هدنة غزة.. كيف استعدت إسرائيل لتنفيذ اتفاق وقف النار المرتقب؟
تقدم كبير أحرزته مفاوضات هدنة غزة، بعد «تنازلات» قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما بات توقيع الاتفاق وشيكا.
هذا ما أكده مسؤولان إسرائيليان كبيران ومصدر مطلع على التفاصيل لموقع «أكسيوس»، قائلا إن إسرائيل ووسطاء من مصر والولايات المتحدة وقطر سلموا حماس مسودة اتفاق نهائي للإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى الحركة مقابل وقف إطلاق النار في غزة.
ولا يزال نحو 98 رهينة محتجزين في غزة، بينهم سبعة أمريكيين. ويُعتقد أن نحو نصف الرهائن، بينهم ثلاثة أمريكيين، ما زالوا على قيد الحياة، وفقاً للمخابرات الإسرائيلية.
استعدادات في إسرائيل
وبدأت الاستعدادات في إسرائيل لتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وتركزت الاستعدادات في المستشفيات المتوقع أن تستقبل الرهائن الإسرائيليين ووزارة العدل الإسرائيلية التي ستصادق على قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم.
وفي مؤشر آخر على قرب الاتفاق، أعلن حزبا “شاس” و”يهدوت هتوراه” دعمهما العلني له.
وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم”: “صدرت تعليمات لكافة الوزارات الحكومية بالاستعداد لاستقبال الرهائن”، مضيفة: “كما تلقت 3 مستشفيات على الأقل تعليمات بالاستعداد لاستقبال الرهائن”.
من جهتها، قالت القناة الاخبارية 12 الإسرائيلية: “انتهت وزارة القضاء من إعداد قائمة الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن الصفقة”.
وأضافت من جهة اخرى ان “مديرية الأسرى والمفقودين في مكتب رئيس الوزراء على أهبة الاستعداد لأي صفقة”.
وأشارت إلى أنه: “في الأسابيع الأخيرة، أجرت المديرية عددًا من التدريبات على الاستعداد لسيناريوهات مختلفة، بمشاركة الوزارات الحكومية ذات الصلة والهيئات المهنية الأخرى، لضمان استعدادها لرعاية الرهائن وأسرهم”. ويتزايد الدعم في الحكومة الإسرائيلية للاتفاق.
وقالت القناة الإسرائيلية: “كبار قادة الأمن يقدّرون أن عودة السكان إلى شمال قطاع غزة ستجعل من الصعب استئناف الحرب في المستقبل بنفس الشدة، إذ سيكون من الصعب إخلاء السكان مرة أخرى”.
دعم واسع
وأضافت: “في الحكومة، يبدو أن هناك أغلبية كبيرة لصالح الموافقة على الصفقة – جميع وزراء الليكود الـ17 بقيادة نتنياهو من المتوقع أن يدعموها، إلى جانب 6 وزراء من شاس، ووزيرين من يهودوت هتوراة، والوزيرين غيدعون ساعر وزئيف إلكين”.
وتابعت: “في المعارضة، تم التعبير عن دعم واسع للصفقة، حيث أعلنت أحزاب “هناك مستقبل”، “المعسكر الرسمي”، “إسرائيل بيتنا”، “الديمقراطيون”، و”القائمة الموحدة” استعدادها لتوفير “شبكة أمان” برلمانية عند الحاجة”.
بدوره، قال رئيس حزب شاس الحاخام أرييه درعي في اجتماع حزبه: “إن حركة شاس تدعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في جهوده لتأمين إطلاق سراح الرهائن، وستدعم أي صفقة يتم تقديمها إلى الحكومة للموافقة عليها من أجل هذا الهدف المهم”.
وصدر إعلان مشابه عن حزب “يهدوت هتوراه”، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن “التقدم في المفاوضات جاء بفعل رسالة نقلها مبعوث ترامب، إلى نتنياهو، أكد فيها رغبة ترامب في رؤية صفقة تُنجز في الوقت الحالي، هذا وفقًا لثلاثة مصادر مطلعة”،
وأضافت: “هذه الرسالة دفعت إسرائيل إلى تليين مواقفها بشأن عدد من القضايا الحساسة في إطار المفاوضات، مما أتاح فرصة لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتفاوضة”.
وقالت المصادر إن وسطاء قطريين ومصريين وأمريكيين ينتظرون رد حماس على المسودة، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن الشخص الذي سيتخذ القرار هو رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة محمد السنوار.
وقال مسؤولان إسرائيليان إن رد حماس متوقع خلال الـ24 ساعة المقبلة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على تقديم تنازلات جديدة بشأن السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة وبشأن انسحاب القوات الإسرائيلية من معبري نتساريم وفيلادلفي في غزة.
وبحسب مسؤول إسرائيلي فإنه «يبدو أننا نتجه نحو التوصل إلى اتفاق»، مضيفا أنهم ينتظرون رد حماس «وعندها فقط سنعرف على وجه اليقين».
على الجانب الآخر، قال مسؤول في حماس لـ«رويترز» يوم الإثنين إن “المفاوضات بشأن بعض القضايا الجوهرية أحرزت تقدما ونحن نعمل على الانتهاء من ما تبقى قريبا”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية عن مسؤول في حماس قوله إن هناك العديد من النقاط الشائكة لا تزال قائمة، بما في ذلك ما يتعلق بانسحاب إسرائيل من معبر فيلادلفيا وما إذا كان وقف إطلاق النار سيكون دائما أو سيوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مؤقتا.
وبحسب تصريح لمستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، فإن هناك ضغوطا “كبيرة” على حماس للتوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى أن “إسرائيل في وضع يجعلها ترغب في التوصل إلى اتفاق. وهناك احتمال واضح بأن نتمكن من التوصل إلى هذا الاتفاق هذا الأسبوع”.
سوليفان أشار إلى أنه تحدث صباح الإثنين مع مستشار بايدن الرئيسي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، الذي كان في الدوحة لمدة أسبوع للتفاوض على شروط الصفقة، ومع رئيس وزراء قطر والمفاوضين الإسرائيليين. وقال مصدر مطلع إن مدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع كان على اتصال.
وقال المصدر إن نتنياهو أبلغ بايدن في اتصال هاتفي يوم الأحد أنه يريد الاتفاق كما هو الآن، وأنه مستعد لإتمام المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز