هاريس تنتزع ترامب من «مشهد البيت الأبيض» وتكتب قصة «هوس الانتقام»
أعادت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس إنتاج مشهد هز الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أسبوع من الانتخابات المرتقبة.
وفي مشهدية سعت أن تكون مؤثرة، انتزعت نائبة الرئيس خصمها الجمهوري دونالد ترامب من موضع كان قد خاطب منه أنصاره قبل اقتحام مقر الكونغرس الأمريكي في 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 2021، لتقدم روايتها فيما تتعالى دقات المسرح قبل العرض المنتظر في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وحذرت هاريس من سعي دونالد ترامب للحصول على “سلطة مطلقة”، وخاطبت أنصارها قائلة “هذا ليس مرشحا للرئاسة يفكر كيف سيجعل حياتكم أفضل. هذا شخص غير متزن، مهووس بالانتقام، يستنزفه الاحساس بالظلم ويسعى لسلطة مطلقة”.
وزلزل مشهد اقتحام الكابيتول المجتمع الأمريكي، وأثار تساؤلات بشأن حصانة الولايات المتحدة من الحرب الأهلية.
وأضافت هاريس أمام حشد كبير من المؤيدين الذين كانوا يلوحون بالأعلام على خلفية البيت الأبيض في واشنطن “لكن أمريكا، أنا هنا الليلة لأقول: هذا ليس ما نحن عليه”.
وزعمت الحملة الانتخابية لهاريس أن 75 ألف شخص شاركوا في التجمع، قبل أسبوع من المواجهة مع المرشح الجمهوري في الانتخابات الأمريكية الأكثر تقاربا في العصر الحديث.
ولم يتسن التحقق من العدد على الفور، لكن الحشد كان كبيرا بشكل غير اعتيادي في انتخابات تشهد حماسة وانقساما كبيرين.
وجاء اختيار هاريس لإلقاء كلمتها في حديقة “ذي إليبس” التي تربط بين البيت الأبيض والـ”ناشونال مول” الضخم، في محاولة مباشرة منها لتذكير الناخبين بالفوضى التي سببها أنصار ترامب حين اقتحموا الكابيتول لقلب خسارته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن.
وتظهر الاستطلاعات أن السباق شديد الاحتدام بين هاريس البالغة 60 عاما وترامب البالغ 78 عاما قبل أسبوع من موعد الاستحقاق.
وأظهرت أرقام نشرت الثلاثاء أن أكثر من 50 مليون شخص أدلوا بأصواتهم مبكرا أو بواسطة البريد، وهو رقم يناهز ثلث إجمالي عدد الناخبين قبل أربع سنوات.
الموقع
بعض من أنصار هاريس حضروا قبل سبع ساعات من موعد الخطاب الذي ستلقيه من على منصة محاطة بلافتات زرقاء ضخمة كتب عليها “حرية”.
وقال الطالب إيثان غلوكروفت (21 عاما) إن اختيار المكان كان “بالتأكيد على خلفية تمرّد السادس من يناير/ كانون الثاني”.
وأشار في تصريح لفرانس برس إلى أن عنوان التجمّع هذه الليلة هو “الآمال والحرية”.
من جانبه، سعى ترامب وهو أكبر مرشح رئاسي يخوض الاستحقاق حتى النهاية في تاريخ الولايات المتحدة، للتقليل من أهمية تجمع هاريس عبر تنظيم تجمّع انتخابي من جانبه أمام مجموعة من أنصاره في منتجع مارالاغو في فلوريدا.
وجاءت تصريحاته بينما يحاول التخفيف من حدة جدل أثاره تجمعه الانتخابي الذي أقيم في قاعة “ماديسون سكوير غاردن” في نيويورك حيث وصف فكاهي مؤيد له بورتوريكو بأنها “جزيرة عائمة من القمامة”.
وحاولت حملته النأي بنفسها عن التصريحات في وقت يدافع ترامب عن نفسه على خلفية اتهامات صادرة عن كبير موظفي البيت الأبيض في عهده جون كيلي الذي قال إنه سيحكم البلاد كدكتاتور “فاشي”.
وأشار ترامب إلى أن التجمّع كان “مهرجانا للحب”، وهي العبارة ذاتها التي استخدمها في وصف أعمال الشغب ضد الكابيتول، فيما اعتبر أن الرسالة التي تحملها هاريس “هي رسالة كراهية وانقسام”.
جينيفر لوبيز
لاحقا شارك ترامب في تجمع في مدينة ألينتاون الصناعية في بنسلفانيا التي يرجّح بأن تكون الأكثر أهمية من بين الولايات السبع الحاسمة التي يتوقع أن تحدد نتيجة الانتخابات، علما بأن المدينة تضم جالية كبيرة لأشخاص يتحدرون من بورتوريكو.
وتخيم مخاوف من تكرار الفوضى التي شهدتها البلاد قبل أربع سنوات على انتخابات هذا العام، مع إشارة ترامب إلى أنه قد يرفض مرة أخرى قبول النتيجة إذا هُزم.
والثلاثاء، تطرّق ترامب إلى ورود تقارير عن قيام سلطات بنسلفانيا بتجميد مئات استمارات تسجيل الناخبين للاشتباه بأنها مزوّرة.
وجاء في منشور له على منصة إكس “أشياء سيئة حقا. ما الذي يجري في ولاية بنسلفانيا؟؟؟”.
ونجا ترامب من محاولتي اغتيال، فيما انتقلت بطاقة الترشّح عن الحزب الديمقراطي إلى هاريس بعد تخلي الرئيس جو بايدن عن ترشّحه في يوليو/ تموز.
وبرنامج كل من المرشحين سيكون حافلا في الأيام الأخيرة من الحملة وصولا إلى يوم الاقتراع، وهما سيزوران خلاله أحيانا ثلاث ولايات أو أكثر في يوم واحد.
وأعلنت حملة هاريس مشاركة المغنية والممثلة جينيفر لوبيز في التجمع الانتخابي للمرشحة الديمقراطية في مدينة لاس فيغاس في ولاية نيفادا الخميس، في محاولة للتقرّب من الناخبين المتحدرين من أصول لاتينية.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA=
جزيرة ام اند امز