قصة شريهان عثمان.. ضحت بحياتها لإنقاذ طفلتيها في حادث ديروط

لم تكن شريهان عثمان صدقي، الأم الشابة ذات الـ33 عامًا والحاصلة على بكالوريوس تربية، تعلم أن رحلتها إلى أسيوط ستتحول إلى مأساة تكتب بحروف التضحية والفداء.

كانت شريهان، المقيمة بقرية ديروط الشريف، برفقة طفلتيها، الما (7 سنوات) وراما (12 عامًا)، على متن ميكروباص انزلق بشكل مأساوي في مياه الترعة الإبراهيمية بمركز ديروط.

حين أدركت شريهان خطورة الموقف، لم تفكر إلا في طفلتيها. في لحظات لا تتعدى الثواني، سارعت بإنقاذهما، وألقت بهما خارج السيارة، لتنجو الصغيرتان بينما تغرق هي مع باقي الركاب في مشهد أليم سيظل عالقًا في ذاكرة كل من عرفها.

استمرت عمليات البحث عن جثمان شريهان لمدة عشرة أيام، كان خلالها أقاربها وأحباؤها يقفون على ضفاف الترعة الإبراهيمية في انتظار أي خبر عنها. ومع تضاؤل الأمل، تمكن أحد الصيادين أخيرًا من العثور على جثمانها في ترعة قرية نزلة سرقنا، على بعد عدة كيلومترات من موقع الحادث.

على الفور، تحركت الأجهزة الأمنية بقيادة اللواء وائل نصار، مدير أمن أسيوط، إلى موقع الحادث. وأكدت التحريات أن السيارة، التي تحمل رقم “6252 ي.ص.ج”، انزلقت في الترعة بسبب فقدان السيطرة. تم إنقاذ ستة أشخاص، بينهم الطفلتان، فيما توفي بقية الركاب.

قررت النيابة العامة حبس سائق الميكروباص على ذمة التحقيقات، وأمرت بعرضه على المستشفى النفسي والعصبي لإجراء تحليل المخدرات. كما عُين فريق للتحقيق في ملابسات الحادث، شمل فحص كاميرات المراقبة واستجواب شهود العيان.