بدلاء ومروحيات وهمية.. تفاصيل جديدة حول خروج الأسد من سوريا
في الوقت الذي كانت فيه المعارضة السورية المسلحة على أبواب العاصمة دمشق، كانت رحلة خروج بشار الأسد من سوريا، جاهزة للتنفيذ، والتي لم تخلُ من وسائل لـ«تضليل» أي متعقب له.
هذا ما كشفت عنه صحيفة «ذا صن» البريطانية، مشيرة إلى أن الخطة دخلت حيز التنفيذ في اللحظات الأخيرة، بعد موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «شخصيًا» على إخراج الأسد من سوريا.
وبينما يظل الكثير من تفاصيل هروب بشار الأسد من سوريا لغزا، وخاصة بعد أن أبقى الأخير العملية سرا عن أقرب أصدقائه ومستشاريه، خوفا من تسريبها إلى أعدائه، إلا أن بعضًا من ملامحها بدأ يتكشف شيئًا فشيئا.
فماذا نعرف عن رحلة خروج الأسد؟
من بين التفاصيل التي كشفت سابقا، أن الأسد، قال لمكتبه، إنه سيعود إلى منزله بعد العمل – حتى إنه شجع قادته على مواصلة القتال، زاعمًا أن القوات الروسية في طريقها إلى المساعدة، إلا أنه بدلا من ذلك توجه إلى المطار وترك الأواني تغلي على الموقد، بينما خرج من البلاد خلسة.
وكانت «بلومبرغ» قالت إن الأسد نُقل بعد ذلك إلى خارج سوريا على متن طائرة تم إيقاف تشغيل جهاز الإرسال والاستقبال فيها لتجنب أي نوع من التتبع.
وقال شخصان للصحيفة إن «عملاء المخابرات الروسية نظموا عملية الهروب، ونقلوا الأسد جواً عبر قاعدة جوية روسية في سوريا»، فيما قال أحدهما إن جهاز الإرسال والاستقبال في الطائرة كان مغلقاً لتجنب تعقبه.
فكيف إذن تمكن من الخروج من سوريا؟
نقلت صحيفة «ذا صن»، عن خبير الأمن ويل جيديس قوله، إن الأسد ربما استخدم بدلاء له، وعددًا من الحيل الأخرى لمساعدته في الهروب، مضيفًا: «لا شك أنه كان لديه خطة طارئة لإخراجه من هناك بالفعل، وقد تم التخطيط لها منذ سنوات عديدة».
وبحسب الخبير الأمني، فإن فريق الأسد كان يرغب في إرسال المعارضة السورية المسلحة، في عملية «مطاردة غير محسوبة» أثناء إجلائهم له، مضيفًا: كانت لديهم سيارة رئاسية، سيارة الليموزين المفضلة لديه، والتي انطلقت في الاتجاه المعاكس في دمشق، بينما يجلس في الخلف شخص يشبه زوجته، أو يشبهه، أو يشبه أحد أفراد الأسرة».
وتابع: «أنت تريد إرسالهم [المعارضة المسلحة] متفرقين في العديد من الاتجاهات المختلفة.. لذا ستفعل كل ما بوسعك لتضليل العدو، وتضليل شبكات استخباراته، والتشكيك في أي مشاهدات تم الإبلاغ عنها بأشكال مختلفة».
وأشار إلى أن الأسد أمضى الأيام القليلة -التي استبقت فراره- في قصره الرئاسي يشرف على إجلاء عائلته وثرواته وممتلكاته الثمينة، كاشفًا عن أن «خطة الأسد للإجلاء ربما كانت ستتضمن خطوات تصاعدية مع اقتراب المعارضة المسلحة».
وقال جيديس إن الأسد ربما كان يخفي أموالاً في حساب مصرفي سويسري، «وأعد صندوقاً للهروب كان بإمكانه اللجوء إليه لدفع رشاوى إذا واجه أعداء (..) يعتمد الأمر على ما إذا كنت تريد بالفعل استخدام القوة لتحقيق النصر المحتمل، أو ما إذا كنت ستقول: حسنًا، إليكم يا رفاق، 50 ألف دولار. ابقوا صامتين. لم تروا أجسادنا قط».
ومن المرجح أن الحماية الرئاسية للأسد شملت أفضل القوات التي استطاع الحصول عليها لحمايته، يقول جيديس، مضيفًا: «ربما يكون قد استحوذ أيضًا على أعضاء سابقين أجانب في القوات الخاصة، يمكن أن يكونوا من الولايات المتحدة أو من المملكة المتحدة، أو من أي مكان، أشخاص لديهم خبرة واسعة في هذه المجالات».
وأضاف جيديس أنه كان من المقرر نقل الأسد بطائرة هليكوبتر إلى المطار حتى لا يعلق في حركة المرور الكثيفة في شوارع دمشق.
وكان من المقرر أن تحلق طائرات هليكوبتر وهمية في اتجاهات مختلفة لتحويل الانتباه عن الطائرة التي كانت تحمل الأسد، يضيف الخبير الأمني، مشيرًا إلى أنه في المطار كانت هناك طائرة مزودة بالوقود تنتظر على الأرجح على مدرج خاص حتى تتمكن من الإقلاع في أي وقت.
رحلة «التضليل»
وبشكل غامض، جرى تسجيل رحلة جوية غادرت دمشق، صباح الأحد، من خلال موقع تتبع الرحلات الجوية «فلايت رادار 24»، تقول صحيفة «ذا صن».
ورصدت الطائرة وهي متجهة إلى البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تقوم بانعطافة غريبة قرب حمص، وتهبط، ثم تختفي عن الخريطة، بحسب «ذا صن»، مشيرة إلى أن الطائرة كانت من طراز إليوشن إيل-76تي – وهو نوع من الطائرات التي يستخدمها الجيش الروسي.
واختفت الطائرة من الرادار في الساعة 5.29 صباحًا – بعد 40 دقيقة من الإقلاع – وأظهرت بيانات الارتفاع أنها هبطت في حقل.
وانتشرت شائعات عبر الإنترنت حول مكان تواجد الأسد عندما اختفت الطائرة – حيث يعتقد البعض أنها أسقطت.
وفي بيان له، قال موقع «فلايت رادار 24»، إن إشارة الطائرة فقدت بالقرب من حمص – ولكن قد يكون ذلك بسبب جهاز إرسال واستقبال قديم، مضيفًا: «كانت الطائرة تحلق في منطقة تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، لذا قد تكون بعض البيانات سيئة».
وزعم المركز الأوكراني للاتصالات الاستراتيجية وأمن المعلومات على منصة «إكس»، أن «روسيا أخفت أثرها في مساعدة الأسد على الهروب من خلال تداول ادعاءات بأنه توفي في حادث تحطم».
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز