10 مؤشرات خطيرة في تقرير حالة المناخ 2023.. البشرية في طريقها للمجهول
كشف تقرير دولي أن 2023 حطم الأرقام القياسية لارتفاع درجة حرارة السطح والمحيطات والغلاف الجوي وسطح البحر وذوبان الجليد.
وقد أصدر مركز Carbon Summary، المتخصص في تحليل البيانات المناخية، تقريرًا مطولًا بشأن حالة المناخ في 2023، شمل 10 نتائج رئيسة، تؤكد جميعها أن العام الماضي كان استثنائيًا في كافة الجوانب المتعلقة بالاحترار العالمي.
واعتمد التقرير على أحدث البيانات الصادرة عن الجهات العالمية المتخصصة في المحيطات والغلاف الجوي والغلاف الجليدي ودرجة حرارة سطح الكوكب.
1- درجات الحرارة السطحية العالمية
كان 2023 هو الأكثر دفئًا على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة في منتصف القرن التاسع عشر، بفارق كبير عن عام 2016، صاحب الرقم القياسي السابق.
على مدار العام، تراوح ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بين 1.34 درجة مئوية و1.54 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، عبر مجموعات بيانات درجات الحرارة المختلفة.
تجاوزت درجات الحرارة السطحية العالمية، في عام 2023، الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2016، بما يتراوح بين 0.14 درجة مئوية و0.17 درجة مئوية عبر مجموعات بيانات مختلفة لدرجة حرارة السطح.
2- درجات الحرارة الشهرية الاستثنائية
في حين أن عام 2023 ككل كان دافئًا بشكل استثنائي، إلا أنه بدأ بشكل أكثر برودة، ولم تسجل الأشهر القليلة الأولى من العام أي أرقام قياسية جديدة.
مع ذلك، اعتبارًا من شهر يونيو/حزيران فصاعدًا، كان كل شهر أكثر دفئًا من نفس الشهر في أي عام سابق منذ بدء السجلات.
كان شهر سبتمبر/أيلول “مثيرًا للدهشة” بشكل خاص؛ حيث حطم الرقم القياسي السابق لشهر سبتمبر بمقدار 0.5 درجة مئوية.
3- الأكثر دفئاً للمحيطات
لأول مرة في 2023، يرتفع متوسط درجات حرارة سطح المحيطات العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
تحبس الغازات الدفيئة المنبعثة من نشاط الإنسان حرارة إضافية في الغلاف الجوي، ورغم أن بعض هذه الكمية من الحرارة تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض، إلا أن الغالبية العظمى منها -حوالي 93%- تذهب إلى المحيطات.
يتراكم نحو ثلثي هذه الكمية في الـ700 متر العليا من المحيطات، لكن ينتهي بعضها أيضًا في أعماق المحيطات.
كان العام الماضي أيضًا هو الأكثر دفئًا على الإطلاق بالنسبة للمحتوى الحراري للمحيطات، والذي زاد بشكل ملحوظ بين عامي 2022 و2023.
تبلغ الزيادة الحرارية في عام 2023 وحده مقارنة بعام 2021، حوالي 15 زيتاغول، أي 25 ضعف إجمالي الطاقة التي تنتجها جميع الأنشطة البشرية على الأرض في عام 2021.
بشكل عام، زاد المحتوى الحراري للمحيطات بنحو 473 زيتاغول (مليار تريليون غول) منذ الأربعينيات.
4- الاحتباس الحراري الإقليمي
في حين أن التغطية الإعلامية لدرجات الحرارة لعام 2023 ركزت إلى حد كبير على المتوسط العالمي، إلا أن العديد من المناطق المختلفة من الكوكب عانت بشكل خاص من الظواهر المناخية المتطرفة.
كان 2023 هو الأكثر دفئاً على الإطلاق في 77 دولة، بما في ذلك الصين والبرازيل والنمسا وبنغلاديش وألمانيا واليونان وإيرلندا واليابان والمكسيك وهولندا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا.
يعيش في هذه المناطق ما يقرب من 2.3 مليار شخص، أي حوالي 29% من سكان الأرض.
بشكل عام، سجل حوالي 17% من الكوكب رقمًا قياسيًا جديدًا فيما يتعلق بدرجات الحرارة على المستوى الوطني، بما في ذلك 23% من اليابسة و14% من المحيط.
كما لم يشهد أي موقع على الكوكب درجات حرارة باردة قياسية طوال العام بأكمله.
5- ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي
كان 2023 العام الأكثر دفئاً في طبقة التروبوسفير السفلى، الجزء الأدنى من الغلاف الجوي، مما يعني أن طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي العلوي تبرد بشكل استثنائي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الحرارة المحبوسة في الغلاف الجوي السفلي بسبب الغازات الدفيئة.
ظلت طبقة الستراتوسفير تبرد على مدى العقود القليلة الماضية في بصمة واضحة للغازات الدفيئة البشرية، التي تعمل على تدفئة الجزء السفلي من الغلاف الجوي عن طريق حبس الحرارة، بينما تبرد الغلاف الجوي العلوي مع هروب كمية أقل من الحرارة.
6- تقلص الأنهار والصفائح الجليدية والجليد البحري
وصل فقدان الجليد التراكمي من الأنهار الجليدية في العالم ومن الغطاء الجليدي في غرينلاند إلى مستوى قياسي جديد في عام 2023، مما ساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر.
كان عام 2023 هو العام السابع والعشرون على التوالي الذي فقدت فيه غرينلاند الجليد بشكل عام؛ حيث فقدت 196 غيغا طن من الجليد على مدار 12 شهرًا من سبتمبر/أيلول 2022 إلى أغسطس/آب 2023، وشهدت غرينلاند آخر مرة زيادة صافية سنوية في الجليد في عام 1996.
على جانب أخر، شهد الجليد البحري في القطب الشمالي سادس أدنى مستوى له على الإطلاق خلال الصيف، في حين شهد الجليد البحري في القطب الجنوبي نطاقًا منخفضًا قياسيًا جديدًا طوال العام تقريبًا، معظمه بهامش كبير بشكل استثنائي.
كان الجليد البحري في القطب الشمالي عند الحد الأدنى من النطاق التاريخي (1979-2010) لمعظم عام 2023، لكنه لم يسجل أي أرقام قياسية جديدة على الإطلاق باستثناء بضعة أيام فردية في فبراير/شباط ومارس/آذار.
من ناحية أخرى، شهد الجليد البحري في القطب الجنوبي مستويات منخفضة قياسية جديدة طوال العام تقريبًا، باستثناء فترات أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول من العام، محطما الأرقام القياسية السابقة بهامش كبير.
7- ارتفاع مستوى سطح البحر
وصل ارتفاع سطح البحر إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2023، مع تسارع ملحوظ على مدى العقود الثلاثة الماضية.
بشكل عام، ارتفعت مستويات سطح البحر في العصر الحديث إلى مستوى قياسي، وذلك بسبب مزيج من ذوبان الجليد الأرضي، مثل الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية، والتمدد الحراري للمياه مع ارتفاع درجة حرارتها، والتغيرات في تخزين المياه الأرضية.
في السنوات الأخيرة، ساهم ذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية بشكل أكبر في ارتفاع مستوى سطح البحر، لأن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تسريع فقدان الصفائح الجليدية في جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية .
ارتفعت مستويات سطح البحر بأكثر من 0.2 متر منذ عام 1900، تسارع ارتفاع مستوى سطح البحر منذ أوائل التسعينيات بشكل ملحوظ.
8- غازات الدفيئة
وصلت تركيزات غازات الدفيئة إلى مستوى مرتفع جديد في عام 2023، مدفوعة بالانبعاثات البشرية الناجمة عن الوقود الأحفوري واستخدام الأراضي والزراعة.
هناك ثلاثة غازات دفيئة، مسؤولة عن الجزء الأكبر من الحرارة الإضافية التي تحتجزها الأنشطة البشرية، ثاني أكسيد الكربون، والميثان وأكسيد النيتروز.
يُعَد ثاني أكسيد الكربون العامل الأكبر على الإطلاق، فهو يمثل ما يقرب من 42% من الزيادة في درجات حرارة سطح الأرض منذ عصر ما قبل الصناعة (1850-1900).
يشكل الميثان 28%، في حين يمثل أكسيد النيتروز حوالي 5%، أما الـ 25% المتبقية فتأتي من عوامل أخرى بما في ذلك أول أكسيد الكربون والكربون الأسود والهالوكربونات.
بشكل عام، أدت الانبعاثات البشرية من الغازات الدفيئة إلى زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي إلى أعلى مستوياتها منذ بضعة ملايين من السنين على الأقل، إن لم يكن أطول.
9- المقارنة مع توقعات العلماء والنماذج المناخية
كان عام 2023 أكثر دفئاً بكثير مما توقعه العلماء في بداية العام، ولا تزال هناك أسئلة مفتوحة حول العوامل المحددة التي أدت إلى الدفء الاستثنائي.
حتى ظاهرة النينيو، المتهم المعتاد وراء السنوات الدافئة القياسية، لا تفسر بوضوح ارتفاع درجات الحرارة في عام 2023.
على جانب أخر، جاءت الملاحظات لعام 2023 أعلى من التقدير المركزي لتوقعات النماذج المناخية الواردة في تقرير التقييم السادس الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، ولكنها تقع ضمن نطاق النموذج.
توفر النماذج المناخية تقديرات قائمة على الفيزياء للاحترار المستقبلي في ضوء افتراضات مختلفة حول الانبعاثات المستقبلية وتركيزات غازات الدفيئة والعوامل الأخرى المؤثرة على المناخ .
بفحص مجموعة من النماذج المناخية، المعروفة باسم CMIP6، والمستخدمة في التقرير العلمي لعام 2021 للتقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، نجد أن توقعات النماذج لدرجات حرارة في 2023 متطابقة تقريباً مع الاحترار الذي حدث بالفعل.
يعطي ذلك مصداقية كبيرة للنماذج المناخية التي تتوقع نتائج كارثية للاحترار العالمي في حال لم تلتزم الدول بأهداف اتفاق باريس، وأبرزها هدف الحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
10- التطلع إلى عام 2024:
تشير التوقعات الصادرة عن مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة ووكالة ناسا، إلى أن متوسط درجات الحرارة السطحية العالمية في عام 2024 سيكون أكثر دفئاً قليلاً من عام 2023 وقد يسجل رقمًا قياسيًا جديدًا على الإطلاق.
ومع ذلك، لا يزال هناك قدر كبير من عدم اليقين بالنظر إلى مدى الدفء الاستثنائي وغير المتوقع في عام 2023، مما يشير إلى أن ظاهرة النينيو ربما تتصرف بشكل مختلف، مع استجابة درجات الحرارة السطحية العالمية بسرعة أكبر مما كانت عليه في الماضي.
إذا كان هذا هو الحال، فإن عام 2024 لن يتبع بالضرورة نمط أحداث النينيو الماضية، ومن غير المرجح أن يكون أكثر دفئا بشكل كبير من عام 2023.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA=
جزيرة ام اند امز