اخبار لايف

«وثبة أسود» العراق بميزان الخبراء.. الأقوى ضد داعش منذ مقتل البغدادي


أطاح الجيش العراقي بقادة من الصف الأول في تنظيم داعش الإرهابي، ما اعتبر الضربة الأبرز منذ مقتل زعيمه أبوبكر البغدادي.

وبدأت قوات الأمن العراقية عملية واسعة تحت اسم “وثبة الأسود” في 29 أغسطس/آب الماضي، ضد التنظيم الإرهابي في صحراء الأنبار غرب العراق.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، في بيان لها اطلعت عليه “العين الإخبارية”، عن نتائج هذه العملية، مؤكدة قتل 6 من أبرز قيادات داعش “بينهم المكنى أبوصديق نائب ما يسمى “والي العراق” فضلاً عن “والي الأنبار”.

وبعد عامين من إعلان العراق الانتصار على داعش وعام واحد من إعلان سوريا دحر التنظيم قتل البغدادي في عملية أمريكية نوعية في غرب سوريا عام 2019.

أعرب الخبير الأمني العراقي سرمد البياتي‏، في حديث لـ”العين الإخبارية”، عن اعتقاده بأن العملية “مهمة جداً في الوقت الحاضر”، لافتا إلى أن القضاء على ستة من قيادات الخط الأول لتنظيم داعش يعد انتصارا واضحا.

وعن الحواضن التي ينشط فيها التنظيم في العراق، أوضح البياتي أن “الحواضن دائماً موجودة في غرب محافظة الأنبار وقضاء الرطبة في هذه المحافظة، وقضاء حمرين بمحافظة ديالى، والمثلث الخطر في جنوب محافظة كركوك، وكذلك شرق محافظة صلاح الدين وغرب ديالى، هذه كلها مناطق وحواضن خطرة”.

وأضاف: “كما توجد حواضن للتنظيم الإرهابي في مناطق أخرى أيضاً مثل قضاء الدبس بمحافظة كركوك شمال قضاء الحويجة”.

وعن دور التحالف الدولي في هذه العملية الأخيرة، أجاب الخبير الأمني بأنه “لا يمكن إنكار دور التحالف الدولي في العملية الأخيرة وهو الذي نفذ الضربات الجوية وعملية الإنزال الجوي، لذلك العمليات مستمرة، لكن بنفس الوقت يستطيع تنظيم داعش إيقاع الخسائر في القوات الأمنية لكنه لا يستطيع مسك الأرض تماماً”.

سيطرة عراقية

من جانبه، أكد المحلل السياسي إبراهيم السراج أن القوات الأمنية العراقية بكافة تشكيلاتها تعمل أولاً على إزالة كل الحواضن وبقايا داعش التي تنشط في مناطق رخوة أمنياً.

ويعتقد السراج، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، “أن هذه الحواضن أصبحت تحت سيطرة القوات العراقية، وهذا تطور كبير للقوات العراقية بكل صنوفها الأمر الذي أربك تنظيم داعش”.

وأضاف: “داعش تخلى عن العمل في مجموعات كبيرة، وتشكلت خلايا من عنصرين أو ثلاثة يمكنهم الانتقال من مكان إلى آخر، لكن رغم ذلك تنجح القوات العراقية باصطيادهم”.

ورسم السراج خريطة عمل التنظيم، مشيرا إلى وجودهم في مناطق حدودية في ديالى أو في الرمادي وأطراف كركوك، لكن هذا لا يمنع أنهم تحت نظر القوات الأمنية في البلاد.

وأشار المحلل السياسي العراقي إلى أن العملية تعد نجاحا عراقيا خالصا، وأنه لا بصمة لقوات التحالف الدولي في هذا الانتصار.

جيوب تتلاشى

من جهته، ذكر المحلل السياسي واثق الجابري لـ”العين الإخبارية” أنه “في الذكرى السابعة لانتصار العراق على عصابات داعش لا بد أن نستذكر كل العمليات البطولة التي قامت بها القوات العراقية ضد هذه العصابات لتحرير الأراضي، بدءاً من عمليات حدود بغداد وإلى محافظة صلاح الدين والأنبار والموصل والمناطق الصحراوية، وبالتالي هذه العمليات لا تزال مستمرة لملاحقة العصابات الإرهابية في الحواضن التي ترصدها الاستخبارات”.

وقال “هذه الخلايا يبدو أنها بدأت تضمحل وتنتهي شيئاً فشيئاً، وبالتالي نحن أمام عملية ملاحقة لجيوب صغيرة جداً لا تكاد تذكر والمجاميع الإرهابية انتهت بشكل كامل في العراق، وانعكست أيضاً على محاربة الإرهاب في العالم”.

وفيما يتعلق بالحواضن التي ينشط فيها التنظيم، يقول الجابري “الحواضن الموجودة حالياً في مناطق وعرة وصحراوية بعيدة وهي غير مستقرة أيضاً مع وجود الملاحقة الاستخباراتية، لا سيما في العملية الأخيرة (وثبة الأسود) في صحراء الأنبار على بعد 70 كيلومترا عن مركز المدينة في عمق الصحراء، وكانت بجهد استخباراتي عراقي بحت، وبالتالي تمت ملاحقة المجموعة والقضاء عليها وهناك مراقبة وأجهزة متطورة تسعى خلف بقايا الجماعات الإرهابية”.

وعند دور التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في هذه العملية، يوضح الجابري “كان للتحالف الدور كبير في ملاحقة عصابات داعش منذ عام 2014 وحتى تحقيق الانتصار 2017، لكن بعد هذا العام أصبحت معظم الجهود والعمليات بقيادة القوات العراقية، فهي قادرة على مسك الملف الأمني”.

أبرز قيادات داعش

وقال بيان لقيادة العمليات المشتركة العراقية إن من بين المقتولين المكنى “أبوصديق” أو “أبومسلم”، واسمه الحقيقي أحمد حامد حسين، إذ يشغل منصب نائب (والي العراق)، الذي يشرف على مفاصل التنظيم كلها في العراق، بدءا من التجنيد والإدارة وصولاً للعمليات العسكرية.

أما القيادي الثاني، بحسب البيان فهو المكنى فهو “منصور أو أبوعلي التونسي، واسمه الحقيقي عمر بن سويح بن سالم قارة، ويشغل منصب ما يسمى أمير التصنيع والتطوير والملف الكيميائي، هذا مع مقتل المكنى “أبوهمام”، واسمه الحقيقي سعد محمد ناصر ويشغل منصب ما يسمى (والي الأنبار)”.

فيما قتلت القوة المنفذة للعملية ما يسمى المسؤول العسكري للتنظيم في الأنبار شاكر هراط النجدي، فضلاً عن مقتل المكنى أبوعبد جنوب أو أبوعبدالرحمن واسمه الحقيقي معمر مهدي خلف حسين ويشغل منصب ما يسمى (والي الجنوب)، مع مقتل المكنى وقاص واسمه الحقيقي علي رباح رجا، ويشغل منصب ما يسمى مسؤول التواصل، بالإضافة إلى مسؤول ملف الاقتصاد والأموال ولاية الأنبار”.

aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=

جزيرة ام اند امز

GB

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى