«حكومة ظل غير منتخبة» تدير أمريكا.. هل تصمد علاقة الأقوى والأغنى؟
![](https://akhbar.today/wp-content/uploads/2025/02/113-221806-trump-musk-relationship-survive_700x400.jpg)
يعتقد تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي بوجود “حكومة ظل تدير عملية استيلاء معادية على الحكومة الفيدرالية”.
لقد جاء هذا الاعتقاد من خلال العلاقة الفريدة التي تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالملياردير إيلون ماسك.
ومن غير المستبعد أن تتلاشى علاقة ترامب وماسك إلا أنه لا يزال بإمكانهما إعادة تشكيل الولايات المتحدة.
يقولون إن الصورة تساوي ألف كلمة وقد تساوي 288 مليون دولار وهو المبلغ الذي تبرع به رجل الأعمال وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك للحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحصل على مكافأته هذا الأسبوع مع ظهوره على غلاف مجلة تايم.
وعلى غلاف المجلة الأمريكية هذا الأسبوع، ظهر ماسك وهو يحمل كوب قهوة في يده، ويجلس خلف المكتب البيضاوي وتكهن البعض أن صورة “الرئيس ماسك” كانت مصممة لاستفزاز ترامب المعروف بتقديره لـ”التايم” التي اختارته مرتين من قبل كشخصية للعام لكنه رد على سؤال بشأن صورة حليفه بنكتة حادة حيث قال “هل مجلة تايم لا تزال في العمل؟ “لم أكن أعلم ذلك حتى.”
من جانبه، كتب ماسك على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي المملوكة له قائلا “أنا أحب دونالد ترامب بقدر ما يمكن لرجل مستقيم أن يحب رجلاً آخر.”
هذا الرد هو انعكاس لعلاقة الرجلين التي تحمل ثورة مزعجة للولايات المتحدة حيث يشترك ترامب وماسك في رغبتهما في كسر القواعد وإثارة الليبراليين وهو ما يعني أن التقارب بين أقوى رجل في العالم وأغنى رجل في العالم يمثل مشكلة مزدوجة للديمقراطية بحسب منتقديهم.
هل هناك فرصة للصمود؟
والسؤال الآن، هل يمكن أن تستمر علاقتهما؟ والواقع أن التاريخ الحديث مليء بأمثلة من أتباع ترامب الذين هددوا بسرقة بعض الأضواء منه ودفعوا الثمن وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن بعض المتشككين توقعوا زوال محور ترامب-ماسك منذ بدايته تقريبًا، مما يشير إلى أن الصدام الحتمي بين رجلين لدى كل منهما “أنا عملاقة” في حين يرى آخرون أن العلاقة التكافلية بينهما قد تستمر إلى الأبد.
وقال جو والش، النائب الجمهوري السابق وأحد منتقدي ترامب “إنهما أقوى شخصين على هذا الكوكب الآن.. إنهما يحتاجان إلى بعضهما البعض بشدة.. إنهما مثل وحشين وكل يوم يزدادان قوة”.
وللوهلة الأولى قد لا يكون هناك الكثير من القواسم المشتركة بين الرجلين فترامب (78 عاما) مطور عقاري ونجم تلفزيون الواقع الذي دخل السياسة متأخرًا ويقضي ساعات في ملعب الغولف ولديه إطار مرجعي ثقافي متجذر في الثمانينيات.
أما ماسك (53 عامًا) فولد في جنوب أفريقيا خلال عصر الفصل العنصري، وحقق ثروته في وادي السيليكون وكشف مؤخرا بشكل علني عن إصابته بمتلازمة أسبرجر، وهي جزء من طيف التوحد.
وفي 2016، قال ماسك إن ترامب “لا يبدو أنه يتمتع بالشخصية التي تعكس صورة جيدة عن الولايات المتحدة” وفي 2022، هاجم الرئيس الأمريكي قطب التكنولوجيا بسبب دعمه لخصومه في انتخابات 2016 و2020.
وبحلول العام الماضي، تحول خطاب الرجلين تماما فألقى ماسك بثقله خلف ترامب في الانتخابات وأصبح أكبر مانح له، ورفع من مستوى الدعاية على منصة “إكس”.
وأمضى ماسك ليلة الانتخابات في منتجع ترامب “مارالاغو” في بالم بيتش بولاية فلوريدا، واحتفل بتنصيبه بتحية قال البعض إنها “نازية”.
وحتى الآن، فإن ماسك يعد الفارق الأكبر بين ولاية ترامب الأولى وولايته الثانية حيث تم تعيينه كرئيس لوزارة كفاءة الحكومة التي تهدف إلى إعادة هيكلة الوكالات الفيدرالية، وخفض الميزانيات، واستئصال الهدر والفساد، وطرد الموظفين.
الجنون
ونجح ماسك، المعروف بأنه يحكم بالخوف ويطالب بالولاء التام من موظفيه في جلب نهج “التحرك بسرعة وكسر الأشياء” على غرار ما يفعله في وادي السيليكون وتمكن فريقه من مهندسي البرمجيات الشباب من الوصول بسرعة إلى نظام دفع الخزانة الذي يشمل معلومات حساسة تتعلق بالحسابات المصرفية ومدفوعات الضمان الاجتماعي.
وأغلق ماسك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مما أدى إلى تدمير أداة من أدوات القوة الناعمة الأمريكية وقطع برامج الغذاء والدواء الحيوية في جميع أنحاء العالم.
وتضمنت تكتيكاته إغلاق أبواب الشركات أمام الموظفين، وتجميد التمويل، وإنهاء عقود الإيجار، وعرض “الاستقالة المؤجلة” على العمال ويستخدم ماسك “إكس” للترويج لأجندة ترامب، ومهاجمة المنتقدين.
ولا يعد ماسك موظفًا حكوميًا بدوام كامل، لكنه “موظف حكومي بوضع خاص”، مما يسمح له بتجاوز الكشف المالي وعمليات التدقيق العامة.
وقال تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ “إن حكومة ظل غير منتخبة تدير عملية استيلاء معادية على الحكومة الفيدرالية”.
لكن ترامب أكد أن ماسك “لا يستطيع أن يفعل ولن يفعل أي شيء بدون موافقتنا” وقال مصدر بالبيت الأبيض لـ”الغارديان” إن الرئيس جند ماسك للقيام بـ “أشياء مجنونة”.
وقال بيل ويلان، زميل باحث في مؤسسة هوفر للأبحاث في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا “كان ترامب دائمًا معجبًا بالثروة ولا يوجد سوى عدد قليل من الأشخاص على هذا الكوكب.. ماسك هو واحد منهم”، وأضاف “الشيء الوحيد الذي قد يكون مشتركًا هو أنهما يستمتعان بكونهما مخربين ومثيرين للمشاكل”.
ولشركات ماسك عقود واسعة النطاق مع الحكومة الفيدرالية، وبصفته مسؤولا عن الكفاءة الحكومية فهو في وضع يسمح له بتبسيط اللوائح لصالحه أعماله.
كما وجد ماسك قضية مشتركة مع ترامب وحركته (ماغا) أو “اجعل أمريكا عظيمة مجددا” مما يوضح أنه يركز على القضاء على ما يسمى بأجندة “الاستيقاظ” ومبادرات التنوع والشمول.
وبعدما ادعى ماسك أن حكومة جنوب أفريقيا تسمح بـ”إبادة جماعية” ضد المزارعين البيض، أعلن ترامب أنه سيوقف جميع المساعدات المقدمة إلى البلاد.
في انتظار الصدام
ومع ذلك، فإن شهر العسل قد لا يدوم للأبد حيث يتراجع معدل موافقة ماسك بسرعة، حتى بين الجمهوريين ووفقا لاستطلاع حديث أجرته مجلة “الإيكونوميست” بالتعاون مع معهد “يوغوف”، فإن 43% فقط من الجمهوريين قالوا إنهم يريدون أن يتمتع ماسك بنفوذ “قليل”، وقال 17% إنهم يريدون ألا يتمتع بأي نفوذ على الإطلاق.
وقبل أيام، حمل المتظاهرون خارج المباني الحكومية لافتات كتب عليها “لم ينتخب أحد ماسك” كما أصبح الرجل هدفا رئيسيا للديمقراطيين في الكونغرس حيث اتهموه بالاستيلاء على السلطة بشكل غير قانوني.
وهذه الانتقادات تجعل ماسك حليفا مفيدا لترامب حيث يصرف الانتباه عنه ومع ذلك فقد يتحول قطب التكنولوجيا في النهاية إلى عبء سياسي، مما يدفع الناخبين إلى التساؤل عن أيهما السيد وأيهما الدمية.
وقال ريك ويلسون، أحد مؤسسي مشروع لينكولن، وهي مجموعة مؤيدة للديمقراطية “سوف يصطدمان في النهاية. عندما يرى ترامب أن إيلون يسبب له ضررًا سياسيًا، فسيقطع الحبل في دقيقة واحدة.”
وأضاف أنه سيتخلص منه “بمجرد أن يرى أن إيلون يسحبه إلى أسفل في استطلاعات الرأي” مشيرا إلى أن ماسك أصبح غير محبوب بشكل مذهل خلال الأسابيع القليلة الماضية.
لكن التخلص من ماسك قد يكون أصعب من غيره فقال المؤلف والمذيع المحافظ تشارلي سايكس إن ترامب يمكنه تدمير نائبه جي دي فانس أو وزير خارجيته ماركو روبيو أولكنه عالق مع ماسك ومع ذلك ستأتي لحظة حيث ستتصادم هذه الأنا فلا يمكن أن يكون هناك سوى سيد واحد للكون”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز