اخبار لايف

أفغانستان في صدمة.. تعليق مساعدات أمريكا يضرب العملة ويشل «الإغاثة»


منيت العملة الوطنية في أفغانستان “الأفغاني” بتراجع حاد مقابل الدولار الأمريكي، بينما تعطل العمل في عشرات المنظمات الإغاثية إثر قرار الولايات المتحدة تعليق المساعدات الإنسانية للدول الأجنبية.


وبعيد توليه سدّة الرئاسة الأمريكية، أمر دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما، وجاء في مذكّرة لوزير الخارجية ماركو روبيو الجمعة أن الولايات المتحدة جمّدت جميع المساعدات تقريبا باستثناء الغذائية الطارئة والعسكرية لمصر وإسرائيل.

وقد أعرب أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه بشأن تجميد مساعدات الولايات المتحدة التي لطالما كانت أكبر مزود للمساعدات الإنمائية في العالم من حيث القيمة المطلقة بالدولار.

وقد صرح الرئيس الأمريكي في وقت سابق بأن المساعدات الأمريكية لأفغانستان “تصل إلى طالبان.. وهو أمر لا ينبغي أن يحدث”. فيما عبر الملياردير الأمريكي إيلون ماسك قبل أن يتولى قيادة وزارة الكفاءة الحكومية في الولايات المتحدة، عن استغرابه قائلا “هل نحن فعلا نرسل أموال دافعي الضرائب الأمريكيين إلى طالبان؟”.

انهيار الأفغاني

وعقب إعلان تعليق المساعدات الأمريكية، سجلت العملة الأفغانية انخفاضًا كبيرًا في قيمتها.

وبحسب بيانات البنك المركزي الأفغاني، تراجعت قيمة “الأفغاني” مقابل الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوى لها خلال العام الجاري، حيث ارتفع سعر صرف الدولار من 70 أفغانيًا في بداية الشهر إلى 79 أفغانيًا حاليًا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وزيادة الأعباء المعيشية على المواطنين.

ورغم ضخ البنك المركزي أكثر من 50 مليون دولار في السوق لمحاولة الحفاظ على استقرار العملة، إلا أن تأثير هذا الإجراء كان محدودًا، واستمرت قيمة الأفغاني في التراجع.

ومنذ سيطرة طالبان على السلطة عام 2021، توقفت المساعدات الدولية التنموية والأمنية لأفغانستان، بينما استمرت بعض المساعدات الإنسانية للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية.

إلا أن هذه المساعدات شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، نتيجة القيود المفروضة على النساء في ظل حكم طالبان وزيادة الاحتياجات المالية في مناطق أخرى من العالم.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة بأن نصف الميزانية المخصصة للمساعدات الإنسانية لأفغانستان لعام 2024 لم يتم تأمينها بعد، ومن المتوقع أن ينخفض هذا الدعم أكثر خلال العام الجاري.

شلل إغاثي

وكان لقرار ترامب تأثير مباشر على معيشة ملايين الأفغان، مما أثار قلق المنظمات الدولية والإغاثية.

وأفادت قناة “طلوع نيوز” الأفغانية بأن وزارة الاقتصاد في حكومة طالبان أعلنت عن توقف 50 منظمة إغاثية عن العمل بسبب تعليق التمويل الأمريكي.

وكانت هذه المنظمات تقدم خدمات صحية وغذائية وإنسانية ضرورية لملايين المواطنين.

دعوة لعدم تسييس المساعدات

ودعا عبد اللطيف نظري، نائب وزير الاقتصاد في حكومة طالبان، المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى “عدم تسييس المساعدات الإنسانية”، محذرًا من أن تعليق هذه المساعدات سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “هشت صبح” الأفغانية أن منظمة البحث والتطوير المجتمعي (ORCD)، التي كانت تعمل في ولاية بكتيا وتقدم خدمات صحية للأمهات والأطفال بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، قد علّقت نشاطها بسبب نقص التمويل.

وقد حذر برنامج الغذاء العالمي (WFP) من أن خفض المساعدات الدولية قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في معدلات الجوع داخل أفغانستان.

وبحسب إحصاءات البرنامج، فإن أكثر من 15 مليون أفغاني بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية، إلا أن نقص التمويل سيحرم نصفهم من أي دعم خلال الشتاء الحالي.

كما كشف شيائو-وي لي، أحد كبار مسؤولي الأمم المتحدة في أفغانستان، أن بعض المواطنين لم يعد بمقدورهم تناول أكثر من وجبة أو وجبتين يوميًا، تتكون غالبًا من الخبز والشاي فقط، مما يهدد الأمن الغذائي والصحي، لا سيما بين النساء والأطفال.

وقال شيائو-وي لي: “أي خفض إضافي في المساعدات سيكون أمرًا مقلقًا للغاية. الشعب الأفغاني، وخاصة النساء والأطفال، بحاجة ماسة إلى الدعم الدولي، ونأمل أن يتم اتخاذ القرارات المستقبلية مع مراعاة الاحتياجات الإنسانية الملحّة”.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى