اليوم العالمي للاستعداد للأوبئة 2024.. وقفة لتذكر درس كورونا القاسي
يُحتفى باليوم العالمي للتأهب للأوبئة في 27 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، كتذكير دولي بأهمية الاستعداد لمواجهة التحديات الصحية التي تهدد العالم.
يأتي هذا اليوم كمبادرة لتعزيز الوعي الجماعي بأهمية بناء أنظمة صحية قوية تكون قادرة على التصدي للأوبئة التي قد تظهر فجأة وتترك آثاراً مدمرة على الأرواح والاقتصادات والمجتمعات.
اليوم العالمي للتأهب للأوبئة أقرته الأمم المتحدة في عام 2020 لعقد العزم على بناء القدرات الوقائية استعداداً للأوبئة المستقبلية.
وشهد العالم في السنوات الأخيرة دروساً قاسية من تفشي الأمراض المعدية، حيث مثلت جائحة كوفيد-19 واحدة من أخطر الأزمات الصحية التي كشفت ضعف الأنظمة الصحية والجاهزية العالمية.
التجربة أدت إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع الجوائح، خاصة في ظل ظهور أمراض معدية جديدة مثل جدري القردة، وحمى ماربورغ، وشلل الأطفال، التي تواصل تذكير البشرية بخطر هذه التهديدات.
اليوم الدولي للتأهب للأوبئة ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو دعوة للعمل والتكاتف بين الحكومات والمؤسسات والمنظمات الدولية.
أهداف اليوم العالمي للتأهب للأوبئة
يهدف اليوم العالمي للتأهب للأوبئة إلى تعزيز الوعي بأهمية اتخاذ التدابير الصحية اللازمة للوقاية من الأوبئة ومكافحتها بشكل فعّال. يركز هذا اليوم على إبراز الحاجة إلى استراتيجيات صحية شاملة يمكنها مواجهة تفشي الأمراض المعدية والتقليل من آثارها المدمرة على المجتمعات.
كما يدعو إلى تعزيز الجاهزية العالمية عبر استجابة منظمة ومنسقة، تضمن حماية الشعوب من تهديدات الأمراض المعدية، بما في ذلك تلك التي تسببها مسببات الأمراض الجديدة مثل جائحة كوفيد-19. يتم ذلك من خلال التعاون بين الدول والمؤسسات الصحية لضمان تبادل المعلومات، وتطوير الخطط الوقائية، وتعزيز البنية التحتية الصحية.
ويُلفت الانتباه في هذا اليوم إلى أهمية اتخاذ تدابير استباقية تشمل تخزين وتوزيع الإمدادات الضرورية، مثل الأدوية الأساسية واللقاحات، بالإضافة إلى ضمان توفير الأغذية والمياه في حالات الطوارئ. هذه الجهود تُعدّ ضرورية لمواجهة التحديات الصحية الكبرى وتقليل آثار تفشي الأمراض المعدية.
من خلال تحقيق هذه الأهداف، يسعى اليوم الدولي للتأهب للأوبئة إلى بناء عالم أكثر استعداداً لمواجهة الأزمات الصحية، وحماية حياة البشر، وضمان مستقبل صحي مستدام للجميع.
يمثل هذا اليوم أيضاً فرصة لتعزيز التضامن الدولي، وضمان الوصول العادل إلى الأدوات الصحية مثل اللقاحات والعلاجات. فالاستعداد لمواجهة الأوبئة ليس مسؤولية دولة واحدة، بل هو واجب مشترك يتطلب تنسيقاً دولياً وجهوداً جماعية من أجل حماية الإنسانية وتحقيق عالم أكثر أماناً وصحة للجميع.
جرس إنذار للعالم
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للتأهب لمواجهة الأوبئة، أن جائحة كوفيد-19 كانت بمثابة جرس إنذار للعالم، حيث خلفت خسائر هائلة في الأرواح، وأثرت بشكل مدمر على الاقتصادات، ودفعت أنظمة الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار، مما أدى إلى تغيير جذري في الحياة اليومية للبشرية.
وبرغم أن هذه الأزمة قد انحسرت، إلا أن الدروس المستفادة منها تظل حاضرة، لتذكرنا بأن العالم لا يزال بعيداً عن الجاهزية لمواجهة أي جائحة جديدة.
وأشار إلى أن حالات تفشي أمراض مثل جدري القردة والكوليرا وشلل الأطفال وحمى ماربورغ، تمثل تحذيراً صارخاً بأن الأمراض المعدية ما زالت تشكل خطراً دائماً على جميع الدول. هذا الواقع يتطلب استجابة عالمية متماسكة، تقوم على استخلاص الدروس من التجارب السابقة لتعزيز الجاهزية والاستعداد لمواجهة أية طوارئ صحية في المستقبل.
وشدد الأمين العام على ضرورة بناء أنظمة رعاية صحية عامة وأولية قوية، تكون قادرة على مواجهة الأزمات الصحية وضمان التغطية الصحية الشاملة للجميع. وأكد أهمية القيام باستثمارات جريئة في مجالات رصد الأوبئة والكشف عنها ومكافحتها، إلى جانب ضمان الوصول العادل إلى اللقاحات والعلاجات والتشخيصات، باعتبارها أدوات حيوية لإنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار.
وفي ختام رسالته، دعا غوتيريش إلى تعزيز التضامن العالمي والعمل الجماعي، مشيراً إلى ضرورة تنفيذ الاتفاق التاريخي بشأن الجوائح. وأكد أن هذا الاتفاق يشكل خطوة مهمة لضمان استجابة عالمية أكثر تنسيقاً وفعالية. كما دعا الجميع إلى الالتزام بالعمل من أجل عالم أكثر أماناً وصحة، ليس فقط في هذا اليوم، بل في كل يوم.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز