اليمين المتطرف وانتخابات أوروبا.. فوز متوقع ومكاسب داخلية كبرى
مع اقتراب انتخابات البرلمان الأوروبي، المقررة الشهر المقبل، يتجه اليمين المتطرف للفوز بعدد كبير من المقاعد إلا أن المكاسب الأكبر ستكون داخل العواصم الأوروبية مع تعزيز نفوذ الأحزاب القومية.
ووفقا لاستطلاعات الرأي فإن الأحزاب المحافظة اليمينية المتطرفة والمتشددة قد تحتل المركز الأول في تسع دول أوروبية بما في ذلك النمسا وفرنسا وهولندا والمرتبة الثانية أو الثالثة في تسع دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا وإسبانيا والبرتغال والسويد.
وأثار الصعود المتوقع لتحالف “الهوية والديمقراطية” اليميني المتطرف وتحالف المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين التكهنات بشأن تحول حاد نحو اليمين داخل البرلمان الأوروبي الأمر الذي قد يعرض مشروعات الاتحاد الأوروبي للخطر وفقا لما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها.
ويتجه تحالف الهوية الوطنية للفوز بنسبة تتراوح ما بين 59 و85 مقعدا ويضم التحالف أحزاب التجمع الوطني الفرنسي بزعامة مارين لوبان وحزب الرابطة الإيطالي بزعامة ماتيو سالفيني وحزب البديل من أجل ألمانيا وحزب الحرية النمساوي وحزب فلامس بيلانج البلجيكي.
أما تحالف الإصلاحيين والمحافظين” فيتجه للفوز بنحو 75 مقعدا ويضم التحالف حزب إخوان إيطاليا بزعامة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، وحزب القانون والعدالة البولندي، وحزب فوكس الإسباني، والحزب الفنلندي، والديمقراطيين السويديين.
ومع ذلك، يرى المحللون أن هذه المكاسب لن تحدث فارقا فوريا كبيرا في عمل البرلمان الذي يعد واحدا من المؤسسات الأساسية الثلاث للاتحاد الأوروبي إلى جانب المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية.
وقال لويجي سكازييري من مركز أبحاث “الإصلاح الأوروبي” إن الأحزاب التي تشكل الائتلاف الكبير الحالي الذي يضم المحافظين والاشتراكيين والليبراليين ” قد تخسر عددا كبيرا من المقاعد لكنها ستظل محتفظة بالأغلبية داخل البرلمان المؤلف من 720 مقعدا.
ووفقا للاستطلاعات، سيحتفظ تحالف الشعب الأوروبي من يمين الوسط الذي يضم حزب الديمقراطيين المسيحيين الألماني بزعامة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بمقاعده التي تبلغ 175 مقعدا.
ويتجه التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين الذي ينتمي إلى يسار الوسط مثل حزب العمال الاشتراكي الإسباني للفوز بالمركز الثاني بحصوله على ما يصل إلى 145 مقعدا.
في المقابل، يتجه تحالف “التجديد” الذي يضم حزب النهضة بزعامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد يخسر عشرات المقاعد لكنه سيحتفظ بما لا يقل عن 80 مقعدا.
وتشير هذه النتائج إلى “ضمان سيطرة الوسط على القرارات الكبيرة” وفقا لما ذكره نيكولاي فون أوندرزا من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية.
من ناحية أخرى، توجد الكثير من الخلافات العميقة بين تحالف الهوية والديمقراطية و تحالف الإصلاحيين والمحافظين وقال فون أوندارزا: “أنا متأكد من أننا لن نرى مجموعة يمينية متطرفة واسعة النطاق في البرلمان الأوروبي.. إنهم منقسمون للغاية”.
وتتفق المجموعتان على نطاق واسع في بعض القضايا مثل الهجرة والتراجع عن التشريعات الخضراء، لكنهما منقسمتان بشدة بشأن قضايا أخرى في مقدمتها الموقف من روسيا ودعم أوكرانيا.
وفي حين يدعم الإصلاحيين والمحافظين حلف شمال الأطلسي ويدعمون كييف، يظل العديد من أعضاء تحالف الهوية وخاصة حزب البديل من أجل ألمانيا مؤيدين لروسيا بشكل أو بآخر.
ويشير المحللون إلى التوترات الداخلية داخل تحالف الهوية خاصة في ظل الشكوك حول حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي تصنف المخابرات الألمانية عناصره على أنهم “متطرفون يمينيون”.
ويؤكد مجتبى الرحمن من مجموعة أوراسيا لاستشارات المخاطر السياسية، أن اليمين الشعبوي سيكون “غير منظم للغاية بحيث لا يمكنه العمل معًا”.
ويقول المحللون إن التأثير الأكبر لانتخابات البرلمان الأوروبي سيكون خارج بروكسل وستراسبورغ فالأحزاب اليمينية المتطرفة موجودة بالفعل في حكومات ائتلافية في إيطاليا وفنلندا كما أنها تقدم دعمًا برلمانيًا في السويد.
وذكر سكازييري أنه “من المرجح أن تمنحهم النتيجة الانتخابية القوية لليمين المتطرف المزيد من الزخم” وأضاف أن “الأداء القوي الذي قدمه حزب الحرية النمساوي يمكن أن يؤهله للفوز في الانتخابات الوطنية” مشيرا إلى أن “التأثير الكامل للانتخابات الأوروبية سيتم الشعور بها بمرور الوقت”.
وتابع مجتبي الرحمن: “أكثر ما يقلقني هو تأثير هذه الانتخابات على القادة الضعفاء مثل ماكرون وشولتز اللذين يكافحان بالفعل”.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز