هواجس الطائرات الغامضة في أمريكا تلقي بظلالها على الصين
تدرس الحكومة الأمريكية وضع قواعد قد تحد من بيع الطائرات بدون طيار المصنعة في الصين في الولايات المتحدة أو حتى حظرها.
يأتي ذلك في ظل تصاعد حدة القلق بشأن سلسلة من مشاهدات الطائرات بدون طيار المجهولة في ولايتي نيوجيرسي ونيويورك، بحسب صحيفة “نيويورك بوست”.
وأشارت الحكومة إلى مخاوف من قدرة خصوم الولايات المتحدة (الصين وروسيا) على الوصول إلى هذه الأجهزة عن بُعد والتحكم فيها، مما يعرّض البيانات الحساسة في الولايات المتحدة للخطر.
ووصفت وزيرة التجارة جينا رايموندو هذه الخطوة بأنها “خطوة أساسية لحماية الولايات المتحدة من الثغرات التي تسببها الكيانات الأجنبية.”
تسيطر الصين على سوق الطائرات بدون طيار في العالم. وتمتلك شركة واحدة، ومقرها شنتشن وتُعرف باسم “DJI”، أكثر من 90% من حصة السوق للطائرات بدون طيار المخصصة للاستخدام غير العسكري.
وقال بول روزنزويغ، نائب مساعد وزير الأمن الداخلي السابق، إن “المخاطر الناجمة عن الطائرات بدون طيار الصينية لا تزال عامل خطر في سلسلة التوريد يجب معالجته”.
وأضاف: “لا شك أن طائرات DJI تشكل خطرًا أكبر من الطائرات المصنوعة في ألمانيا، والتركيز على تقليل هذه الثغرة هو أمر موضع ترحيب”.
وأقر الكونغرس الشهر الماضي، مشروع قانون سيحظر بيع الطائرات بدون طيار الجديدة من DJI أو شركة أخرى تُدعى Autel Robotics خلال عام إذا خصلت مراجعة أمنية أمريكية إلى أنها تشكل “خطرًا غير مقبول” على الأمن القومي.
وفي عام 2019، منع الكونغرس البنتاغون من شراء أو استخدام الطائرات بدون طيار والمكونات المصنعة في الصين.
ونفت شركة DJI ارتكاب أي مخالفات – ورفعت دعوى ضد وزارة الدفاع في أكتوبر/ تشرين الأول بعد إدراجها على قائمة الشركات التي يُزعم أنها تعمل مع الجيش الصيني. وتقول الشركة إن هذا التصنيف غير دقيق.
وتصاعدت مخاوف المسؤولين الأمريكيين بشأن سيطرة الصين على الطائرات بدون طيار والتقنيات الناشئة الأخرى في الأسابيع الأخيرة بسبب عدم وجود إجابات واضحة بشأن أصول الطائرات بدون طيار التي شوهدت في نيوجيرسي ونيويورك.
وفي الشهر الماضي، صرح رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، مايكل ماكول، بأن بعض هذه الطائرات ربما تكون “طائرات تجسس” صينية.
ولا تقتصر المخاوف على الطائرات بدون طيار فقط، فقد أشار الخبراء إلى إمكانية استغلال الأجهزة الذكية مثل أجهزة اللياقة البدنية القابلة للارتداء وكاميرات الأبواب لأغراض تجسسية من قبل الصين وخصوم آخرين.
وتتعامل الحكومة الأمريكية أيضًا مع اختراق هائل لشركات الاتصالات من قبل قراصنة صينيين، ما منح المسؤولين في بكين إمكانية الوصول إلى النصوص والمكالمات الهاتفية الخاصة بالأمريكيين.
وفي سياق آخر، تستعد المحكمة العليا الأمريكية لاتخاذ قرار بشأن دستورية قانون يجبر على بيع أو حظر تطبيق “تيك توك”، المملوك لشركة ByteDance الصينية.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز