دبلوماسية «الأيدي الناعمة».. السيدات الأوليات يدفعن تحالفا ضد الروس
قفزة أوكرانية في مياه صربيا الصديقة للكرملين، بطلتيها زوجتي زعيمي البلدين، في تأكيد على ما يمكن أن تفعله دبلوماسية “الأيدي الناعمة”.
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عامين، قام مسؤول أوكراني رفيع المستوى بزيارة صربيا الصديقة للكرملين.
إذ سافر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا (43 عامًا) إلى بلغراد، أمس الإثنين، والتقى الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش (54 عامًا) وممثلين حكوميين آخرين رفيعي المستوى.
لكن كوليبا كان يحظى برفقة من نوع خاص، إذ اصطحب أولينا زيلينسكي (46 عامًا)، زوجة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في رحلة بلغراد المهمة على الصعيد الدبلوماسي.
ونشرت زوجة زيلنسكي صورًا لزيارتها على “إنستغرام”، تظهر فيها أيضًا تمارا فوسيتش (43 عامًا)، زوجة الرئيس الصربي، وكتبت أولينا على منشورها أنها “على اتصال بزوجة فوسيتش منذ سنوات“.
وكانت الرسالة واضحة: تشير السيدتان إلى أنهما تتعاطفان مع بعضهما البعض وتجمعهما علاقة صداقة تمتد لعلاقات بلديهما، إذ تُظهر الصور السيدتين في حالة بهجة تعكس الود المتبادل، وفق صحيفة بيلد الألمانية.
وفي أعقاب الزيارة، قالت الحكومة الصربية في إعلان غير معتاد، أنها تؤيد ”احترام القانون الدولي والسلامة الإقليمية لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك أوكرانيا“.
وتعليقا على الزيارة، قال الخبير في شؤون البلقان، ياكوف ديفتشيتش، رئيس مكتب صربيا/الجبل الأسود في مؤسسة كونراد أديناور الألمانية، “إن زيارة السيدة الأولى في أوكرانيا، أولينا زيلينسكي، برفقة وزير الخارجية دميترو كوليبا، إلى صربيا ذات أهمية كبيرة لكلا البلدين”.
وتابع ”من بين أمور أخرى، تم الاتفاق على مزيد من التعاون في القضايا الإنسانية وتوقيع اتفاقية بين الجامعات في كييف وبلغراد”، مضيفا “بهذه الزيارة، أعرب الوفد الأوكراني عن امتنانه لصربيا على التضامن الذي أبدته“.
ومضى قائلا ”تُظهر هذه الزيارة مرة أخرى أن العديد من المراقبين مخطئون عندما يصفون صربيا بأنها روسيا الصغيرة. فكلا البلدين (أوكرانيا وصربيا) يريدان أن يصبحا جزءًا من الاتحاد الأوروبي.“
ديفتشيتش تحدث أيضا عن توجيه الإعلام الروسي انتقادات لزيارة أولينا زيلينسكي، لتمارا فوتشيتش في بلغراد ومباحثاتهما معا.
وعلى الرغم من أن صربيا مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أنها لا تزال تربطها علاقات وثيقة مع روسيا.
وتدين بلغراد الهجوم الروسي على أوكرانيا في الأمم المتحدة، ولكنها ترفض الانضمام إلى العقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد موسكو.
ويوضح ديفتشيتش ”بسبب تجاربه الخاصة مع العقوبات والحظر في التسعينيات، من الواضح أن الشعب الصربي يعارض تبني إجراءات الاتحاد الأوروبي التقييدية ضد روسيا“.
ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، استقبلت صربيا عشرات الآلاف من الروس الذين غادروا بلادهم خوفًا من استدعائهم إلى الجبهة.
والتقى الرئيس الصربي بالفعل بنظيره الأوكراني زيلينسكي ثلاث مرات منذ بداية الحرب، وإن كان ذلك على هامش الاجتماعات الدولية. كما التقى فوسيتش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش مؤتمر في بكين في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز