«وسيط السلام» يحذر.. سيناريو الحرب يتجدد في جنوب السودان

«إيغاد» المنظمة التي رعت اتفاق سلام أنهى الحرب الأهلية في دولة جنوب السودان، تدق جرس الإنذار مجددا محذرة من سيناريو لا يقل سوءا.
والأربعاء، حذرت “الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا” (إيغاد) من أن الاشتباكات الأخيرة في جنوب السودان تدفع البلاد أكثر “إلى حافة الحرب”.
وتعاني الدولة الفتية والفقيرة منذ تأسيسها من عدم استقرار سياسي وأمني، لكن المخاوف تصاعدت مؤخرا بعد اندلاع اشتباكات بين قوى تابعة لقادة البلاد.
وتأجج التوتر الأسبوع الماضي عندما تعرضت مروحية للأمم المتحدة لإطلاق نار، بينما كانت تحاول إنقاذ جنود في مقاطعة الناصر في شمال شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد القوة الأممية، إضافة إلى جنرال في جيش جنوب السودان.
وتعهد الرئيس سلفاكير ميارديت بعدم السماح بعودة البلاد إلى الحرب، لكنّ الاشتباكات هددت اتفاق تقاسم السلطة المبرم عام 2018، بوساطة “إيغاد”، والذي أنهى الحرب الأهلية بين قواته وقوات نائبه الأول ريك مشار.
وقالت “إيغاد” إن جولة العنف هي الأحدث في سلسلة من الحوادث “التي تدفع جنوب السودان أكثر إلى حافة الحرب”.
وقبل الهجوم على مروحية الأمم المتحدة، أشارت إلى أن نحو ستة آلاف مقاتل من “الجيش الأبيض” اجتاحوا مخيما عسكريا بالناصر في 4 مارس/آذار الجاري.
والجيش الأبيض يضم شبانا مسلحين من قبيلة النوير التي ينتمي إليها نائب الرئيس مشار.
وأضافت الهيئة أن الحوادث كانت بمثابة “مؤشر حاسم إلى أن الأمة عرضة للعنف”.
وقالت: “إذا تصاعد التوتر، فإن خطر العودة إلى الأعمال العدائية الواسعة النطاق يلوح في الأفق”، وحضت على وقف التصعيد وإنهاء الأعمال العدائية بين جميع الأطراف.
وتابعت: “جنوب السودان متوازن بشكل غير مستقر بين وعد السلام وخطر الحرب”.
والأحد، أمرت الولايات المتحدة جميع الموظفين غير الأساسيين في البلاد بالمغادرة، محذرة من أن “النزاع المسلح مستمر”.
وأعلن قائد الجيش الأوغندي الثلاثاء نشر قوات خاصة في جوبا لمساعدة الحكومة، لكن وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان مايكل ماكوي لويث نفى وجود قوات أوغندية.
وقالت وزارة الخارجية الأربعاء إن الوضع “هادئ وآمن”، مضيفة أن البلاد “مفتوحة وآمنة للزوار والمستثمرين وشركاء التنمية”.
تصاعد التوتر
قال دانيال أكيش، كبير محللي جنوب السودان في مجموعة الأزمات الدولية، إن الوضع “يمكن أن يمضي في أي من الاتجاهين” لكن “الأرجح أن يتصاعد”.
وأضاف أكيش لوكالة فرانس برس، أن هذا الوضع يمكن تلمسه في جميع أنحاء جنوب السودان، مع وجود العاصمة جوبا وولاية جونقلي كنقطي اشتعال محتملتين، لكن مقاطعة الناصر لا تزال موضع مخاوف.
وكان الناس يفرون بالفعل من المنطقة، وفقا لعضو في منظمة الإغاثة الدولية غير الحكومية في مركز للاجئين في رينك، وهي بلدة حدودية في ولاية أعالي النيل.
وقال “في الوقت نفسه، لا يزال هناك تدفق من العنف المستمر في السودان”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز