وفاة أوسامو سوزوكي.. الأب الروحي للسيارات الصغيرة وملك «خفض التكاليف»
توفي أوسامو سوزوكي، الرجل المبتكر الذي قاد شركة سوزوكي موتور اليابانية لأكثر من أربعة عقود عن عمر يناهز 94 عامًا بسبب سرطان في الغدد الليمفاوية.
وفي حياته المهنية، تميز الرجل الذي قاد سوزوكي لسنوات بتفكيره الاقتصادي في كل شئ، فكان يخفض أسقف المصانع لتوفير تكاليف تكييف الهواء، ويسافر في الدرجة الاقتصادية لضغط المصاريف.
ولد سوزوكي في 30 يناير/كانون الثاني 1930 باسم أوسامو ماتسودا، وعمل في مجال الخدمات المصرفية بعد تخرجه من كلية الحقوق بجامعة تشو في طوكيو.
لاحقا انضم أوسامو إلى شركة سوزوكي موتور، التي يقع مقرها في مدينة هاماماتسو بوسط اليابان، وفي عام 1958 عندما تزوج ابنة رئيس الشركة آنذاك شونزو سوزوكي، الذي ينتمي إلى العائلة المؤسسة للشركة، وكما هي العادة في مثل هذه المواقف، اتخذ اسم عائلة زوجته.
لعب أوسامو دورًا رئيسيًا في تحويل الهند إلى سوق مزدهرة لسيارات سوزوكي، وكان دوما يقول إنه سيقود الشركة “إلى الأبد” أو “إلى يوم وفاتي”.
تحت قيادة سوزوكي، نمت مبيعات الشركة بأكثر من عشرة أضعاف لتصل إلى 3 تريليونات ين (19 مليار دولار) في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
إنقاذ وتعاون مع تويوتا
في سبعينيات القرن الماضي، نجح سوزوكي في إنقاذ الشركة من حافة الانهيار بإقناع شركة تويوتا بتزويدها بمحركات تلبي ضوابط الانبعاثات الجديدة، وكانت سوزوكي موتور لم تطورها بعد.
تلا ذلك المزيد من النجاح مع إطلاق سيارة ألتو الصغيرة عام 1979، والتي حققت نجاحًا هائلاً، ما عزز قوة شركة صناعة السيارات التفاوضية عندما ارتبطت بشركة جنرال موتورز عام 1981.
آنذاك قال سوزوكي إن”تصنيع منتجات عالية الجودة ومنخفضة السعر هو أساس التصنيع. لا يمكننا خفض التكاليف أثناء الجلوس في مكاتب الرئيس أو رئيس مجلس الإدارة، لذلك يجب أن أكون في المصنع لفهم العمل والحصول على أفكار”.
الاستثمار في الهند
لاحقا، اتخذ سوزوكي قرارا محفوفا بالمخاطر، عندما قرر استثمار ما يعادل أرباح الشركة في عام لبناء شركة تصنيع سيارات في الهند.
في هذا الوقت، كانت الهند دولة بعيدة عن صناعة السيارات حيث كانت المبيعات السنوية أقل من 40 ألف سيارة، لكن سوزوكي كان يريد أن يكون “رقم واحد”.
وقتها، كانت الحكومة الهندية قد أممت للتو شركة ماروتي، التي تأسست في عام 1971 كمشروع مفضل لسانغاي غاندي، نجل رئيسة الوزراء آنذاك إنديرا غاندي، لإنتاج “سيارة شعبية” بأسعار معقولة مصنوعة في الهند.
ماروتي كانت تحتاج شريك أجنبي، لكن التعاون المبكر مع رينو فشل لأن السيارة السيدان كانت باهظة الثمن وغير موفرة للوقود بما يكفي للاحتياجات المحلية.
بعد ذلك طرق فريق ماروتي العديد من أبواب العلامات التجارية مثل فيات وسوبارو و حتى سوزوكي موتور، ولاقى رفضا على نطاق واسع، ولم تنشأ الشراكة إلا بعد أن رأى مدير سوزوكي موتور في الهند مقالاً صحفيًا عن صفقة ماروتي المحتملة مع منافستها اليابانية للسيارات الصغيرة دايهاتسو، وبعدها وقعت سوزوكي على الشراكة.
تم إطلاق أول سيارة، ماروتي هاتشباك التي تشبه ألتو، في عام 1983، وحققت نجاحًا فوريًا.
اليوم، لا تزال ماروتي سوزوكي، التي تمتلك سوزوكي حصة الأغلبية فيها، تسيطر على ما يقرب من 40% من سوق السيارات في الهند.
قيادة حتى النهاية
سلم سوزوكي، الذي كان يقول دوما إن الغولف والعمل هما مفتاح صحته، قيادة الشركة لابنه توشيهيرو في عام 2016، وظل رئيسًا لمدة خمس سنوات أخرى حتى بلغ من العمر 91 عامًا، واحتفظ بدور استشاري حتى النهاية.
ومنذ العام 2016، عززت الشركة علاقاتها مع أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم تويوتا، التي استحوذت على حصة 5% في سوزوكي موتور عام 2019. وستزود ماروتي سوزوكي تويوتا بالسيارات الكهربائية اعتبارًا من العام المقبل.
وقال أكيو تويودا، رئيس مجلس إدارة تويوتا، في بيان يوم الجمعة، تكريمًا لسوزوكي باعتباره رائدًا في مجال المركبات الصغيرة: “بالنسبة لي، كان أكثر من مجرد قائد أعمال يحظى بالإعجاب: كان بمثابة الأب”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز