«بيرقدار تي بي 2».. «شيطان» تركي في السماء
في أغسطس/آب 2014، قامت المسيرة التركية “بيرقدار تي بي 2” برحلتها الأولى وبحلول 2021، سجلت أكثر من 400000 ساعة طيران على مستوى العالم.
ويقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، إنه إذا كانت هناك قصة جيوسياسية غير مروية أو غير مفهومة تمامًا في القرن الـ21 فهي صعود تركيا «كقوة عظمى».
وأحد المجالات التي تستعرض فيها تركيا قوتها هو مجال الأسلحة المحلية فهي رائدة عالمية في تكنولوجيا المسيرات وتعد المسيرة القتالية “بيرقدار تي بي 2” نموذجا مثاليا على براعة التكنولوجيا العسكرية التركية، وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي.
وتشتهر المسيرة التركية بإعادة تشكيل ديناميكيات الحرب المعاصرة بأسعارها المعقولة وفعاليتها وقدرتها على التكيف.
“بيرقدار تي بي 2” التي بنتها شركة “بايكار” وهي شركة مقاولات دفاعية تركية تعمل لصالح القوات الجوية التركية، أصبحت نظامًا شائعًا للغاية سواء في القوات المسلحة التركية أو كنموذج للتصدير كما استخدمتها أوكرانيا بصورة كبيرة خلال حربها مع روسيا.
وقد يكون السر وراء تقدم تركيا كقوة تكنولوجية عسكرية كبرى هو حرمانها المستمر من الوصول إلى الأصول العسكرية الأمريكية والتابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبسبب منعها من الوصول إلى التقنيات الغربية المتقدمة، فقد سعت أنقرة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي عسكريًا وهو ما حدث طوال العقد الماضي.
وبالمثل حظر الأمريكيون على تركيا شراء مسيرات مسلحة خوفا من استهدامها ضد المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى تحفيز صناعة المسيرات المحلية في تركيا.
وجهزت تركيا الطائرة” TB2″ بأنظمة متقدمة تسمح بالعمليات المستقلة والتحكم عن، بعد وأثبتت المسيرة نفسها أكثر من مرة خلال العقد الماضي، مما يعني أن تركيا أصبحت قوة عظمى في إنتاج المركبات الجوية بدون طيار.
وتتميز المسيرة بذيلها الذي يأخذ شكل حرف “V” وهي مصنوعة في الغالب من ألياف الكربون والكيفلار، ويصل وزن حمولتها إلى 330 رطلاً.
وتدمج ” TB2 ” الكاميرات الكهروضوئية والأشعة تحت الحمراء ومصممي الليزر وأجهزة تحديد المدى بالليزر، مما يجعلها طائرة مثالية للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع فضلاً عن فعاليتها في الضربات المستهدفة.
ويبلغ ارتفاعها التشغيلي 25000 قدم وقدرتها على التحمل 27 ساعة، مما يعني أن “TB2 ” يمكنها أن تظل فوق الأهداف لفترة طويلة، مما يزيد من تدفق المعلومات في ساحة المعركة.
وعلى مدار السنين، شاركت طائرات “تي بي 2” في صراعات في سوريا والعراق وليبيا، كما استخدمتها أذربيجان في حرب ناغورنو كاراباخ. ويعتقد الكثيرون أن هذه المسيرات كانت سبب هزيمة أرمينيا كما زادت شهرتها بسبب استخدام أوكرانيا لها في الحرب.
خيار استراتيجي
وفي جميع الصراعات التي خاضتها “بيرقدار تي بي 2” كانت تعمل بشكل رائع، مما يجعلها نظامًا رئيسيًا تنتجه تركيا، كما أن سعرها الرخيص نسبيًا (حوالي 5 ملايين دولار)، يجعلها جذابة للدول التي تعمل بميزانيات دفاعية مقيدة.
وبالفعل اشترت ما يقرب من 24 دولة أجنبية هذه المسيرات وهو ما عزز صناعة الأسلحة التركية بالإضافة إلى النفوذ الوطني والهيبة التركية.
وبفضل نجاحها الكبير استثمرت تركيا في تطوير مجموعة من الأنظمة التي تعمل على تعزيز قدرات”تي بي 2″ مثل، تطوير طائرة “بيرقدار تي بي 3″ الأكثر تقدمًا و”بيرقيدار آقنجي” مما يعد بقدرات هجومية ومراقبة أكبر وأسعار أفضل مما قدمته “تي بي 2”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز