هدنة غزة تفتح آفاقاً جديدة لحركة التجارة.. الملاحة تعود لطبيعتها بالبحر الأحمر
متى تستعيد قناة السويس ملياراتها الضائعة؟
تستعد قناة السويس لاستقبال المزيد من الخطوط الملاحية الكبرى مع عودة حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر تدريجيًا إلى مسارها الطبيعي.
يأتي ذلك في ظل تحسن الأوضاع الأمنية بمنطقة البحر الأحمر وباب المندب، وذلك عقب اتفاق الهدنة في قطاع غزة وإعلان جماعة الحوثي في اليمن وقف استهداف السفن الأمريكية والبريطانية.
وفي هذا السياق، أعلن أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، عن استقبال القناة مجموعة من سفن الخط الملاحي “CMA CGM” ضمن الخدمة الملاحية “EPIC”، التي تربط بين جنوب آسيا وأوروبا.
تداعيات الهدنة على حركة التجارة
جاء قرار الحوثيين بوقف الهجمات البحرية بعد أكثر من عام من الاضطرابات، والتي أثرت بشكل كبير على حركة التجارة الدولية، متسببة في تراجع إيرادات قناة السويس بأكثر من 60% خلال 2024، وهو ما يعادل خسائر نحو 7 مليارات دولار.
وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في وقت سابق أن مصر فقدت هذا المبلغ من دخل القناة خلال 11 شهرًا، رغم إشادة صندوق النقد الدولي بمسار الإصلاح الاقتصادي في البلاد.
كما شهدت القناة تراجعًا كبيرًا في أعداد السفن العابرة، حيث انخفض العدد إلى 13.2 ألف سفينة في 2024، مقارنةً بـ26.4 ألف سفينة في 2023، أي بتراجع 50%.
تفاؤل بعودة النشاط التجاري عبر البحر الأحمر
ووفقا لوكالة رويترز توقع يوفراج نارايان، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، أن السفن غير المرتبطة بإسرائيل ستبدأ في العودة إلى البحر الأحمر خلال أسبوعين فقط.
كما دعا أرسينيو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية (IMO)، كبرى الخطوط الملاحية ومشغلي السفن إلى إعادة تقييم جداول الإبحار، تمهيدًا للعودة التدريجية عبر قناة السويس مع استقرار الأوضاع الأمنية.
في الوقت نفسه، أفادت مصادر من الخط الملاحي “ميرسك الدنماركي” بأن هناك دراسة وتقييمًا جاريًا حول العودة إلى الإبحار في البحر الأحمر، مع اجتماع مرتقب خلال الأيام المقبلة لمناقشة مدى جدية بيان الحوثيين، وسط مطالب بضمانات لحماية الملاحة البحرية ، ما يشير إلى مخاوف البعض من جدية التنفيذ في الهدنة.
تأثير الاستقرار الإقليمي
يرى الخبراء أن إعلان الهدنة في غزة يُمثل تحولًا محوريًا في استقرار المنطقة، مما سينعكس إيجابًا على الاقتصاد المصري.
وصرّح أسامة مراد، رئيس شركة “إم باور” للاستشارات المالية، بأن الأحداث الجيوسياسية الأخيرة أثرت بشكل مباشر على إيرادات قناة السويس، مشيرًا إلى أن الهدنة تُعتبر حدثًا مهمًا للأسواق، لكنها لم تترسخ بعد بسبب استمرار المناوشات بين الأطراف.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي محمد البهواشي لـ”العين الإخبارية” أن وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي سيُسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي، ما يؤدي إلى انتعاش حركة التجارة العالمية عبر قناة السويس وزيادة معدلات مرور السفن، خصوصًا بعد إعلان الحوثيين وقف التصعيد في البحر الأحمر.
وأضاف: “الهدنة تُشكل فرصة ذهبية لمصر لتحويل المحنة الاقتصادية التي تسببت فيها الأزمات الإقليمية إلى منحة، حيث إن استقرار الأوضاع سيعيد النشاط التجاري والملاحي عبر القناة، مما سيؤدي إلى زيادة العائدات وتعزيز دور مصر القيادي في تحقيق الأمن الإقليمي”.
وتابع أن بيانات الشركات العالمية تشير إلى ترقبها للتطورات ولم تتخذ قرارا نهائيا بالعودة في للسير في البحر الأحمر الذي يخفض التكاليف بنحو 30% رغم إعلان الهدنة بسبب استمرار المخاطر.
عودة الملاحة إلى طبيعتها خلال أسابيع
تشير التوقعات إلى أن حركة الملاحة في البحر الأحمر ستعود تدريجيًا إلى طبيعتها خلال الأسابيع المقبلة، حيث قد تبدأ بعض الخطوط الملاحية الأصغر حجمًا في تغيير مسارها نحو قناة السويس خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وفقًا لتصريحات محمد عبدالقادر جاب الله، رئيس غرفة ملاحة السويس والبحر الأحمر، لوسائل إعلام مصرية.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز