هل يدعم التحول الأخضر جهود الصين في إنهاء هيمنة الدولار؟ (تحليل)
في الوقت الذي يهيمن فيه الدولار الأمريكي على التمويل العالمي، فإن الصين ترى فرصة لرفع قيمة اليوان خلال التحول إلى الطاقة النظيفة.
هذا ما توصل إليه لزونجيوان زوي ليو، الباحث الصيني في مجلس العلاقات الخارجية، الذي أشار إلى التطورات في الموارد الرئيسية التي تعتبر بالغة الأهمية للتكنولوجيات الخضراء مثل بطاريات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.
ونقل موقع “بيزنس إنسايدر” عن مقال للكاتب الصيني في مجلة نويما قوله: “يرى صناع السياسات والعلماء أن التحول المستمر في مجال الطاقة يمثل فرصة للأمة (الصينية) لرفع المكانة العالمية للرنمينبي في أسواق السلع الأساسية؛ وبالنسبة لهم، ليس هناك ما يضمن استمرار هيمنة الدولار الأمريكي في اقتصادنا العالمي الحالي المعتمد على الوقود الأحفوري – في عالم خالي من الكربون”.
وورأى الكاتب حقيقة أن الصين هي المورد المهيمن للموارد الضرورية للتحول نحو الاقتصادات الخضراء، مثل المعادن الأرضية النادرة والمعادن الهامة مثل الكوبالت، فإن ذلك يعزز من مكانتها على العالم خلال عملية مكافحة التغير المناخي. ومن أجل ذلك، أنشأت البلاد عددًا من بورصات السلع حيث يتم تحديد الأسعار باليوان.
وتشمل هذه بورصة باوتو للمنتجات الأرضية النادرة في عام 2014 وبورصة قوانغتشو للمعادن النادرة في عام 2019. وفي سياق مماثل، أنشأت السلطات أيضًا بورصات مقومة باليوان تركز على النفط والنحاس، وهو معدن آخر يستخدم في الطاقة الخضراء بالإضافة إلى صناعات أخرى.
شراكات متعددة الأطراف
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من هذا التقدم، لا تزال بكين تشعر بالقلق إزاء اعتمادها الكبير على الدولار الأمريكي في التسعير وتسوية عقود السلع الأساسية. ولتحقيق هذه الغاية، تحولت البلاد أيضًا إلى الشراكات المتعددة الأطراف.
وشدد على أن مجموعات مثل كتلة البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون لم تساعد الصين في الدعوة إلى نظام مالي أقل تركيزا على الدولار فحسب، بل عززت أيضا وصول البلاد إلى تجارة السلع العالمية.
على سبيل المثال، تعد الصين والبرازيل، وهما عضوتان في مجموعة البريكس، من أكبر منتجي الليثيوم، كما تمتلك الدولة الشرق أوسطية، وهي عضو في المجموعتين، أكبر احتياطيات من الزنك في العالم.
وكتب: “في هذا السياق، باعتبارها مجموعة دول غير غربية، من المحتمل أن تمثل منظمة شنغهاي للتعاون تحالفًا قويًا من المصدرين والمستوردين للسلع الأساسية يتمحور حول استخدام الرنمينبي لتمويل دورة حياة السلع بأكملها من الإنتاج إلى التجارة إلى الاستهلاك”.
ولتعزيز علاقات العملة بين الشركاء التجاريين، دعت السلطات الصينية لفترة طويلة إلى استخدام العملات المحلية، في حين تعمل أيضا على الترويج لأفكار التكامل الإقليمي وأنظمة التسوية، مثل بنك التنمية لمنظمة شنغهاي للتعاون.
ومن ناحية أخرى، كانت دول البريكس من أشد المؤيدين لإلغاء “الدولرة”، وربما يكون بعض الأعضاء الجدد في المجموعة أكثر تصميما في ما يتصل بخفض قيمة الدولار.
ومع ذلك، قال ليو إن هدف الصين ليس الإطاحة الكاملة بالدولار في التمويل الدولي، لأن ذلك سيكون مدمرًا ماليًا للبلاد، نظرًا لاستثماراتها الضخمة في الأصول الأمريكية، لكن مع ذلك لا ينبغي لنا أن نتجاهل جهود بكين.
وحذر من أنه “إذا نجحت الصين في إبعاد العالم عن الدولار الأمريكي وتعزيز مكانة الرنمينبي كعملة عالمية أو العملة المهيمنة، فإنها ستعيد تشكيل النظام التجاري العالمي والمشهد السياسي الدولي”.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=
جزيرة ام اند امز