اخبار لايف

الإمارات وعمان.. مناسبتان تاريخيتان تحتفل بهما أبوظبي ومسقط لأول مرة في 2025


مناسبة مهمة أضيفت لأجندة الأيام الوطنية بالخليج، بعد قرار سلطان عمان هيثم بن طارق بأن يكون يومُ 20 نوفمبر يوماً وطنياً للبلاد.

وتعد هذه المناسبة الثانية التي تضاف لأجندة الأيام الوطنية بالخليج خلال 6 أشهر، بعد قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات باعتماد 18 يوليو/تموز “يوم عهد الاتحاد”.

وسيحتفل البلدان بكلتا المناسبتين للمرة الأولى خلال العام الجاري 2025.

وإضافة لتلك المناسبتين، سبق أن أضافت السعودية مناسبة تاريخية مهمة قبل 3 سنوات، بعد صدور أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز 27 يناير/كانون الثاني 2022 بأن يكون يوم 22 فبراير/شباط من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس) ويصبح إجازة رسمية، وهي اليوم الذي ستحتفل به السعودية بعد نحو شهر.

مناسبات تاريخية مهمة تبرز العمق التاريخي والحضاري للدول الثلاث، لتتعرف الأجيال الحالية والعالم على الجذور التاريخية لبلدانهم والجهود التي قام بها المؤسسون في وضع أسس وقواعد نهضة بلدانهم.

20 نوفمبر.. يوم وطني بعمان

وأعلن سُّلطان عمان هيثم بن طارق، خلال خطاب ألقاه السبت، بمناسبة الذكرى الخامسة لتوليه مقاليد الحكم، “يومُ العشرينَ من نوفمبر/تشرين الثاني من كلِّ عام يوماً وطنياً لسلطنةِ عُمان”.

وقال السلطان هيثم بن طارق في خطابه: “إنّهُ لمن دواعي سُرورِنا وتكريمًا لأسلافِنا من السلاطين واستحضارًا ليومٍ مجيدٍ من تاريخِ عمانَ الحافلِ بالأيامِ المشرقةِ أن نُعْلِنَ في هذا المقام بأن يكونَ يومُ العشرينَ من نوفمبر/تشرين الثاني من كلِّ عامٍ يومًا وطنيًّا لسلطنةِ عُمان “.

وبين أن ذلك اليوم “هو اليومُ الذي تشرَّفتْ فيه الأسرةُ البوسعيديّة بخدمةِ هذا الوطنِ العزيز منذُ العامِ (1744م) على يدِ الإمامِ المؤسّسِ السّيِّد أحمدَ بنِ سعيدٍ البوسعيدي، الذي وحَّدَ رايةَ الأمَّــةِ العُمانيــةِ وقـادَ نضالَهـا وتضحياتِهـا الجليلةِ في سبيلِ السّيادةِ الكاملةِ على أرضِ عُمان والحريّةِ والكرامةِ لأبنائِها الكرام وجاءَ من بعدِهِ سلاطينٌ عِظام حملوا رايَتَها بكلِ شجاعةٍ واِقتدار وأكملُوا مسيرَتَها الظافرة بكلِ عزمٍ وإصرار”.

وقال: “إن احتفاءَنا بهذا اليومِ إنما هو تخليدٌ لسِيَرِهم النبيلة ومآثرِهم الجليلة والتزامٌ أكيدٌ منّا بالمبادئ والقِيَمِ التي شَكَّلتْ نسيجَ أُمَّتِنا العُمانية نصونُ وحدَتَها وتماسكَها ونسهرُ على رعايةِ مصالحِ أبنائِها رافضينَ أيَّ مساسٍ بثوابتِها ومقدَّساتِها”.

هذا القرار أعاد بموجبه سلطان عمان إبراز العمق التاريخي والحضاري للسلطنة، لتتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية لبلادهم وتكريما للأسرةُ البوسعيديّة التي تحكم السلطنة منذ 281 عاما والإمامِ المؤسّسِ أحمدَ بنِ سعيدٍ البوسعيدي الذي تولى مقاليد الحكم عام 1744م.

وتمثل مبايعة الإمام أحمد بن سعيد الذي كان واليا على صحار وما حولها في عام 1744م بداية لحقبة جديدة في التاريخ العُماني، استمرت بمراحلها المختلفة على امتداد نحو 281 عامًا حتى الآن.

وتولى الإمام أحمد بن سعيد الإمامة في عُمان نزولا على رغبة أهل الحل والعقد في عُمان في ذلك الوقت، بالنظر لمواقفه وشجاعته وبخاصة في تخليص البلاد من الغزاة الفرس.

وقد شهدت البلاد ولأول مرة في عهد الإمام أحمد بن سعيد، الذي أسس الدولة البوسعيدية، نوعا من السلطة المركزية بعد أن تمكن من توحيد القبائل، وبادر باتخاذ الإجراءات الكفيلة بترسيخ قواعد الدولة وإعداد قوات مسلحة تتناسب والتحديات التي تواجهها عُمان.

ثم قام بتحديث الأنشطة الاقتصادية وامتلك أسطولا حربيا وتجاريا، وفي عهده حافظت مسقط على مكانتها كإحدى أهم المدن التجارية في المنطقة وغدا ميناؤها من أهم الموانئ التجارية التي ترتاده السفن الأوروبية.

وبعد أن توفي الإمام أحمد بن سعيد في الرستاق سنة 1189هـ/1775م والتي كانت عاصمة له، خلفه عدد من الأئمة والسلاطين البارزين الذين حافظوا على استمرار حكم أسرة البوسعيد، وفي عهد حفيده حمد (1193هـ/1779م ـ 1207هـ/1792م) انتقلت العاصمة من الرستاق إلى مسقط لتستقر بها حتى الآن.

واستمرت أسرة البوسعيد في الحكم منذ منتصف القرن الثامن عشر وحتى الآن وصولا للسلطان هيثم بن طارق، وهو سليل الأسرة البوسعيدية العريقة، وهو ابن عم السلطان الراحل قابوس بن سعيد، وزوجته هي السيدة عهد بنت عبدالله بن حمد البوسعيدية، ولدت في محافظة مسقط، لأسرة عريقة يعود نسبها من والديها إلى الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، مؤسس الدولة البوسعيدية.

وكانت عُمان تحتفل بعيدها الوطني في 18 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.

يوم عهد الاتحاد

أيضا تحتفي الإمارات للمرة الأولى خلال العام الجاري 2025 بيوم عهد الاتحاد، وذلك بعد قرار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في 18 يوليو/ تموز الماضي باعتماد 18 يوليو/تموز “يوم عهد الاتحاد”.

قرار جاء احتفاءً بالاجتماع التاريخي الذي عقد في هذا اليوم من عام 1971، والذي وقَّع فيه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام “وثيقة الاتحاد” ودستور الإمارات وأعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وشكل هذا الاجتماع التاريخي إحدى الخطوات الرئيسة في تأسيس اتحاد الإمارات يوم 2 من شهر ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إن “الثامن عشر من شهر يوليو عام 1971 أحد الأيام المهمة في تاريخ دولة الإمارات؛ ففيه وُقعت وثيقة الاتحاد ودستور دولة الإمارات وأُعلن بيان اتحادها واسمها، ووُضع الأساس الصلب لقيامها في الثاني من شهر ديسمبر”.

وأضاف أن “يوم عهد الاتحاد مناسبة نستذكر خلالها محطات المسيرة المباركة لوطننا، ونستلهم منها الدروس والعبر للحاضر والمستقبل ونجدد العهد مع الله تعالى ثم أنفسنا وشعبنا، في اليوم الذي وضع فيه زايد وإخوانه ميثاق الاتحاد وأن تظل راية دولة الإمارات خفاقة، وتبقى وحدتنا السياج الحامي لمسيرتنا”.

ويأتي إعلان هذه المناسبة الوطنية في إطار حرص القيادة الحكيمة على ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز روح الانتماء والولاء للوطن، حيث يجسد “يوم عهد الاتحاد” روح الوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن، والالتزام بمواصلة المسيرة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً تحت راية الاتحاد.

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسلطان عمان هيثم بن طارق

يوم التأسيس

أيضا من المناسبات الوطنية الحديثة التي أضيفت لأجندة الأيام الوطنية في الخليج يوم التأسيس في السعودية.

وتحتفل السعودية، الشهر المقبل بتلك المناسبة للمرة الرابعة، بعد أن احتفلت بها للمرة الأولى عام 2022، بعد صدور أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز 27 يناير/كانون الثاني من العام نفسه بأن يكون يوم (22 فبراير/شباط) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية باسم (يوم التأسيس) ويصبح إجازة رسمية.

ويوافق هذا اليوم ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية (العاصمة الأولى للدولة والتي تبعد عن مركز الرياض العاصمة حاليا 20 كيلومترًا ) منتصف عام 1139هـ (1727م).

ومنذ إقراراه، تشهد السعودية سنويا احتفالات كبيرة احتفاء بيوم التأسيس، الذي كان منطلقا لتوحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية وتأسيس الدولة السعودية الأولى، وتأسيس حضارة جديدة، تجني المملكة ثمارها اليوم.

بدأ تأسيس الدولة السعودية الأولى مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية منتصف عام 1139هـ (22 فبراير/شباط 1727) وكان عمره آنذاك 30 عاما (ولد في الدرعية عام 1697).

إبان تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية، وكانت بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت ودائمة القتال والحروب فيما بينها.

ورغم صغر سنه فإنه كان لديه حس إداري ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته “الدرعية” ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقًا بين مركزين لها.

ومع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف.

وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها: نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت استقرارًا كبيراً وازدهارًا في مجالات متنوعة، والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها.

وخلال عهد الإمام محمد بن سعود الذي تُوفي عام 1765، ومن بعده من الأئمة، أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا.
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسلطان عمان هيثم بن طارق

ولقد هاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدًا في وقتها، ما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.

استمرت الدولة السعودية الأولى 91 عاما، ولم تمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي ظلت تحكم المنطقة حتى عام 1309هــ 1891م، أعقب انتهائها فراغ سياسي وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات.

وفي الخامس من شهر شوال عام 1319هـ- الخامس عشر من يناير/كانون الثاني 1902، تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود، من إعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة بعد أن استرد مدينة الرياض ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي ويضع لبنة من لبنات الوحدة والاستقرار والنماء تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).

وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351 هـ الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر/أيلول عام 1932 صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية)، اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932.

وتوج هذا الإعلان جهود الملك عبدالعزيز العظيمة الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة، وتم تحديد 23 من شهر سبتمبر/أيلول ليصبح اليوم الوطني للمملكة، وبهذا الإعلان تم تأسيس المملكة العربية السعودية التي أصبحت دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية.

واستمر أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز لبنات البناء والاستقرار والتنمية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث تتبوأ المملكة مكانة إقليمية ودولية، وثقة عالمية متينة، وتشهد إنجازات في مختلف المجالات.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==

جزيرة ام اند امز

US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى