130 ضعف ترسانة العالم النووية.. اصطدام قديم بالقمر يكشف أسرار مذهلة
كشفت دراسة حديثة أن اصطدام كويكب ضخم بالقمر قبل 3.8 مليار عام أدى إلى تكوين وديان عملاقة على الجانب البعيد من القمر.
وفرت الدراسة معلومات قيمة للعلماء ولوكالة ناسا، التي تخطط لإنزال رواد فضاء عند القطب الجنوبي على الجانب القريب من القمر، وهو منطقة لم تتأثر بهذا الاصطدام وتحتوي على صخور قديمة بحالتها الأصلية.
استخدم فريق من العلماء الأميركيين والبريطانيين بيانات وصورا من مركبة “مستكشف القمر المداري”، التابعة لناسا لرسم خرائط المنطقة وحساب مسار الحطام الذي شكل هذه الوديان، ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة “نيتشر كومينيكيشنز”.
ووفقًا للباحثين، فإن الكويكب عبر فوق القطب الجنوبي للقمر قبل الاصطدام، محدثا حوضا هائلا وأطلق تيارات من الصخور بسرعات تقترب من 1 كيلومتر في الثانية، مما أدى إلى حفر وديان بحجم غراند كانيون في أقل من 10 دقائق، وهو ما يُعد زمنا قياسيا مقارنةً بملايين السنين التي استغرقها تشكل غراند كانيون على الأرض.
ويقول ديفيد كرينغ، الباحث الرئيسي في الدراسة من معهد الكواكب والقمر في هيوستن:”كان هذا حدثا جيولوجيا عنيفا للغاية.”
ووفقا للتقديرات، كان قطر الكويكب حوالي 25 كيلومترا، وكانت الطاقة الناجمة عن الاصطدام تفوق القوة الإجمالية لجميع الأسلحة النووية الموجودة في العالم حاليا بأكثر من 130 مرة.
أثر مهم لمهام ناسا القمرية
لاحظ العلماء أن معظم الحطام المتطاير من الاصطدام اتجه بعيدا عن القطب الجنوبي، مما يعني أن المنطقة المستهدفة لاستكشاف ناسا حول القطب الجنوبي القمري لم تُدفن تحت هذا الحطام، وهذا يُعد خبرا سارا لبرنامج أرتميس التابع لناسا، حيث ستبقى الصخور القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 4 مليارات عام مكشوفة، مما يمنح العلماء فرصة لدراستها لفهم أصل القمر وتاريخ الأرض المبكر.
ولا يزال العلماء غير متأكدين مما إذا كانت هذه الوديان في مناطق مظللة دائما مثل بعض الفوهات القريبة من القطب الجنوبي، حيث يُعتقد أنها تحتوي على كميات كبيرة من الجليد يمكن استخدامها في المستقبل كمصدر للمياه ولإنتاج الوقود الصاروخي.
يأتي هذا الاكتشاف في وقت تستعد فيه ناسا لإعادة رواد الفضاء إلى سطح القمر ضمن برنامج أرتميس، حيث من المقرر إرسال بعثة مأهولة للدوران حول القمر العام المقبل، تليها أول هبوط بشري منذ عصر أبولو بعد أكثر من 50 عاما.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز