وداعا أحمد عدوية.. سلطان الأغنية الشعبية (بروفايل)
فارق الفنان المصري أحمد عدوية الحياة، مساء الأحد، عن عمر ناهز 79 عاماً، تاركاً إرثاً فنياً لا يُنسى.
أعلن الخبر ياسر عدوية، نجل شقيق الفنان، لوسائل الإعلام المحلية، وسط حزن عارم في الوسط الفني وبين عشاق الأغنية الشعبية.
في يوم 26 يونيو/ حزيران 1945، وُلد أحمد عدوية، أيقونة الغناء الشعبي المصري، ليبدأ رحلته الطويلة التي خلدت اسمه في قلوب الملايين.
نشأ في محافظة المنيا جنوب مصر، وسط أسرة كبيرة تعيش من تجارة المواشي. كان الابن الثالث عشر بين 14 أخاً وأختاً، وكان والده يصطحبه إلى المقاهي ليستمع إلى رواة السير الشعبية مثل “أبو زيد الهلالي” و”سيف بن ذي يزن”، مما أشعل بداخله شغفاً بالفن وألقى بظلاله على صوته الذي أنبأ بمستقبل لامع.
من أفراح القرية إلى شارع محمد علي
بدأ عدوية مشواره الفني في أفراح قريته، يردد أغاني محمد العزبي وشريفة فاضل. ومع نضوج موهبته، قرر أن يترك المنيا متجهاً إلى القاهرة، حيث أصبح شارع محمد علي محطته الأولى للاحتراف.
هناك، عمل في مقهى “الآلاتية”، وبدأ تعلم أصول العزف والغناء على يد أساتذة مثل محمد رشدي. وكانت أولى محطاته الكبرى حفل عيد زواج الفنانة شريفة فاضل، حيث استطاع أن يترك بصمته الأولى في عالم الفن.
“السح الدح إمبو” وولادة نجم
عام 1973 كان نقطة التحول في مسيرة أحمد عدوية أغنيته الشهيرة “السح الدح إمبو” التي حققت نجاحاً استثنائياً وجعلت اسمه يتردد في كل بيت مصري. ورغم الانتقادات التي وُجهت للأغنية ولأسلوبه الغنائي، إلا أنه استمر في تقديم أعمال ناجحة مثل “زحمة يا دنيا” و”سيب وأنا أسيب”.
تعاون أحمد مع نخبة من كبار الملحنين مثل بليغ حمدي وكمال الطويل وعمار الشريعي، وقدم كلمات لشعراء عظام أمثال عبد الرحمن الأبنودي ومأمون الشناوي. هذه الشراكات أثمرت أعمالاً خالدة، مع احتفاظ عدوية بأسلوبه المميز الذي دمج بين الأصالة والحداثة.
السينما بوابة شعبية جديدة
لم يقتصر نجاح عدوية على الغناء فقط، بل اقتحم عالم السينما، حيث شارك في أفلام بارزة مثل “حسن بيه الغلبان” و”البنات عايزة إيه”.
كان ظهوره في الأفلام إضافة نوعية، عززت شعبيته وزادت من انتشار أعماله بين الجمهور.
عودة متألقة رغم الغياب
بعد غياب طويل عن الساحة الفنية، عاد أحمد عدوية في 2010 بمشاركة ناجحة مع الفنان رامي عياش في أغنية “الناس الرايقة”، ليؤكد أن صوته لا يزال حاضراً في ذاكرة الفن المصري. تبعها دويتو آخر مع ابنه محمد عدوية، مما شكل رابطاً فنياً بين الأجيال.
حزن يظلل المسيرة
رغم نجاحاته الكبيرة، شهدت حياة أحمد عدوية لحظات حزينة. آخرها فقدان زوجته ورفيقة دربه في مايو/ أيار الماضي، مما جعله يغيب عن حضور جنازتها بسبب الصدمة، وتولى نجله محمد عدوية مراسم الجنازة والعزاء.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز