اخبار لايف

وعود ترامب.. خطة حاسمة لإعادة تشكيل المشهد الاقتصادي العالمي


تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتطبيق مجموعة واسعة من السياسات المثيرة للجدل خلال ولايته الثانية.

تتراوح الوعود بين إصلاحات في ملف الهجرة، وتعزيز الاقتصاد الأمريكي عبر سياسات تجارية صارمة، وإجراءات جذرية تتعلق بالمناخ وحقوق الإنسان، إذ تعكس رؤية ترامب لإحداث تغيير جذري في النهج الأمريكي الحالي سياسياً واجتماعياً، إذ يعتمد في تنفيذ خططه على سلطته الرئاسية والأوامر التنفيذية لتجاوز العقبات المحتملة.

سياسة الهجرة

تصدر ملف الهجرة برنامج ترامب الانتخابي، حيث أعلن عزمه تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، تستهدف 11 مليون مهاجر غير شرعي، مؤكداً أن هذه الإجراءات ستكون حاسمة لإعادة السيطرة على الحدود وحماية الأمن القومي.

وصف ترامب حق المواطنة بالولادة بأنه “سخيف”، متعهدا بإلغائه، على الرغم من أن هذا الحق منصوص عليه في التعديل الرابع عشر للدستور الأمريكي.

ولتحقيق هذه الأهداف يدرس ترامب إعلان حالة الطوارئ الوطنية، ما يتيح له تسخير موارد وزارة الدفاع (البنتاغون) لتنفيذ خططه.

كما تشمل الخطة تعديل السياسات المتعلقة بطلبات اللجوء، من خلال إنهاء العمل ببعض البرامج التي تسهل تقديم الطلبات، ومع ذلك يواجه هذا البرنامج تحديات قانونية كبرى، فضلا عن رفض محتمل من بعض الدول لاستقبال المرحلين.

الحروب الاقتصادية في الواجهة

وضع ترامب التجارة في قلب برنامجه الاقتصادي، حيث يخطط لفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على السلع المستوردة من المكسيك وكندا، وهما الشريكان التجاريان الأكبر للولايات المتحدة، حيث يرى أنهما فشلتا في وقف تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة، ما يبرر هذه الخطوة العقابية.

ولم يقتصر الأمر على الجيران الشماليين والجنوبيين، بل امتد إلى الصين، حيث تعهد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية، إلى جانب التعريفات الحالية المفروضة خلال ولايته الأولى، إذ يعتقد أنها مسؤولة عن تسهيل دخول المكونات الكيميائية التي تُستخدم في تصنيع الفنتانيل، ما يؤدي إلى تفاقم أزمة المخدرات في الولايات المتحدة.

ملف الكابيتول

أثار اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني 2021 جدلا واسعا، وها هو ترامب يعود ليعد بالعفو عن المتورطين في هذا الحدث إذا عاد إلى البيت الأبيض، إذ يصفهم بأنهم “رهائن” و”سجناء سياسيون”، مؤكدا عزمه إصدار “عفو كبير”.

ومع ذلك، لا تزال معايير هذا العفو غير واضحة، خاصة فيما يتعلق بمن تورطوا في أعمال عنف ضد قوات الأمن، حيث وُجهت اتهامات إلى أكثر من 1500 شخص بجرائم فيدرالية تتعلق بالهجوم، وحُكم على أكثر من 1100 شخص منهم.

السياسة الخارجية

يتبنى ترامب رؤية حاسمة لحل النزاعات الدولية، فقد حذر من اندلاع “جحيم في الشرق الأوسط” إذا لم تُطلق حركة حماس سراح الرهائن الإسرائيليين قبل تنصيبه، وبعد الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار، سارع إلى نسب الفضل لنفسه في هذا الإنجاز.

أما بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، فقد وعد ترامب بإنهائها “بسرعة”، دون أن يقدم تفاصيل دقيقة حول كيفية تحقيق ذلك، وبعد تصريحاته الصيفية بإنهاء الصراع “في 24 ساعة” عاد ليحدد جدولا زمنيا يمتد لبضعة أشهر.

المناخ والطاقة

في إطار معارضته سياسات المناخ التي تبنتها إدارة بايدن، تعهد ترامب بإطلاق حملة “الحفر، يا عزيزي، الحفر”، لتوسيع عمليات التنقيب عن النفط والغاز، كما يخطط لإلغاء الإعفاءات الضريبية التي تهدف إلى دعم السيارات الكهربائية والتحول إلى اقتصاد أخضر.

ويرغب ترامب أيضا في تعزيز عمليات الحفر البحري، وهو ما يتطلب دعم الكونغرس، خاصة في ظل الإجراءات التي اتخذتها إدارة بايدن لحماية مساحات واسعة من المحيط ومنع التنقيب فيها.

المتحولون جنسيا وقضايا العرق

أعلن ترامب بشكل واضح خططه لإنهاء “جنون المتحولين جنسياً”، متعهداً باتخاذ خطوات صارمة لإخراجهم من الجيش والمدارس، قائلا إنه سيصدر أوامر تنفيذية تقصر الاعتراف الحكومي على جنسين فقط: الذكر والأنثى.

كما تعهد بخفض التمويل الفيدرالي للمدارس التي تعتمد “نظرية العرق النقدية”، وهي منهجية أكاديمية تنظر إلى التاريخ الأمريكي من منظور عنصري، ويرى ترامب أن هذه النظرية تضر بالمجتمع وتزرع الانقسامات بين المواطنين.

وتعكس وعود ترامب الانتخابية رؤيته لإحداث تغييرات جذرية في الولايات المتحدة، إلا أنها تواجه تحديات قانونية، سياسية، ودستورية كبيرة، فبينما يعبر مؤيدوه عن حماستهم لتلك الوعود، يرى معارضوه أنها تهدد التوازن السياسي والاجتماعي في البلاد. وفي حال تحقيقها فإنها ستشكل ملامح جديدة للسياسات الأمريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

عودة ترامب إلى البيت الأبيض

من المقرر أن يؤدي ترامب اليمين الدستورية يوم الإثنين 20 يناير/كانون الثاني 2025، ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. 

ويُعد هذا التنصيب الثاني لترامب، ما يجعله أول رئيس أمريكي سابق يعود إلى منصبه بعد خسارته منذ 130 عاما، وثاني رئيس أمريكي يقضي فترتين غير متتاليتين، بعد جروفر كليفلاند، الرئيس الثاني والعشرين والرابع والعشرين للولايات المتحدة. 

وفي وقت سابق، أكد ترامب أنه سيوقع عددا قياسيا من المراسيم في يومه الأول بالبيت الأبيض، ما يشير إلى عزمه على تنفيذ جدول أعماله بسرعة. 

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى