، ويحتل حاليا المركز الثاني في استطلاعات الرأي بعد المحافظين المعارضين.
ونددت أليس فايدل، مرشحة حزب البديل من أجل ألمانيا لمنصب المستشارية، بالهجوم وقالت عبر إكس “الصور من ماغدبورغ صادمة! خالص المواساة لأسر القتلى والمصابين. متى سينتهي هذا الجنون؟”
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز
