21 عامًا من الحب والصراع تنتهي بمأساة داخل شقة في مصر الجديدة
كانت البداية قبل 21 عامًا، حين التقى هيثم وياسمين في لحظة بدت وكأنها انطلاقة لقصة حب أبدية. شاب مصري في مقتبل حياته، وفتاة عربية تحمل أحلامًا واسعة، جمعهما القدر ليعيشا معًا رحلة استمرت أكثر من عقدين.
علاقة جمعت بين الحب والصراع، وتخللتها لحظات من السعادة، لكنها لم تخلو من العواصف التي عصفت بها، لتنتهي بمأساة مأساوية داخل شقة صغيرة في مصر الجديدة.
على مدار السنوات، تحول الحب الذي جمعهما إلى صراع مرير مع الواقع. كان هيثم، في العقد الرابع من عمره، يعاني من إدمان مخدر “الآيس”، الذي غير حياته وحطم استقراره.
حاولت ياسمين، في الثلاثينيات من عمرها، أن تصمد أمام تلك العاصفة. عادت إلى مصر مؤخرًا بعد سنوات من الإقامة بالخارج، ربما على أمل إنقاذ زواجهما، لكن الخلافات تصاعدت مع إدمان الزوج الذي ألقى بظلاله على كل لحظة جمعتهما.
في ذلك اليوم المشؤوم، كان هيثم تحت تأثير المخدرات، واشتدت بينهما مشادة أخرى، لكنها لم تكن كغيرها من المشادات التي اعتادها الجيران. انفجر الغضب المكتوم بداخله ليخنق ياسمين حتى فارقت الحياة.
لحظات قليلة بعدها، وكأن الندم قد التهمه، قرر إنهاء حياته أيضًا، وشنق نفسه بجوار جثمان زوجته، لينهي قصة حب بدأت قبل عقدين بمشهد مأساوي.
وفقًا لشهادات الجيران، كانت الخلافات بين الزوجين تزداد حدّة في الشهور الأخيرة. على الرغم من استمرارهما في العيش تحت سقف واحد، كانت الصراعات واضحة ومؤلمة، الجميع كان يتحدث عن تأثير الإدمان الذي سيطر على هيثم، وكيف قاد حياتهما إلى طريق مسدود.
عندما وصلت قوات الأمن إلى الشقة، كان المشهد صادمًا، ياسمين ممدة على الأرض وعليها آثار خنق وسحجات حول الرقبة، بينما كان هيثم معلقًا بحبل في سقف الغرفة. أظهرت المعاينات أن أبواب الشقة ونوافذها سليمة، ولم يكن هناك أي دليل على دخول أحد غريب، كاميرات المراقبة أكدت أن الزوجين كانا وحدهما لحظة وقوع الحادث.
مع استكمال التحقيقات، تسلمت سفارة الدولة التي تنتمي إليها ياسمين جثمانها من مشرحة زينهم، حيث تم اتخاذ الإجراءات لنقلها ودفنها في وطنها. فيما أثبتت تقارير الطب الشرعي أن الواقعة نتجت عن الخنق والانتحار، لتغلق النيابة القضية على أنها مأساة أسرية بدأت بالحب وانتهت بالموت.