بايدن «العائد من الموت».. «طقوس أخيرة» وجراحة خطيرة
كاد الرئيس الحالي للولايات المتحدة جو بايدن أن يموت بسبب تشخيص خاطئ بـ”العصب المنضغط”، لكن جراحة محفوفة بالمخاطر أنقذت حياته.
ووفقا لصحيفة واشنطن بوست عانى بايدن بشدة من صداع مستمر، وهو فسره الأطباء في حينها بالعصب المنضغط، حتى اشتد عليه الألم في شتاء عام 1988، حيث كان يبلغ من العمر 45 عاما.
وبدلا من التوجه إلى غرفة الطوارئ، سافر بايدن إلى منزله مع أحد مساعديه إلى ويلمنغتون بولاية ديلاوير، حيث حاول الحصول على قسط من النوم، لكنه استيقظ بعد ساعات على ألم أكبر.
هرع بايدن إلى مستشفى سانت فرانسيس، وعثر الأطباء على دم في السائل الشوكي، ثم انتفاخ خطير على جدار شريان في قاعدة الدماغ يشير إلى تمدد الأوعية الدموية.
كان الخطر هائلا ففي حال انفجر تمدد الأوعية الدموية وأدى إلى تدفق الدم إلى دماغه، فقد يؤدي ذلك إلى إصابته بإعاقة عقلية وجسدية أو قد يكون قاتلا.
تم استدعاء كاهن إلى جوار سريره لتلاوة الطقوس الأخيرة، لكن زوجته جيل بايدن، التي أُمرت بالبقاء خارج الغرفة، صرخت عليه ليغادر، وخلص الأطباء إلى أنه لم يعد هناك سوى أمل واحد: بايدن بحاجة إلى جراحة فورية محفوفة بالمخاطر.
وطلب جيمس شقيق بايدن باللجوء لشخصية أسطورية في علم جراحة الأعصاب ومتخصص أكثر في علاج تمدد الأوعية الدموية وهو الدكتور نيل كاسيل.
جرأة جيل بايدن
اتفقت جيل، زوجة بايدن، مع فريقه السياسي على خطة محفوفة بالمخاطر. كانت الأسرة ترى أن مستشفى ديلاوير لم يكن مجهزًا لإنقاذ حياته. لذلك يجب نقل بايدن إلى مركز والتر ريد الطبي العسكري في واشنطن، وهي رحلة خطرة نظرا لإمكانية انفجار الأوعية الدموية أثنائها.
تم نقل بايدن إلى غرفة العمليات جيدة التهوية، حيث كان الأطباء والممرضات منشغلين بترتيب المعدات، قام طبيب التخدير بوضع قناع على وجهه.
قام الفريق الطبي بحفر ثقب بقطر بوصتين في رأس بايدن، تم قطعه بدقة حتى يمكن إزالة جزء من الجمجمة.
وباستخدام عدسة خاصة أطل كاسيل من خلال المجهر، وقام برفع دماغ بايدن من قاعدة الجمجمة ورأى تمدد الأوعية الدموية على الجانب الأيسر.
وصف كاسيل التمدد بأنه “مثل بالون ذو رقبة خرج من جدار الشريان، كان الأمر خطيرا جدا”.
استعد كاسيل لوضع مشبك معدني صغير حول التمدد، والذي من شأنه أن يفرغ تمدد الأوعية الدموية ويبدأ في شفاء الشريان، لكن مجال رؤية كاسيل امتلأ على نحو مفاجئ بكتلة من الدم تعد كبيرة في نظر الجراح.
انفجرت تمدد الأوعية الدموية، وبات الخطر كبيرا في احتمال تسرب الدم إلى الدماغ، الأمر الذي قد يكون مميتًا.
كان كاسيل متمرسا ويعرف بالضبط ما يجب القيام به، فتمكن من السيطرة على النزيف، ومنعه من إتلاف الدماغ، وأغلق تمدد الأوعية الدموية بالمشبك.
وقال كاسيل إن بايدن كان محظوظا لأنه كان في حالة بدنية جيدة قبل الجراحة، مضيفا: “لم ينزف الدم في دماغه، بل نزف حول دماغه، لذلك لم يكن يقع أي ضرر في الدماغ على الإطلاق”.
وكتب بايدن في سيرته الذاتية، أن جمجمته المحلوقة تم تدبيسها مرة أخرى، وبدا رأسه مثل “كرة البيسبول المشوهة التي كاد غطاءها أن يسقط”.
لم تكن الأولى
في أعقاب العملية، شعر بايدن بدوار جديد ونقل إلى المستشفى، حيث تم تشخيص إصابته بجلطة دموية في الرئة، والتي كتب بايدن أنها ربما حدثت بسبب قضاء الكثير من الوقت في السرير للتعافي من الجراحة.
كان الأطباء يشعرون بالقلق من أن هذه الجلطات وربما جلطات أخرى قد تقتله أو تسبب إعاقة له، ومرة أخرى، ذهب بايدن إلى والتر ريد، حيث نجح المتخصصون في منع وصول الجلطات إلى رئتيه أو قلبه، كما تم إعطاؤه دواء لمنع الجلطات من التسبب في انسداد الشريان، أو انسداد الشريان، مما قد يؤدي إلى وفاته. وبعد 10 أيام من العلاج عاد إلى منزله.
بعد 3 أشهر من جراحة تمدد الأوعية الدموية الأولية، حان الوقت للتعامل مع الجانب الأيمن، ذهب بايدن مرة أخرى إلى والتر ريد، حيث كان كاسيل مرة أخرى ضمن فريق الجراحة.
هذه المرة، لم يتمزق تمدد الأوعية الدموية وكانت الجراحة ناجحة، لكن المخاطر كانت لا تزال كبيرة لدرجة أنه طُلب من بايدن البقاء في المستشفى طوال معظم شهر مايو/أيار 1988، كما كتب.
وقال كوفمان إنه راقب رئيسه “بعناية شديدة” بعد ذلك ولم ير أي علامة على أي تغيير.
وإجمالاً، غاب بايدن إلى حد كبير عن الحياة العامة لمدة ستة أشهر بعد الجراحة الأولى. وبموجب أوامر الطبيب، لم يذهب إلى مكتبه أو يدلي بصوته أو يلقي خطابا.
وتعد قصة نجاة بايدن من تمدد الأوعية الدموية والإصابة بالجلطة واحدة من أكثر الأحداث الكاشفة، وإن كانت غير مفهومة، في حياة الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز