اخبار لايف

«إنفستوبيا طوكيو».. منصة استثمار تنافسية للاقتصاد الجديد


أطلقت «إنفستوبيا» نسخة جديدة لحواراتها العالمية «إنفستوبيا طوكيو».

وذلك بهدف تحفيز الاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد والاستثمار والخدمات المالية والتصنيع المتقدم وريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتكنولوجيا، والاطلاع على أحدث التوجهات العالمية في المجالات ذات النمو السريع، وكذلك اتجاهات التمويل الحديثة في الأسواق الإماراتية واليابانية والآسيوية، وذلك بالتعاون مع وزارة الاستثمار الإماراتية، ووزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية، ومنظمة التجارة الخارجية اليابانية “جيترو”، وغرفة التجارة والصناعة اليابانية.

جاء ذلك خلال فعالية نظمتها “إنفستوبيا” الخميس في العاصمة اليابانية “طوكيو”، بحضور عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد بدولة الإمارات رئيس إنفستوبيا، وعلياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، ومحمد عبدالرحمن الهاوي وكيل وزارة الاستثمار، وشهاب أحمد الفهيم سفير دولة الإمارات لدى اليابان، والدكتور جان فارس الرئيس التنفيذي لـ”إنفستوبيا”، وبمشاركة أكثر من 150 شخصاً من القادة وصناع القرار ورجال الأعمال والمستثمرين وخبراء الاقتصاد ورواد الأعمال.

وقال عبدالله بن طوق المري إن دولة الإمارات واليابان ترتبطان بتاريخ غني من التعاون المثمر والعلاقات الاستراتيجية والروابط الاقتصادية والاستثمارية القوية الممتدة لسنوات طويلة، ولطالما كانت اليابان شريكاً رئيسياً لدولة الإمارات في قطاعات الاقتصاد الجديد والاستثمار والتكنولوجيا والابتكار، مشيراً إلى أن “إنفستوبيا طوكيو” تُعد فرصة مثالية للارتقاء بالشراكة الاقتصادية بين البلدين الصديقين في هذه القطاعات الحيوية إلى مستويات أعلى تخدم رؤى البلدين في تعزيز نمو واستدامة اقتصادهما.

وأضاف، في كلمته التي ألقاها خلال الفعالية، أن الجلسات النقاشية واجتماعات الطاولة المستديرة لـ”إنفستوبيا طوكيو” توفر فرصاً اقتصادية واستثمارية واعدة لمجتمعي الأعمال الإماراتي والياباني وتعزز من جاذبية أسواق البلدين للاستثمارات بالمجالات الحيوية والمستدامة، مشيراً إلى أن اختيار اليابان لإقامة محطة جديدة لحوارات إنفستوبيا العالمية يأتي تأكيداً على أهمية مجتمع الأعمال الياباني باعتباره شريكاً مهماً لقطاع الأعمال في دولة الإمارات، كما تعد اليابان واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وموطناً لمجالات الاقتصاد الجديد لا سيما التكنولوجيا والابتكار.

ونوه أن دولة الإمارات شهدت بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة تحولاً ملحوظاً في تنويع اقتصادها الوطني، حيث وصلت نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى 75%، مما يؤكد التطور السريع للتحول نحو نموذج اقتصادي مبتكر قائم على المرونة والاستدامة، والسير بخطوات ثابتة لنصبح المركز العالمي للاقتصاد الجديد بحلول العقد المقبل في ضوء مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031”.

وقال ماتسو تاكيهيكو نائب وزير الشؤون الدولية في وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية إن فعالية إنفستوبيا، تُعد حدثاً مميزاً لمناقشة سبل تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين الصديقين، مبديا تطلعه إلى أن تُثمر النقاشات المزيد من التوجهات الجديدة للتعاون.

وأكد أن اليابان ودولة الإمارات تعملان على تعزيز التعاون في مجالات غير تقليدية تشمل الابتكار، الذي يسهم في تطوير القطاع الصناعي لدولة الإمارات.

كما رحّب بمشاركة دولة الإمارات في معرض “إكسبو 2025 أوساكا – كانساي” العام المقبل، متوقعاً أن يشهد البلدان مزيداً من التعاون الاقتصادي النشط خلال المرحلة المقبلة.

وقال نوريهيكو إيشيغورو رئيس مجلس إدارة منظمة التجارة الخارجية اليابانية “جيترو” إن فعالية “إنفستوبيا طوكيو” تمثل فرصة مهمة لاستكشاف جاذبية بيئة الأعمال في دولة الإمارات، والتي تعتبرها اليابان إحدى أهم الوجهات العالمية للاستثمار وبدء الأعمال، معربا عن تطلعه لأن تفتح هذه الفعالية آفاقاً جديدة تعزز العلاقات بين الشركات الإماراتية واليابانية.

وأشار إلى أن مكاتب منظمة “جيترو” في دبي وفي أنحاء اليابان ستواصل جهودها لدعم التعاون بين مجتمعي الأعمال الإماراتي والياباني، سعياً لتحقيق أهدافهما المشتركة.

وشهدت “إنفستوبيا طوكيو” عقد 5 جلسات نقاشية مثمرة وفعالة، حملت الجلسة الأولى والرئيسية عنوان “بناء الشركات الناشئة المزدهرة.. استكشاف بيئة ريادة الأعمال الريادية في السوقين الإماراتي والياباني”، بحضور علياء بنت عبدالله المزروعي وزيرة دولة لريادة الأعمال، وشهاب أحمد الفهيم سفير دولة الإمارات لدى اليابان، ويوريكو كويكي محافظ مدينة طوكيو، وناقشت أهمية ريادة الأعمال في دفع عجلة الابتكار والتحول نحو نماذج اقتصادية متقدمة، وكذلك المزايا والممكنات التي تقدمها دولة الإمارات واليابان لتحفيز الابتكار والإبداع في مختلف المجالات، ونمو مشاريع رواد الأعمال وكذلك كيفية تعزيز تواصلهم مع صناديق الاستثمار ومجتمعات الأعمال لحصولهم على التمويلات اللازمة.

وقالت علياء المزروعي إن دولة الإمارات واليابان تتقاسمان الرؤى المشتركة حول تنمية قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتباره أحد القطاعات الحيوية والرئيسية في تعزيز نمو واستدامة اقتصاديهما، وفي هذا الإطار تضع وزارة الاقتصاد تطوير بيئة ريادة الأعمال ودعم نمو المشاريع الناشئة الوطنية ضمن أولوياتها وخطط عملها وإستراتيجياتها، حيث جرى إطلاق المنظومة الجديدة لريادة الأعمال والتي ارتكزت على عدد من المبادرات ومنها تشكيل “مجلس الإمارات لريادة الأعمال” وإنشاء منصة وطنية موحدة لسهولة ممارسة الأعمال، وتأسيس “صندوق ريادة” والذي خصصت له الدولة حوافز بقيمة 300 مليون درهم لتشجيع الخريجين على الدخول في مجال ريادة الأعمال.

وأضافت أن “إنفستوبيا طوكيو” تشكل محطة مهمة للنقاش حول مستقبل قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في البلدين، وتبادل الخبرات والمعرفة حول الاتجاهات العالمية لتمويل المشاريع الناشئة من قبل المستثمرين وصناديق رأس مال المخاطر، ودعمها في التوسع بأسواق جديدة، وكذلك مناقشة السياسات الاقتصادية المرنة لتنافسية بيئة ريادة الأعمال في السوقين الإماراتي والياباني.

وناقشت الجلسة الثانية للفعالية بعنوان “الاتجاهات الجديدة التي تشكل المشهد الاستثماري في اليابان ودولة الإمارات” المناخ الاستثماري العالمي سريع التطور، وآليات التكيف مع التحولات الاقتصادية العالمية وتحولات السياسات المحلية، مع تسليط الضوء على القطاعات الرئيسية الدافعة للتنويع الاقتصادي في البلدين، والفرص الناشئة للمستثمرين والشراكات عبر الحدود بين البلدين.

وركزت الجلسة الثالثة بعنوان “زخم التصنيع.. استكشاف الفرص المتاحة للشركات اليابانية في دولة الإمارات” على تسريع دولة الإمارات لاستراتيجيتها الصناعية، والتي رسخت مكانتها مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المتقدمة والتصنيع المستدام بدءاً من الروبوتات المتقدمة إلى مبادرات الطاقة الخضراء، مما يوفر فرصاً فريدة للشركات اليابانية، وذلك بالجمع بين الخبرة اليابانية في الهندسة الدقيقة والابتكار، مع رؤية دولة الإمارات الاستشرافية والممكنات التي تتمتع بها في هذا القطاع الحيوي والمهم.

وفي الجلسة الرابعة بعنوان “استكشاف الاقتصاد الجديد.. فرص التعاون بين اليابان ودولة الإمارات في مجال الابتكار والتكنولوجيا”، ناقش المشاركون صعود الاقتصاد الجديد غير المسبوق في دول آسيا، في قطاعات الابتكارات المتطورة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والفضاء، والاستثمارات في التكنولوجيا المالية والأصول الرقمية.

وسلطت الجلسة الخامسة بعنوان “مكانة دولة الإمارات كوجهة رائدة للاستثمار إقليمياً وعالمياً”، الضوء على القطاعات الحيوية والإستراتيجية الداعمة لتعزيز جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية، وفرص زيادة الاستثمارات المتبادلة بين دولة الإمارات واليابان خلال الفترة القادمة، كما تناولت عدداً من المؤشرات التي تؤكد التنامي المستمر للاستثمارات الأجنبية في الأسواق الإماراتية، ومن أبرزها تحقيق دولة الإمارات المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة في عدد من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة خلال عام 2023، حيث سجلت 1323 مشروعاً جديداً بنسبة نمو وصلت إلى حوالي 33% مقارنةً بالعام 2022، كما سجلت دولة الإمارات تدفقات من مشروعات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة خلال عام 2023 بلغت 30 ملياراً و688 مليون دولار بنسبة نمو بلغت نحو 35% مقارنةً بعام 2022.

حضر الجلسة محمد عبدالرحمن الهاوي وكيل وزارة الاستثمار، وحارب المهيري المدير التنفيذي في مكتب أبوظبي للاستثمار، وأحمد بن سليم الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، ومحمد شرف المدير التنفيذي للعمليات وجذب الاستثمار في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي.

كما شهدت “إنفستوبيا طوكيو” عقد طاولتين مستديرتين الأولى بعنوان “دولة الإمارات العربية المتحدة بوابة حيوية للشرق الأوسط.. خلق فرص للاستثمارات اليابانية”، بحضور عبدالله بن طوق المري، وبمشاركة مجموعة من قادة الصناعة والمستثمرين والشركات في اليابان، حيث استعرض المناخ التنافسي لبيئة الأعمال في دولة الإمارات والممكنات التي تمنحها من تشريعات اقتصادية مرنة ومنها إتاحة التملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، وكذلك البنية التحتية المتطورة للاستثمار في القطاعات الاقتصادية المتنوعة مثل الاقتصاد الجديد والتصنيع والطاقة النظيفة والتحول الرقمي والتكنولوجيا المالية والاقتصاد الدائري.

كما تطرق وزير الاقتصاد إلى الموقع الجغرافي المتميز لدولة الإمارات باعتبارها بوابة اقتصادية حيوية تربط شرق العالم بغربه، ومركزاً لوجستياً رائداً للتجارة والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، وفي ضوء ذلك وجّه الدعوة إلى مجتمع الأعمال الياباني للاستفادة من زخم الفرص الاستثمارية بالأسواق الإماراتية وتحفيزها على زيادة مشاريع وأعمالهم في دولة الإمارات.

وجاءت الطاولة المستديرة الثانية بعنوان “ممكنات التعاون في ريادة الأعمال والابتكار”، بحضور علياء المزروعي، ومجموعة من قادة مراكز الابتكار ورواد الأعمال وصناديق الاستثمار في اليابان، حيث تطرقت هذه الطاولة إلى أهمية تطوير أنظمة مبتكرة في بيئة الأعمال لنمو مشاريع الشركات الناشئة ودعمها للتحول إلى شركات ريادية تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية، كما ناقش الحضور مجموعة من الاستراتيجيات الرامية إلى دفع عجلة الابتكار والإبداع في البلدين، وكذلك أهمية تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في هذا الصدد، بما يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات واليابان كقادة عالميين في مجال التكنولوجيا والابتكار.

يذكر أن تنظيم “إنفستوبيا طوكيو” جاء على هامش زيارة وفد دولة الإمارات لليابان خلال الفترة من 17 حتى 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كما أنها آخر محطات حوارات “إنفستوبيا العالمية” لعام 2024، ومن المقرر أن يشهد العام 2025 تدشين سلسلة من الجولات الجديدة في عدد من الأسواق الحيوية على المستوى الإقليمي والعالمي ومن أبرزها ميامي وقبرص والمجر والهند والصين والدورة الثالثة من “إنفستوبيا أوروبا” في ميلانو وعدد من المدن في أوروبا وأفريقيا، وذلك في إطار رؤية “إنفستوبيا” لتعزيز آفاق التعاون مع مجتمعات الأعمال وبناء شراكات مستدامة.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى