اخبار لايف

وعود محدودة وفراغ أمني.. مأزق أوروبا في دعم أوكرانيا


وقف الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا ترك فراغا كبيرا في قدرة الحلفاء على تعويض النقص.


فعلى الرغم من كل ما حدث خلال الأسابيع الستة القصيرة منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم يتمكن قادة الاتحاد الأوروبي من تقديم أكثر من وعود محدودة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة طارئة عقدت في بروكسل يوم الخميس.

وفي حين توصلوا إلى خطط لتعزيز قطاع الدفاع في الاتحاد الأوروبي، فإنهم قد فشلوا في الاتفاق على أية التزامات جديدة لتعزيز موقف أوكرانيا في المستقبل القريب. وهو ما يُعتبر أمرًا بالغ الأهمية في ظل الأوضاع الحالية. وفق ما طالعته “العين الإخبارية” في صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية.

المجر تحلق خارج السرب

وتواجه أوكرانيا تحديات كبيرة بعد انقطاع المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية، حيث يزيد ترامب من الضغوط على زيلينسكي لإبرام اتفاق سلام سريع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقبل انعقاد القمة، أعرب دبلوماسيون من الدول الداعمة بقوة لأوكرانيا عن أملهم في أن تخرج القمة بتعهدات جديدة لتعزيز موقف كييف.

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قبل القمة الاستثنائية: “يتعين علينا دعم أوكرانيا الآن أكثر من أي وقت مضى”.

لكن بعد 10 ساعات من المفاوضات، ورغم الترحيب العلني بزيلينسكي — الذي تحدث إلى الصحفيين برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا — اقتصرت النتائج النهائية على الجهود الجماعية لبناء قطاع دفاع أوروبي موحد.

أما الجزء الخاص بأوكرانيا، فلم يحظَ بموافقة جميع الأعضاء الـ27 بسبب معارضة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي لم يخفِ دعمه لبوتين وأعلن معارضته للبيان قبل انعقاد القمة، وتمسك بموقفه.

وقال المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتز: “لقد فعل ذلك من قبل، ولم يهز ذلك الاتحاد الأوروبي”.

بدون المجر، وقعت 26 دولة على بيان يدعو إلى وضع خطوط حمراء لمفاوضات السلام المستقبلية، ويطالب بانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، مع تعهد بتقديم مساعدات عسكرية مستقبلية دون تحديد أهداف محددة.

الرئيس الأوكراني يحضر قمة بروكسل

ودافع دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، عن خطط الاتحاد الأوروبي لزيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا.

ووفق الدبلوماسي، سيستمر العمل على حِزم الأسلحة المستقبلية كجزء من تحالف من الراغبين، بما في ذلك الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مثل المملكة المتحدة.

قبل الاجتماع، حاولت كالاس حشد دول الاتحاد الأوروبي حول جهد لتوفير ما لا يقل عن 20 مليار يورو من المساعدات العسكرية لتسليمها إلى أوكرانيا خلال عام 2025، بحسب دبلوماسيين.

ومع ذلك، على الرغم من المحادثات المكثفة بين الدبلوماسيين، فشلت هذه الجهود في كسب الدعم بالإجماع.

السلام من خلال القوة

 زيلينسكي الذي ارتدى زيه الأسود المميز، لم يكن مقصرا في عرض احتياجات بلاده، خلال القمة، حيث قدم قائمة بالاحتياجات العاجلة خلال خطابه.

ودعا أوروبا إلى “تسريع” العمل على توفير أدوات مالية لدعم الجيش الأوكراني. كما طالب بفرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، وحث الاتحاد الأوروبي على المضي قدما في خطط انضمام أوكرانيا بحلول عام 2030.

وجاء في البيان الذي وقعه 26 زعيما: “تحقيق السلام من خلال القوة يتطلب أن تكون أوكرانيا في أقوى موقف ممكن، مع تعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية. ويظل الاتحاد الأوروبي ملتزما، بالتنسيق مع الشركاء والحلفاء، بتقديم دعم سياسي ومالي وعسكري ودبلوماسي متزايد لأوكرانيا وشعبها”.

السؤال الأكبر

لكن السؤال الأكبر الذي يلوح في الأفق هو ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قادرا على تعويض انقطاع المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية.

سؤالٌ طرحه رئيس الوزراء الإستوني كريستين ميكال هذا السؤال خلال المناقشات المغلقة: “هل يمكننا المضي قدما بمفردنا؟”

الجواب كان صمتا مطبقا.بحسب “بوليتيكو”.

منذ بداية الحرب قبل ثلاث سنوات، قدمت دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة مساعدات مالية وعسكرية لأوكرانيا تفوق ما قدمته الولايات المتحدة. وفق المصدر نفسه.

ومن المقرر أن تستمر هذه المساعدات في الأشهر المقبلة، مع تخصيص حوالي 30 مليار يورو كمساعدات مالية لعام 2025 عبر قروض مضمونة بالأصول الروسية المجمدة.

لكن انتهاء الدعم العسكري الأمريكي يترك فراغا كبيرا في قدرة الحلفاء على دعم أوكرانيا، خاصة في مجالات الاستخبارات وتوجيه الأسلحة الدقيقة.

وقال الكولونيل فيليب إنغرام، ضابط الاستخبارات البريطاني السابق لصحيفة بوليتيكو: “انتهاء تبادل الاستخبارات أمر بالغ الخطورة لأوكرانيا، حيث ستفقد القدرة على تحديد الأهداف للصواريخ بعيدة المدى، وكذلك اعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة القادمة”.

مضيفا “دول الاتحاد الأوروبي تفتقر إلى القدرات الاستخباراتية الاستراتيجية لأنها تركز على شؤونها الداخلية، وتعتمد بشكل كامل على الناتو”.

الرئيس الأوكراني يحضر قمة بروكسل

الأولوية الأوروبية

في نهاية المطاف، كان تجنب فقدان الضمان الأمني الأمريكي هو الأولوية القصوى لقادة الاتحاد الأوروبي. بينما جاء تعزيز موقف أوكرانيا على ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات في المرتبة الثانية، كما يتضح من الوقت الذي قضوه في مناقشة أوكرانيا مقارنة بمناقشات الدفاع.

استمرت مناقشات الدفاع لمعظم الساعات العشر، حيث اختلف القادة حول كيفية تمويل تعزيز دفاعي بقيمة 800 مليار يورو، ونسبة الإنفاق على مصادر أوروبية مقابل غير أوروبية.

أما مناقشات أوكرانيا، فلم تستغرق سوى 15 دقيقة، وفقا لدبلوماسي أوروبي. وهذا يلخص كل شيء.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى