هل ارتكب الحوثيون خطأ استراتيجيا؟
مع دخول العام الجديد، أصبح وضع الحوثيين كمنظمة أسوأ، خاصة بعدما وقعت حماس وإسرائيل اتفاقا لوقف إطلاق النار في غزة.
فبعد أقل من عام ونصف العام من دخول الحوثيين للساحة الدولية، بإطلاق الصواريخ المتقطعة، مما شكل تحديا كبيرا لإسرائيل، باتت الخيارات الاستراتيجية أمام المليشيات، أسوأ بكثير مما كانت عليه في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويقول موقع «ناشيونال إنترست» إن المليشيات الحوثية تسعى باستمرار للاحتكاك مع الأطراف الخارجية لشيطنتها ثم تصور نفسها على أنها «المدافع» عن البلاد.
وباعتبارهم «آخر صامد» ضد إسرائيل داخل ما يعرف باسم «محور المقاومة»، أكسبت الهجمات ضد إسرائيل، الحوثيين مكانة لدى الحرس الثوري الإيراني، وبعض الفصائل المعادية لإسرائيل.
وعلى المستوى الاستراتيجي، كان الحوثيون في أوجهم من عام 2022 إلى عام 2023 وخلال هذه الفترة، كان على الجماعة قبول عرض السلام السخي الذي قدمته السعودية، إلا أنهم اختاروا تأخير التوقيع على الصفقة التي لم تخرج للنور بعد. واليوم، وبعد مرور 15 شهرا على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، ساءت أوضاع الحوثيين بشكل كبير.
وكانت المليشيات تأمل أن يجلب الاتفاق مليارات الدولارات التي يحتاجونها في ظل ضعف قدرتهم على جمع الضرائب فضلا عن تدهور الاقتصاد المحلي، فيما على الجانب الآخر، اكتسبت القوات الشرعية، زخمًا جديدًا.
وتشير بعض التقارير مثل تقرير فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة إلى أن الحوثيين قد يسعون لمواصلة القرصنة في البحر الأحمر من خلال فرض رسوم المرور الآمن على شركات الشحن التي تسعى إلى إرسال السفن عبر باب المندب، بما يصل إلى 180 مليون دولار شهريًا.
مساع، تأتي بعد أن ألحقت الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على الحوثيين، خسائر في احتياطياتهم النفطية وغيرها من الأصول القيمة، التي كانت بحوزتهم، قبل استهدافها.
وتوقع الموقع الأمريكي، أن يقضي الحوثيون الأشهر القليلة المقبلة في اختبار خيارات مختلفة؛ بينها مواصلة الهجمات على إسرائيل، إلا أنه من المرجح أنهم سيواجهون مقاومة كبيرة على جميع الجبهات، مما يضطرهم إلى الاختيار بين أفضل الخيارات السيئة.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز