«الرعاش» يحرك رياح الليلة «المشؤومة».. بايدن يقاوم عاصفة الانسحاب
يحاول الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاوز تلك “الأمسية المشؤومة”، عازما على الصمود رغم الضغوط.
ففي حين تتواصل الضغوط لسحب ترشحه للرئاسة، فإن الرئيس الديمقراطي البالغ 81 عاما لا يظهر أي نية للاستسلام، بل يعمل بأقصى جهده في حملته الانتخابية، في نشاط لم يعهده منذ إعلان عزمه خوض الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وأمام المرشح الديمقراطي الكثير ليقوم به لمحو الانطباع الكارثي الذي خلفته مناظرته في مواجهة خصمه الجمهوري دونالد ترامب، في السابع والعشرين من الشهر الجاري.
“شلل رعاش”؟
وفي خضم تكهّنات مستمرة حول الوضع الصحي لبايدن، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن خبيرا في مرض “باركنسون” (شلل الرعاش) من مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني “قام بزيارة البيت الأبيض ثماني مرات خلال 8 أشهر من الصيف الماضي حتى هذا الربيع، بما في ذلك مرة واحدة على الأقل للقاء طبيب الرئيس”.
ووفق ما طالعته “العين الإخبارية” في الصحيفة: “لم يكن من الواضح ما إذا كان كانارد في البيت الأبيض للتشاور على وجه التحديد بشأن الرئيس أم أنه كان هناك لاجتماعات غير ذات صلة”.
ووفق ما كُتب عنه في صفحته على “لينكد إن” فإن الدكتور كانارد “يدعم الوحدة الطبية بالبيت الأبيض” لأكثر من 12 عاما.
وتُدرج سيرته الذاتية على موقع Doximity، وهو موقع إلكتروني للمتخصصين في مجال الصحة، باعتباره “مستشارا في طب الأعصاب للوحدة الطبية بالبيت الأبيض وطبيبا للرئيس” من عام 2012 إلى 2022، والتي تشمل إدارات الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب. .
وتظهر السجلات من إدارة أوباما، عندما كان بايدن نائبا للرئيس، أن الدكتور كانارد قام بما لا يقل عن 10 زيارات في عام 2012 بالإضافة إلى جولة عائلية، وأربعة في 2013، وواحدة في 2014؛ و4 في 2015؛ وثمانية في عام 2016.
وأثناء ولايته، ألغى ترامب سياسة الكشف الطوعية عن زوار البيت الأبيض التي وضعها أوباما، لذلك لا تتوفر سجلات عن السنوات الأربع التي قضاها في منصبه.
البيت الأبيض يرد
وفي حين لم يستجب الدكتور كانارد للطلبات المتكررة للتعليق، كما تقول “نيويورك تايمز”، جاء الرد سريعا من البيت الأبيض.
ردٌ جاد في بداية الأمر على لسان كيفن أوكونور، طبيب البيت الأبيض، الذي أوضح أن الدكتور كانارد رأى بايدن ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث والنصف من رئاسته، لكنه لم يذكر بشكل مباشر ما إذا كانت أي من زياراته الأخرى تتعلق بالتشاور بشأن صحة الرئيس.
وبدلاً من ذلك، أشار أوكونور إلى أن معظم زيارات كانارد كانت مرتبطة بعلاج أشخاص آخرين يعملون في البيت الأبيض.
وكتب أوكونور: “قبل الوباء (كورونا)، وبعد نهايته، أقام عيادات أعصاب منتظمة في العيادة الطبية بالبيت الأبيض لدعم الآلاف من الأعضاء العاملين في الخدمة الفعلية المعينين لدعم عمليات البيت الأبيض”.
من جهتها، سعت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار لاحتواء هذه التكهنات التي أثارتها الصحيفة
وقالت إن الرئيس بايدن التقى بطبيب أعصاب ثلاث مرات فقط خلال أكثر من ثلاث سنوات في منصبه، وأشار ضمناً إلى أن زيارات الطبيب كانت مرتبطة بعلاج أشخاص آخرين.
وتأكيدا لما قالته المتحدثة باسم البيت الأبيض، ذكر أوكونور أن بايدن كان يرى الدكتور كانارد كل عام كجزء من فحصه البدني السنوي الشامل، مشيرا إلى أن الفحص الأخير لم يجد أي علامة على مرض باركنسون.
مضيفا “لم يقابل الرئيس بايدن طبيب أعصاب خارج فحصه الجسدي السنوي”.
وأظهرت السجلات أن الدكتور كانارد التقى في 17 يناير/كانون الثاني بالدكتور أوكونور وكذلك جون أتوود، طبيب القلب في والتر ريد، وشخص آخر في وقت مبكر من المساء في عيادة الإقامة بالبيت الأبيض.
ولفتت الصحيفة إلي أن هذا الاجتماع جاء قبل شهر من خضوع بايدن لآخر فحص بدني سنوي له في مستشفى والتر ريد في 28 فبراير/شباط.
وفي رسالة من ست صفحات صدرت بعد هذا الفحص، قال الدكتور أوكونور إن الفريق الطبي للرئيس أجرى “فحصا عصبيا مفصلا للغاية” لم يسفر عن “أي نتائج تتوافق مع” مرض باركنسون أو السكتة الدماغية أو الاضطرابات العصبية المركزية الأخرى”.
لا استسلام
وفي رسالة إلى برلمانيي حزبه الديمقراطي العائدين للكونغرس من عطلة الرابع من يوليو، حض بايدن على “الاتحاد” حول ترشحه.
وقال لهم إنه “رغم التكهنات في الصحافة وأماكن أخرى، تصميمي ما زال قوياً للاستمرار في السباق”.
وفي إصرار منه على تحدي تلك التكهنات، بدأ بايدن أسبوعا أكثر نشاط، حيث توجه إلى هاريسبورغ بولاية بنسلفانيا الرئيسية في السباق نحو البيت الأبيض.
وزادت ذروة نشاطه باستضافته قمّة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن، أمس الإثنين.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز