8 تحديات أمام ساكن قصر بعبدا الجديد
مع انتخابه رئيسًا للبنان، قفزت على طاولة جوزيف عون، العديد من التحديات، التي تستدعي كثيرًا من الجهد، لتنفيذ وعوده لمواطنيه.
وبحسب خبراء استطلعت «العين الإخبارية» آراءهم، فإن الرئيس عون أمامه مجموعة من التحديات الأمنية والسياسية والأمنية الكبيرة، أبرزها تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والتنفيذ الكامل للقرار الدولي 1701، وحصر السلاح بيد الجيش.
كما رأى هؤلاء الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ”العين الإخبارية” أنه من بين التحديات الكبيرة، تشكيل حكومة قوية، ودفع عجلة الاقتصاد للأمام، بعد سنوات من الانهيار والعمل على تحقيق الإصلاحات الجذرية لاستعادة السيادة الوطنية في ظل نفوذ الدويلة.
فيما اعتبروا في الوقت ذاته أن الدعم العربي والدولي الذي يحظى به عون باعتباره شخصية حيادية وإصلاحية، سيسهم بشكل كبير في تعزيز قدرته على مواجهة التحديات المختلفة، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
والخميس، انتخب البرلمان اللبناني قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية، بعد فوزه بتأييد 99 نائبا من إجمالي عدد النواب البالغ 128 الذين شاركوا في العملية الانتخابية.
الحكومة وتنفيذ القرار 1701
الدكتور خالد عزي المحلل السياسي اللبناني، قال لـ”العين الإخبارية”، إن أبرز التحديات أمام الرئيس الجديد هي تشكيل الحكومة، وما إذا كانت ستكون حكومة تكنوقراط أم سياسيين، وبرنامجها، ودور حزب الله فيها وحجم تمثيله، إضافة إلى العمل على منع الفلتان الأمني، وحصر السلاح بيد الدولة.
وأضاف أنه من بين التحديات -كذلك-، التنفيذ العملي الكامل للقرار الدولي 1701 الذي لا يمكن تعديله أو تأجيله، ويتعلق بانتشار الجيش جنوبا وانسحاب حزب الله من المنطقة التي تقع جنوب نهر الليطاني، والعمل على تنفيذ القرار 1559 المتعلق بتجريد كل الجماعات اللبنانية من سلاحها ، إضافة إلى تنفيذ القرار 1680 الخاص برسم الحدود المتنازع عليها بين لبنان وسوريا.
واعتبر أنه يجب العمل -أيضا- على القيام بإصلاحات مُلحة لدفع عجلة الاقتصاد، ووقف التدهور الاقتصادي، وتدهور الليرة اللبنانية ومواجهة انتشار الفساد وأزمة الودائع المصرفية، مع وجود ودائع مالية لمواطنين ما زالت محتجزة.
لكن المحلل السياسي اللبناني، اعتبر أن بلاده وفي ظل الدعم العربي والدولي الحالي، أمام فرصة كبيرة لاستعادة الاقتصاد عافيته تدريجيا، وفتح المجال أمام الاستثمارات، ورفع القيود الكثيرة عليه.
إشكالية سوريا وانسحاب إسرائيل
من جانبه، قال الدكتور نضال السبع المحلل السياسي اللبناني، لـ”العين الإخبارية”، إن هناك تحديات أمنية وسياسية واقتصادية أمام الرئيس جوزيف عون.
وأوضح أن عدم الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عقب انتهاء هدنة الستين يوما، سيكون تحديا يواجه عون، خاصة إذا ما استمرت الخروقات الإسرائيلية، إضافة إلى ضرورة العمل سريعا على إزالة أي معوقات أمام إعادة الإعمار بعد الحرب الإسرائيلية التي دمرت أجزاء في الجنوب وشرق لبنان.
ووفقا للمحلل السياسي ذاته، فإن ترتيب علاقة لبنان بسوريا والتفاهم مع الإدارة الجديدة في دمشق، وإعادة اللاجئين السوريين، هو تحدٍ آخر أمام الساكن الجديد لقصر بعبدا.
وقال السبع إن “علاقة عون مع حزب الله ليست جيدة خاصة بعد فشل الحزب في فرض مرشحه للرئاسة سليمان فرنجية، وهناك تفاهمات بحكم الأمر الواقع، تحمل أكثر من عنوان بينها تشكيل الحكومة وإعادة الإعمار”.
تحديات مصيرية
وذهب الدكتور جورج علم، المحلل السياسي اللبناني، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، إلى أن التحديات التي يواجهها لبنان خلال عهد الرئيس جوزيف عون تعد مصيرية.
وقال: “كما بدا لافتا في كلمة عون بمجلس النواب، فإن الجميع سيكون تحت سقف الدولة، وبالتالي لن يكون هناك دويلة في لبنان، إضافة إلى التطرق إلى الاستراتيجية الوطنية الدفاعية التي ستعتمد خلال ولايته، وعدم وجود سلاح خارج إطار المؤسسات الشرعية”.
وأضاف: “ما يمكن التأكيد عليه هو أن الوحدة الوطنية في العهد الجديد ستشكل حجر الزاوية، خاصة علاقة حزب الله بالدولة اللبنانية وبالحكومة وبالمؤسسات الرسمية”.
وفي ظل ولاية عون، توقع علم، فتح صفحة جديدة في لبنان ما بين حزب الله، وبين الدولة اللبنانية، إذا التزم الحزب بالعودة تحت سقف الدولة”.
وفي خطابه أمام مجلس النواب الخميس، تعهد الرئيس اللبناني الجديد بـ”العمل على تأكيد حق الدولة في “احتكار حمل السلاح”، قائلا في خطاب القسم الذي تلى أداءه اليمين الدستورية بمقر البرلمان: “اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان”.
وأضاف: “لا تدخل في القضاء، لا للحروب، لا للتفجيرات، لا للمحسوبيات، لا حصانات لأي مجرم أو فاسد”.
ودعا عون إلى “تغيير الأداء السياسي”، وبناء وطن يكون الجميع فيه “تحت سقف القانون والقضاء”، متابعا: “عهدي إلى اللبنانيين أينما كانوا، وليسمع العالم كله، اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز